مسيرة الأعلام الصهيونية والمطبِّعون العرب .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
عملت الحكومة الصهيونية على الدفع بقطعان المستوطنين اليهود للخروج في المسيرة التي سَميت بمسيرة الإعلام ووفرت لها الحماية الأمنية، وقد أثبتت المسيرة أن الدول التي تنشط للتطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمكن اعتبارها من الدول المنتمية إلى العرب أَو المسلمين؛ لأَنَّ شعار المسيرة الرئيسي كان (الموت للعرب) إلى جانب شعارات أُخرى ضد العرب والفلسطينيين وضد المسجد الأقصى والتي استفزت معظم العرب والمسلمين ما عدا العرب المطبعين الذين تجاهلوا ما حدث في المسيرة من اقتحامات للمسجد الأقصى واعتداءات على الفلسطينيين واستفزازات للصحفيين على الرغم من أن معظم وسائل الإعلام العالمية قد غطت هذا الحدث، وكثير من الدول العربية والأجنبية كان لها مواقف معلنة من التصرفات الصهيونية قبل وأثناء المسيرة.
وقعت الدول المطبعة في موقف محرج أمام رغبتها في المحافظة على علاقتها مع الكيان الصهيوني وأمام شعوبها التي وعدتهم بأن الهدف الرئيسي للتطبيع هو صنع السلام وأنه سوف يصب في صالح القضية الفلسطينية من خلال التدخل لدى الكيان لترشيد تصرفاته في مواجهة الفلسطينيين، ولكن في الواقع أن العلاقة بين الدول المطبعة والكيان الصهيوني تعتبر علاقة من طرف واحد؛ لأَنَّ العرب هم من يقدمون التنازلات والفوائد المختلفة للكيان الذي لم يقدم أي تنازل أَو يستجيب لأي طلب لهم؛ مِن أجلِ التطبيع وهو المستفيد الأول، ويستمر في الإصرار على ممارسة عربدته في حق الشعب الفلسطيني وحق القدس وحق المسجد الأقصى دون مراعاة لحلفائه الجدد من المطبعين العرب.
إن مسيرة الإعلام الصهيونية وما جرئ خلالها يمكن اعتباره فضيحة للدول العربية المطبعة التي ضحت بعلاقتها مع الشعب الفلسطيني ومع حركات المقاومة ومع السلطة الفلسطينية المعترف بها كممثل للفلسطينيين من قبل معظم دول العالم حتى وصل الأمر إلى وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية الذي كان معظمه يذهب كمرتبات للموظفين، وذلك حتى يتم إجبار الفلسطينيين على الاستمرار في مد يدهم للحكومة الصهيونية للحصول على بعض الأموال والتي يتم من خلالها الضغط على السلطة لتمرير ما تريده تلك الحكومة، ومع كُـلّ ذلك لم يقدم الكيان الصهيوني للدول المطبعة أي تنازل لحفظ ماء الوجهة أمام شعوبها حتى في المسجد الأقصى الذي يقدسه كافة المسلمين، وهذا يثبت أن التطبيع يصب في مصلحة قادة دول التطبيع وليس في مصلحة شعوبها.