الأقصى وِجْهتُنا .. بقلم/ محمد علي أبو مصطفى
منذ سبعين عاماً والأقصى الشريف يئن تحت نير المحتلّ وظلمه، والعالم المنافق يراوغ ويكيل بمكيالين، بل والأدهى من ذلك أن بعض الأنظمة العربية والتي كان المؤمل فيها -ولو من باب القومية- أن تبقى متمسكة بالقضية الفلسطينية، وبالقدس كعاصمة لفلسطين -ولو ظاهرياً على الأقل-، رأينا هذه الأنظمة تنبطح وتعلن عمالتها ظاهراً وتنحاز بجوار الجلاد ضد الضحية، وهذا الموقف ليس مستغرباً منها فعمالتها واضحة -وإن كانت من تحت الطاولة فيما مضى-، لكن أن تظهر الانبطاح إلى هذا المستوى فهذا شيء معيب، ومخزيٍ للشعوب التي تنتمي إليها، على كُـلّ حال ومهما كانت الأحداث وتكشفات الأمور واضحة وصادمة إلى هذا المستوى فهذا هو زمن كشف الحقائق، كما قال السيد حسين (ع): وهذا هو الزمن الذي يتغربل فيه الناس في مواقفهم وتوجّـهاتهم إلى صنفين: إما مؤمنين صريحين أَو منافقين صريحين، ما يهمنا في هذا الإطار هو موقف المؤمنين المجاهدين الملتزمين بموقفهم وبقضية فلسطين كموقف إيمَـاني وأخلاقي ومبدأي، وفي إطار الحديث عن التصعيد الأخير لقوات الكيان الصهيوني في القدس واجتياحهم للمسجد الأقصى – ضمن ما يسمونها مسيرة الأعلام -، والتي بقيت قوات الكيان الصهيوني متردّدةً من تنفيذها لفترة من الزمن متوخيةً لردة الفعل من قبل محور المقاومة، هذا التصعيد الأخير من قبل قوات الاحتلال، هو كشف لسوأت الأنظمة العميلة المنبطحة من جهة، ومن جهة أُخرى هو اختبار لبقية الشعوب العربية التي لم تطبع ولكن مواقفها كانت باهتة وضعيفة، وهو من جهة ثالثة استفزاز خطير لمحور المقاومة وجس نبض من قبل قوات الاحتلال لتقييم مدى ردة الفعل من قبل المحور…
موقف أنصار الله من أي اعتداء على المسجد الأقصى هو واضح وقد أعلنه السيد القائد، حين أكّـد كلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد/ حسن نصر الله حين قال بأن أي اعتداء على المسجد الأقصى يعني حرباً إقليمية، ونحن جزء من المعادلة وموقفنا مبدأيٌ وواضح فتمسكنا بقضية فلسطين هو التزام بيننا وبين الله، وهل نحن ندفع تحت نير العدوان هذا إلا ثمن تمسكنا بقضايانا المبدئية والأَسَاسية والتي من أهمها فلسطين، فلسطين قبلة الأحرار والقدس بوصلة الثوار وستبقى محور الارتكاز ولب القضية، وشعبنا المجاهد جاهز كُـلّ الجُهوزية -بل وفي أشد حالات التأهب والشوق – للقتال المباشر والدخول في مواجهة مباشرة مع العدوّ الصهيوني، فكل آلامنا ومعاناتنا وأوجاعنا التي واجهناها سواءً من عملاء الداخل أَو من تحالف الخارج، أفرزت داخل أعماقنا وبين جوانحنا شوقاً ولهفة وتوثباً للمواجهة العسكرية المباشرة مع الغدة السرطانية، فنحن أعلنا موقفنا منذ البداية حين صرخنا ((الموت لإسرائيل)) ونحن في جهوزية لنصنع الموت الفعلي لها إن شاء الله ضمن محور المقاومة على أمل أن نكون ضمن وعد الآخرة الذي قال الله عنه في كتابه الكريم ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)) من سورة الإسراء- آية (7).
لقد أسأنا وجوه اليهود حين صرخنا بـ((الموت لإسرائيل)) حين كان كُـلّ العالم صامت، وأملنا إن شاء الله أن يوفقنا للمواجهة المباشرة معهم، وأن نستشهد على أبواب الأقصى الشريف.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.