دفعة الشهيد الصماد.. منظومةٌ أمنية متكاملة .. بقلم/ خلود الشرفي
بالتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني الصامد بعيد الوحدة الثاني والثلاثين، التي جسّدها الشعبُ اليمني بكل تفاصيلها على أرض الواقع، رغم كُـلّ محاولات العدوان لبعثرة الأوراق، خلخلة الصفوف، في ظل عدوان همجي استهدف كُـلّ مقومات الحياة بلا استثناء.
هَـا هو شعبنا اليمني العظيم يحتفلُ من جديد بتخرج دفع متميزة، وكوادرَ بناءة، وبشكل متتابع من ضباط الأمن والشرطة من كافة أنحاء وربوع يمننا الحبيب؛ تأكيداً على المضي في الدرب، ومواصلة المشوار، واقتفَاءً لخُطَا الشهداء الأبرار، وعرفانًا بحقهم وتضحياتهم، وانطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ”.
ولا شك أن من أهم وسائل الإعداد بناءَ الكوادر الأمنية، والسواعد الفاعلة، والشخصيات المخلصة، التي تجسِّدُ قولَ الشهيد الصماد الخالد الأثر “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”؛ وانطلاقاً من المسئولية الجماعية التي تحتمها الظروف الراهنة، من الحرب الظالمة والعدوان الغاشم، والحصار الخانق، هذه الظروف الصعبة كانت بمثابة الفرصة الذهبية للشعب اليمني العظيم ليبادر إلى بناء النفس، وسد الثغرات، وفتح المجال للإبداع والتطوير، وُصُـولاً إلى الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات بلا استثناء، سواء المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية أَو المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية… إلخ.
ومما لا شك فيه فَـإنَّ تلك المجالات يجمعها هدفٌ واحد، وغايةٌ سامية، وهي خدمةُ الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، ولا مكانَ هناك لأية اعتبارات مذهبية أَو طائفية، أَو شعارات زائفة، فالكل في الكل يمثل منظومة أمنية متكاملة، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، أفراداً وجماعات، فكل المجتمع معنيٌّ بالانضباط المهني، والحِس الأمني، وكُلُّ فرد فينا يمثل شعباً بأسره، ويكمل بعضُه بعضاً.
ومن الملفتِ أن المشهدَ الانضباطي للخريجين والخريجات لدفعة الشهيد صالح الصماد، يَدُلُّ على مواكبة أعلى المعايير الاحترافية الدولية للأداء والتشغيل والمهنية، واستعدادهم للعمل البنَّاء، والمثمِر، والإنتاج النوعي والكمي في جميع الميادين.