موقعُ المرأة في التنمية المشبوهة .. بقلم/ إبراهيم محمد الهمداني
ولأنهم يعلمون خطورة وأهميّة دور المرأة، تجدهم يمعنون في استهدافها، على كافة المستويات، ليسهل لهم – بعد ذلك – السيطرة على المجتمع، بعد تمكّنهم من هدم عموده، وأَسَاس بنيانه، يقول السيد القائد:- “لاحظوا الأعداء يتظاهرون بأن لديهم اهتماماً كَبيراً بالمرأة، ويتحَرّكون تحت عنوان حقوق المرأة بأنشطة متنوعة وبرامج متنوعة ومشاريع عمل متعددة، ولكن إذَا جئنا إلى هؤلاء الأعداء كيف هم أَوَّلًا في ثقافتهم وكيف هم ثانيًّا في ممارساتهم وسلوكياتهم وكيف هي طبيعة برامجهم هذه واهتماماتهم هذه؟ ثم نأتي أَيْـضاً إلى تصرفاتهم تجاه واقع المرأة في عالمنا الإسلامي وفي شعوبنا المظلومة والمستضعفة ثم نأتي بالتالي إلى الإسلام وما يقدمه الإسلام نجد الفوارق الكبيرة، يتضح لنا الصحيحُ من السقيم يتضح لنا أين هي العناية الصحيحة، العناية التي هي عناية بحق بالمرأة وتهدفُ بحق إلى الاهتمام بالمرأة وإلى حماية المرأة إلى العناية بها في دورها المهم في هذه الحياة. الأعداء الذين يتحَرّكون تحت عنوان حقوق المرأة هم في ثقافتهم وهم في ممارساتهم وهم في سياساتهم أكبر خطر على المرأة، هم يشكّلون خطورةً كبيرةً على المرأة كما يشكّلون خطورةً كبيرةً على الرجل، ويشكلون خطورةً كبيرةً على الأُمَّــة بكلها، ثقافتهم في الأَسَاس هي ثقافة تنظر إلى المرأة نظرة سلبية، الصهاينة وهم من يقودون المجتمعَ الغربي وهم من يتحكمون بسياساته وتوجّـهاته لديهم ثقافة سلبية جِـدًّا عن المرأة إلى أنها رمزٌ للشر وعنصر بيد الشيطان وأنها بدءًا من حواء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- أم البشر وزوجة آدم كانت هي السببَ الأَسَاسي في إغواء آدم ومن جرّته إلى الأكل من الشجرة وأنها التي ورطته في المعصية، وهكذا كثيرٌ من نصوصهم من تعبيراتهم في ثقافتهم تعبر عن هذه النظرة السلبية في المرأة إلى أنها عنصر شر وعنصر فساد وعنصر خطر وأنها هي التي ورطت الرجل إلى المعصية والتي دفعته إلى طاعة الشيطان وأن الشيطانَ اعتمد عليها في ذلك ثم تجدُ في سياساتهم العملية، وبرامجهم العامة ما يتجه نحو الاستغلال السلبي للمرأة وكأنها سلعة رخيصة، حوّلوها إلى وسيلة للفساد هدموا كرامتَها استهدفوها في عفتها في طهارتها أخرجوها من حيز الصيانة ومن كُـلّ التشريعات الإلهية التي تحميها وتصونها وتحفظ لها عفتها وطهارتها ودورها الإيجابي في الحياة وخرجوا بها عن ذلك الاتّجاهات والمسارات وبرامج تبعدها عن كُـلّ ذلك فأسهموا إلى حَــدّ كبير في توجيه ضربات موجعة للمجتمع البشري حتى في مجتمعاتهم، هم الآن في المجتمع الغربي في أمريكا وفي أُورُوبا هناك معاناة كبيرة جِـدًّا من التفكك الاجتماعي والتفكك الأسري، هناك انهدام كبير لهذا البنيان ويترتب على ذلك نتائج كارثية في واقع الناس هناك”. (السيد القائد – خطابات المناسبات – ذكرى ولادة الزهراء عليها السلام –١٤٤٠هـ).
ذلك التدمير الممنهج لبنية المجتمع، هو الثمن الذي قدمته الأنظمة الحاكمة، لكسب رضى القوى الاستعمارية – وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية – ونيل الحظوة بتأييدها سياسيًّا، والاعتراف بأحقيتها ومشروعيتها في الحكم، والاستئثار بالسلطة، والإشادة الأممية بديمقراطيتها، حتى وإن كان نظام الحكم فيها ملكيا خالصا، فَـإنَّ الإدارة الأمريكية، لن تتوانى عن الإشادة بآلية توريث الحكم السلالي، وديمقراطية أخذ البيعة القسرية، المفروضة سلفا.
الأمر الذي جعل الأنظمة الحاكمة، تقدم على ممارسة التدمير الممنهج ضد المجتمع، وتفكيك القيم والمبادئ والثوابت، لكي تُرضي سيدها الأمريكي، وتضمن ضعف الشعب، وتغييب الصوت المعارض، وكلا الهدفين يمنحان جمهورية الملك، وهم الديمقراطية، وملك الجمهورية، صفة رجل الديمقراطية الأول، في إطار دعم وتبني ورعاية الحليف الأمريكي، الذي لا يتحرج من مواقفه المتناقضة المخزية، حين يقوم بالفعل ونقيضه، في نفس الوقت، فهو “يرفع عنوان الديمقراطية ويدعم ويقف بكل شدة ويتبنى احتضان ورعاية وتفعيل دور الأنظمة الاستبدادية، يرفع عنوان الحرية ويكبت الشعوب ويسعى إلى استعبادها استعباداً تاماً ويفرض عليها كُـلّ سياساته وثقافته وما يريد، يرفع عنوان حقوق الإنسان والإنسان هذا في الـيَـمَـن أَو في فلسطين أَو في بقعة أُخرى يسحق يقتل بسلاحه بدعمه السياسي بحمايته السياسية لمن يفعل ذلك على النقيض منها تماماً ولا يبالي، وتنطلي هذه العناوين على بعض المغفلين بكل ما تعنيه الكلمة”. (السيد القائد – خطابات المناسبات – الذكرى السنوية للصرخة –١٤٣٧هـ).