في الذكرى الـ33 لرحيله.. الإمام الخميني.. الرجلُ الإلهي الذي غيّر مجرى التاريخ
المسيرة | متابعات
33 عاماً مرت على رحيل مفجر الثورة ومؤسّس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام روح الله الموسوي الخميني -رضوان الله عليه-، ولايزال شخصُهُ حاضراً بقوةٍ في ضمير الشعب الإيراني وفي حياتهم السياسية والاجتماعية وعلى كافة الأصعدة عبر استحضارهم تجربته السياسية والنضالية عند كُـلّ منعطف يواجه بلادهم.
ذكرى أُخرى لرحيل الإمام الخميني تخلِّدُها إيران، محطة تجدد فيها تمسكها بنهجه ومناسبة مهمة تؤكّـد فيها على ثوابت الثورة كما أراد لها ذلك، وهي مناسبة في غاية الأهميّة، يتوقف أمامها الكثيرون عادة لاستلهام العبر والدروس من صاحب الذكرى، ومن ثورته التي فجّرها، ومن جمهوريته الإسلامية التي أسّسها.
يقفُ كُـلُّ مَن تابع ويتابعُ سيرة حياة الإمام الخميني (رض)، على الأهميّة التي كان يوليها سماحته لقضية الوحدة الإسلامية، حتى أنها باتت تميز شخصيته، وانعكست بالتالي على ثورته وتجلت في جمهوريته، لاعتقاده الثابت أن الوحدة الإسلامية هي السبيل الوحيد أمام المسلمين لاستعادة عزتهم وكرامتهم.
عمليًّا، اتخذ الإمام الخميني، شخصَ النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- كأَسَاس للوحدة بين المسلمين، عندما جعل من الاختلاف على مولده بين المسلمين كفرصة للاتّحاد والوحدة، فأعلن عن “أسبوع الوحدة الإسلامية”، فَالسُّنة يقولون: إن النبي “ص” ولد في 12 ربيع الأول، بينما الشيعة يقولون: إن النبي “ص” ولد 17 ربيع الأول، وبذلك أغلق باب الاختلاف بهذا الشأن بين المسلمين وإلى الأبد.
الخطوةُ العملية الأُخرى التي خطاها الإمام الخميني، على طريق تحقيق الوحدة الإسلامية، كانت إعلانه آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالميًّا للقدس، لإدراكه العميق للدور الذي يمكن أن تضطلع به القدس، في تعزيز أواصر الوَحدة بين المسلمين، ببركة وجود المسجد الأقصى، القبلة الأولى للمسلمين، ولكونها محتلّة اليوم من قبل أعداء المسلمين والإنسانية.
بالتزامن مع تأكيد الإمام الخميني، على الوَحدة الإسلامية، كان هناك تأكيدٌ آخرُ منه، وهو تأكيدٌ أنصبَّ على نشر مفاهيم الإسلام المحمدي الأصيل؛ لإيقاظ المسلمين من سباتهم العميق، الذي فرضه “الإسلامُ” الأمريكي المزيَّف.
في البداية كانت القوى الاستكبارية في العالم وعلى رأسها أمريكا، تعتقد أن تأكيد الإمام الخميني على الوحدة الإسلامية، وعلى الإسلام المحمدي الأصيل، هو شعارات تقتضيها المرحلة الثورية في إيران، وسرعان ما ستخبو وتتلاشى، وذلك عندما تفرض المصالح نفسها على الجمهورية الإسلامية، ولكن الذي حدث هو أن اعتقاد القوى الاستكبارية هذا هو الذي تلاشى، أمام إصرار الإمام الخميني على اعتبار الوحدة الإسلامية والإسلام المحمدي الأصيل، من أهم أهداف الثورة الإسلامية في إيران، فهما رمزُ قوة وانتصار المسلمين.
لقد استخدم الاستكبارُ العالمي كُـلَّ ما في جعبته من أسلحة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وفرض حرباً ظالمة عليها استمرت ثماني سنوات، وفرض عليها حصاراً خانقاً طال الدواء والغذاء والذي ما زال مُستمرًّا منذ أربعة عقود، واستخدم ضدها الإسلام الأمريكي بنسخته الوهَّـابية المتعددة، إلّا أن كُـلّ ذلك لم يغير من إرادَة الإمام الخميني، الرجل الإلهي الذي غير مجرى التاريخ، عندما أفشل مخطّطات الاستكبار لمحو فلسطين من ذاكرة الشعوب الإسلامية، عبر غرس روح المقاومة والثقة بالنفس في هذه الشعوب وخَاصَّة الشعب الفلسطيني، حتى بتنا اليوم نسمع كبارَ زعماء الكيان الصهيوني يتحدثون ولأول مرة، عن شكوكٍ تراودُهم من وصول عمر كيانهم إلى العقد الثامن.