خلال مسيرة جماهيرية كبرى في صنعاء بحضور مئات الآلاف من أحرار الشعب: الشعب يصرخ صرخةً مدويةً في وجه المستكبرين: أمريكا و “إسرائيل” أعداءُ الأُمَّــة ولا بُـدَّ من المواجهة حتى النصر
المسيرة: صنعاء
تأكيداً على تمسُّكِ الشعب اليمني بشعار الحرية الذي أطلقه الشهيد القائدُ حسين بدرالدين الحوثي، وعمده بدمائه الطاهرة؛ كي يصبح مشروعاً قرآنياً جامعاً يستنهضُ الأُمَّــة، احتضنت العاصمةُ صنعاء، اليوم الجمعة، مسيرةً جماهيرية حاشدة، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين.
وفي المسيرة التي حضرها مئاتُ الآلاف من أبناء الشعب اليمني، رفع المشاركون شعارَ الصرخة هاتفين بعبارات الموت للمستكبرين واللعنة على اليهود، مؤكّـدين مواصلةَ الثورة القرآنية التحرّرية حتى إسقاط هيمنة قوى الاستكبار.
وردّد المشاركون الهُتافاتِ المعبِّرةَ عن السخط اليماني الكبير الذي يحمله أحرار الشعب في وجه أمريكا وكيان العدوّ الصهيوني، منوّهين إلى أن الولايات المتحدة وكيان العدوّ سيظلان أعداء للأُمَّـة مهما أوغلا في الخداع والمكر.
وأكّـد المشاركون أن شِعارَ الصرخة يدفعُ الأحرارَ نحو المزيد من العنفوان على مسار المواجهة مع أعداء الله.
وفي بيان المسيرة أكّـد أحرار الشعب اليمني، أن “لا مخرج لهذه الأُمَّــة إلا بالعودة الصادقة إلى الله سبحانَه وتعالى وإلى القرآن الكريم كمنهج شامل للحياة وإحياء فريضة الجهاد كضمانة إلهية لتحقّق ما وعد الله عباده من نصر وفتح وعزة وكرامة وقوة واقتدار”.
وَأَضَـافَ الشعار “في ظل ما تعرضت له المنطقة من هجمة أمريكية قبل 20 عاماً لا تزال أحداثها وتداعياتها مُستمرّةً حتى الآن، هجمة أسفرت عن احتلال لبلدين إسلاميين كبيرين العراق وأفغانستان وبذرائع واهية لا تخفى على أحد، وكان حينها قد أطبق الصمتُ على كثيرين، بينما انقلب آخرون على أنفسهم وعلى الإسلام، خشية من أمريكا وآخرين انخرطوا معها في تنفيذ أجندتها الاستعمارية، إنه وأمام كُـلّ ذلك من التحولات والأحداث كان لا بدَّ أن يصدح صوتٌ للحرية وللكرامة فكان أن نهض الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- مطلقاً صرخته المدوية في وجه المستكبرين، مستنهضاً همم المستضعفين، داعياً إلى الله والجهاد في سبيله والتزام تعاليمه وفق منهجية قرآنية محكمة تضمن لمن يعمل بها وبأسباب القوة المعنوية والمادية أن يتمكّن من مقارعة المستكبرين والانتصار عليهم”.
ونوّه البيان إلى أن “أن الشعارَ هو عنوانٌ لمشروع قرآني عملي متكامل شامل لكل جوانب الحياة يعيد للأُمَّـة هُـوِيَّتها ويحقّق لها نهضتها وعزتها وكرامتها واستقلالها”، مؤكّـداً أن “أن الشعار كسر حالة الصمت التي أراد العدوّ الأمريكي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن يفرضها على الأُمَّــة وأن تتقبل الأُمَّــة احتلالها دون أن يكون لها أية ردة فعل ودون أن تنطق بكلمة وأن نصبر للقهر والإذلال ودون أن يكون لنا موقف لحماية أنفسنا وهُـوِيَّتنا ووجودنا”.
وأشَارَ أحرارُ الشعب اليمني إلى “أن الشعارَ موقفٌ ديني وإيمَـاني ينسجمُ مع توجّـهات القرآن الكريم وحركة الأنبياء في مواجهة المجرمين كما أنه يرسخ حالة السخط والعداوة التي أراد الله أن نحملها لليهود والنصارى ولمن يعادي الأُمَّــة الإسلامية ويوقظ الأُمَّــة من الغفلة ويشعرها بالخطر الحقيقي تجاه أعدائها فيدفعها للبناء والنهضة والإعداد لكل وسائل القوة”، لافتاً إلى أن “أن الشعار يحصن الأُمَّــة من الخداع والتلبيس ويفضح العدوّ فيما يخطط ويتحَرّك ويصنع على مستوى العناوين والرموز والثقافات والأعداء الوهميين وحتى على مستوى المفاهيم والمفردات والمصطلحات”.
وتطرق إلى أن “الشعار له دورٌ في توحد الأُمَّــة فمن عوامل التوحد حمل قضية واحدة واستشعار خطورة العدوّ كما أن له دوراً في الحفاظ على الهُـوِيَّة”.
وجدّد التأكيدَ على أن “الشعار هو شعار كُـلّ اليمنيين الأحرار الشرفاء وكلّ أبناء الأُمَّــة وليس شعاراً خاصاً بفئة أَو منطقة دون أُخرى بل هو عنوان حرية وعزة الشعب اليمني وكلّ أبناء الأُمَّــة من أدناها إلى أقصاها ضد قوى العدوان والاستكبار”.
وفي البيان، قال أحرار الشعب: “إننا ماضون بإذن الله في تحمل المسؤولية الدينية والتصدي لقوى الاستكبار العالمي ومواجهة المعتدين والمنافقين”، مؤكّـداً “أن واجب الأُمَّــة أن تنهض بمسؤولية الجهاد في سبيل الله؛ دفاعاً عن هُـوِيَّتها الإسلامية وعن مقدساتها وأرضها وعرضها”.
وَأَضَـافَ “أن أمريكا وإسرائيل هم أعداء هذه الأُمَّــة، وواجبها الديني والقومي ومصلحتها الحقيقية تقضي بإعلان التعبئة الشاملة ضد أمريكا وإسرائيل”، مجدّدًا التأكيد على “أن أمريكا وإسرائيل ليست قضاء لا يرد، وقدراً لا يدفع، بل إنها قوى استكبارية مصيرها التفكك والضعف والزوال إذَا واجهت قوماً يؤمنون بالله حق الإيمَـان ويجاهدون في سبيله حق الجهاد”.
وخاطب أحرار الشعب اليمني المحبطين واليائسين بالقول: “ليس من ثقافة القرآن الكريم الاستسلام للإحباط ولليأس، وعليكم أن تتداركوا أنفسكم، وأن تعلموا أن الله مع الذين يؤمنون به ويجاهدون في سبيله ثقةً بما وعدهم به في الدنيا والآخرة، ولن يخلف الله وعده”.
ونوّه البيان إلى “أننا كشعب يمني معنيون جميعاً بمواصلة التصدي للعدوان والحصار، حتى طرد الغزاة والمحتلّين وتحرير كُـلّ شبر محتلّ على تراب وطننا الغالي ونحذر قوى العدوان من مغبة تماديها في عدوانها وحصارها”، مؤكّـداً “أن اليمن لن يكون إلا بلداً حراً مستقلاً، ولن يقبل أية وصاية عليه، وطالما قوى العدوان ترفض الانصياع للحق فَـإنَّ اليمن ماض في المواجهة حتى النصر بإذن الله تعالى”.
وفي ختام البيان، أكّـد أبناء الشعب اليمني “أن شعارَ الحَقِّ وهُتافِ الحرية يمثِّلُ حصانةً للأُمَّـة من الوقوع في مصيدة التطبيع وما يروج له المطبعون من سلام زائف مع إسرائيل فَـإنَّهم إنما يزيدونها عدوانيةً ويشعلون الحربَ على فلسطين، فلا سلام تنعم به المنطقة ولا أمن ولا استقرار إلا بمواجهة إسرائيل وليس بالتطبيع معها”، مجدّدًا التأكيد على تمسك الشعب اليمني الثابت والدائم “بالقضية الفلسطينية، واستعدادنا لخوض المعركة الكبرى كتفاً بكتف مع محور المقاومة لمواجهة غطرسة الكيان الإسرائيلي وتماديه في تهديد القدس والأقصى”.