الدريهمي.. كمِّنْ فئةٍ قليلة…! بقلم/ أيمن قائد
ثلةٌ من المجاهدين ثبتوا وصبروا وصابروا حتى أتى الله بالفرج وبنصر من عنده وبهذه الثلة القليلة تحولت آمال العدوّ إلى خيبة وحسرة بعد محاولات لاحتلال الساحل الغربي بمحافظة الحديدة وكان من نصيب الغزو والارتزاق هو الهزيمة والفشل والانسحاب مؤخّراً ومعهم رايات الخزي والعار والانكسار.
ويوضح مشهد الصمود والثبات إرادَة قوية يمتلكها أبناء مدينة الدريهمي التي تحاصرت وهم الذين صمدوا بداخلها مع الثلة القليلة من المجاهدين رغم المعاناة الشديدة نتيجة الحصار، ورفضوا النزوح إلى مناطق المرتزِقة بالرغم من دعوات منظمات الأمم لهم إلَّا أن تلك الدعوات قوبلت بالرفض نتيجة الوعي الكبير من أهالي المدينة ولمعرفتهم الجيدة بحقيقة مرتزِقة العدوان وأفعالهم البشعة واللاأخلاقية، فقد شاركوا المجاهدين الصمود وكان لهم نصيبٌ أوفر في تسجيل مواقف الثبات والاستبسال ورباطة الجأش وقد تبين لهم أَيْـضاً حقيقة الغازي المحتلّ وأدركوا من هو المدافع الحقيقي عن أرضه ووطنه وكرامته.
وهنا تنكشف حقيقة دور المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تتشدف بالسلام ودعم القضايا والقصص الإنسانية حسب زعمهم إلا أنهم ومن خلال حصار أهالي الدريهمي انكشفوا على حقيقتهم لمن لا يعرفهم من البسطاء وقد أداروا ظهورهم وغضوا أبصارهم عما يحدث في داخل المدينة المحاصرة من معاناة شديدة وحصار وجوع وتشرد ومرض وفصل تام عن كُـلّ مقومات الحياة.
ومع كُـلّ هذا فلن تنفع أية قوة وَأي جبروت أمام قوة الله، وأن من المسلم له هي الآيات التي تتجلى على أيادي الصادقين من عباد الله التي من خلالها تذهل العالم وينصر الله جنوده وإن كانوا قلة وإن كان عدوهم محيطاً بهم من كُـلّ جانب ومن كُـلّ حدب وصوب لكنها الرعاية الإلهية والمدد الملائكي.
ومن الملاحظ كم هو فارق العدة والعتاد بين المجاهدين وبين مرتزِقة العدوان تتجلى الإرادَة الصلبة والمعونة الإلهية التي تنزل للمؤمنين وإن كانوا قلة قليلة لا يملكون شيئاً سوى قوة إيمانهم بخالقهم وصدقهم معه في أحلك الظروف.
كما تتجلى أَيْـضاً حكمة قيادة السيد عبد الملك -حفظه الله- الذي لم ينسَ أُولئك المحاصرين وقدم لهم كُـلّ ما يمكن تقدمه وتابع الأمر أولاً بأول ولحظة بلحظة، ولكن وفي مقابل ذلك نجد قيادات المرتزِقة الذين تنكروا لأتباعهم ورموا بهم في رمال تهامة وبراكين الساحل الثائر، وكما هو حال مصير مرتزِقة العدوان الذين يقاتلون مقابل المال وإرضاء الرغبات الأمريكية والإسرائيلية بأدوات إماراتية وسعوديّة.. يتم التخلي عنه في المعركة؛ كونه رخيصاً ليس له قدر ولا ثمن.
ثم تأتي مبرّراتُ الهزيمة والانكسار من أبواق العدوان الناعقة بالزيف والتي تغطي سوئه الانسحاب فتارة يقولون إنها خيانة. وتارة أُخرى يلقون أعذاراً لا يقبلها إلا الجاهلون ومن هم على نفس البطانة، ولكن الواقع الموثَّقَ يحكي غير ذلك ويفند كُـلّ ادِّعاءاتهم وتزييفهم للحقائق.
وهم في كُـلّ مرة ينقضون العهود وما اتّفاق السويد عن الجميع ببعيد، حَيثُ يخرقون الهدنة ويشنون الجرائم في ظل اتّفاق من كُـلّ الأطراف ولكن مع هذه المكائد يتلقون الخسائر وبما نقضهم للعهود ينهزمون في ظل تحقيق وعد الله بالنصر والغلبة للمؤمنين.
وهذا ما يبثه الإعلام الحربي اليمني في الفيلم الوثائقي “حصار وانتصار” الذي اذهل الجميع من خلال المشاهد التي يعجز الإنسان وصفها والمواقف الإلهية التي تحقّقت على أيادي ثلة من المؤمنين الصادقين، ونكتفي بالقول: إن التأييد الإلهي العظيم تمثل في مدينة الدريهمي بشكل كبير وعجيب وهو أَيْـضاً ما يتمثل في اليمن منذ شن العدوان الصهيوني على بلادنا والذي يحاصر منذ أكثر من 7 أعوام ولا تزال المعية الإلهية حاضرة، ولا يزال أرجل الرجال بذات المعنوية والجهوزية وبذات الروحية القتالية العالية وبثبات وصمود ومواقفَ مشرِّفة بعون الله ورعايته مهما كانت التحديات والمخاطر، واللهُ غالبٌ على أمره ولو كره الكافرون.