دفعةُ الشهيد الصماد.. نقلةٌ نوعية .. بقلم/ محمد علي العزي
رغم العدوان والحصار والوضعية الضاغطة عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا ورغم ظروف الوضع واستثنائية المرحلة، يظل شعبنا يصنع الإبداع ويثمر التألق، فقبل عدة أَيَّـام احتفلت كلية الشرطة بتخرج الدفعة السادسة شرطة رجالية، والدفعة الثانية شرطة نسائية، وبمستوى راقي وأداء عالي، لم تعقهم الظروف الاستثنائية وتطورات المرحلة، ورغم قصر المدة والوقت الضيق والدروس المضغوطة، إلا أنهم استوعبوا كُـلّ ما يجب عليهم استيعابه.
ما يميز هذه الدفعة وما سبقها من خمس دفع تخرجت في ضل العدوان، أنها ابتنت في واقعٍ إيمَـاني تربويٍ عالٍ، فالدُّفع التي كانت تتخرج من الكلية في ضل النظام السابق، وإن كانت تتلقَ تدريبات حركية ودروس عسكرية وأمنية واسعة، إلا أنها كانت تفتقر للعامل التربوي والإيمَـاني، أَو كانت تتلقَ ثقافة مغلوطة إن وجدت، وكنا نرى انعكاسات الخريجون من تلك الدفع في الواقع، نماذج ليست جديرة بحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم، بل ورأينا الكثير منهم تبخروا وتلاشوا حين كان الوطن في أمس الحاجة إليهم، بل والأدهى من ذلك رأينا الكثير منهم حين حان الوقت ليردوا جزءاً مما أسداه الوطن إليهم، رأيناهم ينقلبون على الوطن ويخونونه ويقفون بجنب الخونة ضد الوطن…
إلا أن الدفع الأخيرة التي تخرجت في ظل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، كانت نموذجاً مختلفاً تماماً، فإلى جانب التكتيك الأمني والتدريبات الحركية والدروس الأمنية التي يتلقونها، وإلى جانب همتهم وانضباطهم العالي، هم أَيْـضاً يتلقون دروساً في التقوى دروساً في القيم دروساً في الوفاء دروساً في تحمل المسؤولية، هم مبنيون على أسسٍ إيمَـانية وتربية قرآنية، وهذا هو لب القضية ومحور الارتكاز وهو ما تفتقر له كُـلّ أكاديميات العالم الأمنية والعسكرية.
الكوادر الأمنية المدربة المؤهلة المجهزة المنضبطة القوية المبنية هي أَيْـضاً الكوادر الرِّبِّية التَّقية الواعية الفاهمة الصادقة المجاهدة، وهذه المواصفات هي التي تميز كوادرنا الأمنية عن غيرهم، ورغم قصر الفترة واستثنائية المرحلة، إلا أنهم سيثبتون إن شاء الله في ميدان العمل والمسؤولية أنهم الأرقى والأجدر والأقدر وَالأهل لتحمل مسؤولياتهم الملقاة على عواتقهم، وسيثبتون أنهم -إن شاء الله- بمستوى المسؤولية، وبحجم المرحلة، وأنهم الأكثر تألقاً وفاعلية.
ولله عاقبة الأمور..