الدريهمي عنوانٌ لقوة القضية والانتصار! بقلم/ نايف حيدان*
ما حدث في مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة معجزةٌ إلهية بحق وحقيقة فبالرغم من بشاعة إجرام ووحشية وبشاعة عداء قوى العدوان بالحصار واستخدام مختلفِ أنواع الأسلحة، فالمعنوياتُ العالية والإيمَـان بالقضية كانت هي الأقوى والقادرة على فك الحصار والتنكيل بالمرتزِقة وإفشال مخطّطاتهم.
مجاهدون تنفَدُ ذخائرُهم وسلاحُهم فيعوضونها بهجومٍ على مواقع المرتزِقة وخلال ١٥ إلى ٢٠ دقيقة يكونون قد تزودوا بالسلاح والذخيرة من مخازن المرتزِقة..
مواطنون ومجاهدون يأكلون أوراق الأشجار من شدة الجوع والحصار فتأتيهم صواريخُ مزوّدة بمختلف أنواع الغذاء ليشبعوا جوعَهم، يصاحب هذا كذب وتشدُّق منظمات ترسل للدريهمي دقيق فاسد وأدوات نظافة ودبات مياه فارغة.
كان الحصارُ المفروض على مدينة الدريهمي خانقاً ومميتاً وكان استخدامُ الأسلحة المحرَّمة دوليًّا من قبل دول العدوان على المدينة وسكانها كثيفاً ويقضي على الشجر والحجر إلا أن العنايةَ الإلهيةَ كانت حارسةً وراعيةً لسكان المدينة والمجاهدين الأبطال.
فكلمةُ المرأة التي عبّرت عن رفضِها الخروجَ من المدينة ومغادرةَ مسقط رأسها حتى لو تحولت لترابٍ كانت كافيةً ومعبِّرةً عن العزيمة والإرادَة التي يتحلى بها اليمني وعلى لسان امرأة بسيطة.
دول العدوان مارست كُـلّ أشكال الضغط والقتل بمختلف أنواع الأسلحة لتخلي المدينة من سكانها إلا أن دفئ وتراحم وتلاحم المواطنين مع المجاهدين كانت كافية للصمود والانتصار.
واليوم ودول العدوان تتشدق بأكاذيب محاصرة مدينة تعز فأين المقارنة بين حصار الدريهمي وما يحدث بتعز.
أجل فقد كشف حصار العدوان لمدينة الدريهمي عن مدى الحقد والجرم الذي اُرتُكب بحق مواطنيها قتلاً وجوعاً في ظل تغابي وتجاهل وتزييف أممي وكيل بمكيالين..
فلو كان من يدافع عن مدينة الدريهمي غازياً ومحتلًّا كما كان يدعيه إعلام المرتزِقة لَما ظلوا فيها ساعة واحدة ولما تحمّلوا الجوعَ وصبروا على القتل والدمار الذي طالهم، ولكنهم -أي سكان المدينة- كما غيرهم في مختلف محافظات اليمن لم ولن يقبلوا بالغزاة والمحتلّين أن يدنّسوا أرضهم، وهذا ما أثبتته السبع السنوات الماضية.
* عضو مجلس الشورى