إلى عنوان العزة وصولجان المجد .. بقلم/ عبدالقوي السباعي
تحية مفعمة بأكاليل المحبة والإجلال والإكبار، لكل مجاهدٍ في سبيل الله انطلق ورابط.. لكل هامةٍ جهاديةٍ شامخةٍ عانقت سماء المجد والحرية.. تحية إعزاز لكل صوتٍ صدع بنور الحق في وجه المستكبرين.. لكل كَفٍّ بذرت وبذلت صنوف الخير والعطاء أينما حلت.. لكل يد ضاربة بسيف الحق والعدل.. تحيةٌ لكل قدم وطأت ميادين العزة والكرامة، لكل نفسٍ سكنت تلك الميادين الطاهرة، لكل روحٍ استوطنت تلك المواقع المقدَّسة، نقبّل أقدامَكم يا رجال الله.. نقبّل الأرض التي تمشون عليها.. نقبّل جباهكم الساجدة فوق تراب الانتصار.
إليكم نرسلُ شُكرَنا، يا من أنتم شرف الأُمَّــة اليمنية ومصدر فخرها.. أنتم عنوان عزتها وصولجان مجدها.. أنتم الرهان الذي تحطمت على صخرة صمودكم وثباتكم كُـلّ مؤامرات العدوان أصيله ووكيله..
إن كُـلّ فرد منكم يا رجال الله وجنوده أصبح اليوم يمثل أُمَّـة باسرها.. كُـلّ فرد منكم هو راية للحق.. هو آيات تتلى في صلوات الأحرار في انتصاراتهم، هو ترانيم أسفارٍ يتلمسها التائهون فيجدون طريقهم إلى النور بفضلكم.
ولأن كُـلّ حركة تتحَرّكون بها يا جنودَ الله وأولياءَه هي لله.. هي بسم الله، ومن أجل الله.. استحقّقتم العيش في معية الله.. في عالم الله اللا متناهي.. عالم من الروحانية والنعمة والالطاف الإلهية، والذي لا يشعر به إلّا أنتم ومن حَـلَّ بينكم.
نعم.. يا رجال الله وأنصاره: إن بطولاتكم وانتصاراتكم التي أذهلت العالم هي من صنعت وتصنع كُـلّ التحَرّكات اليوم، ظاهرها وخفيها، هي من جعلت تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني، وكل أدواته من المرتزِقة المحليين، يتحسسون رؤوسهم ويعيشون حالة اليأس والتخبط، هي من أجبرتهم على تلمس هُدنة هُنا وتهدئة هناك، فكسرتم تلك العجرفة والعنجهية فيهم، جعلتم إخوانكم المجاهدين في المسار السياسي، يحاورون من موقع القوة والأنفة، ويضعون الشروط التي نريدها نحن ويأملها اليمن الأرض والإنسان.
هكذا أنتم يا رجال الرجال، هكذا صنعتم التاريخ وما زلتم تكتبونه على جبين الدهر بأحرفٍ ذهبيةٍ، حبرها نور ونار.. رجال بعظمتكم.. بعظمة مشروعكم وقيادتكم.. بعظمة تضحياتكم.. ببسالتكم.. بصبركم وثباتكم.. باندفاعاتكم.. تعرف العالم عليكم، فكنتم أنتم حالة استثنائية في هذا الوجود.
لذلك أقول: والحقائق التاريخية تقول: وشواهد العصر تقول: واللهِ ثم والله ثم والله، لو استعرضت الأممُ أبطالَها وخِيرةَ رجالاتها لكنتم أنتم أطهر من على هذه الأرض وانقاهم في هذا الزمن.. فكل قطرةٍ فيكم من دم، وكل ذرة في أجسادكم هي نور الله التي سيضيئ بها الأرض، هي الغيث الإلهي الذي سيروي ظمأها.
كل خطوة تخطونها هي عزة إلى عزتنا.. كُـلّ ساعة تقضونها وعيونكم ساهرةً ترقب مكر الأعداء، هي عين الله التي تحرس كرامتنا.. ولأنكم كنتم ولا زلتم وستظلون يد الله الطولى التي بها يحق الحق وينشر العدل، وتصان بكم الأرض والعرض.. صرنا نراكم في ابتسامات الآباء والأُمهات، نراكم في ضحكات الأطفال، نتخيلكم في حكايات الجدات، وفي تأملات الكُتّاب وقصائد الشعراء، ومناجاة العاكفين الركع السجود.
إليكم نرسل امتناننا مكللاً بكل آيات العرفان؛ لأَنَّكم وعد الله الصادق والنصر الناجز للأُمَّـة جمعاء.. بعد أن صرتم أملَ كُـلّ عربي حر.. أمل كُـلّ موجوع أحرقه الألم، كُـلّ مكلومٍ جاوزه الظلم.. أمل كُـلّ إنسان يحمل في قلبه نور الإنسانية والخير وينشد السلام الحقيقي لهذا العالم.
فهنيئاً لكم هذا الفضل العظيم.. هنيئاً لكم هذا الشرف الكبير.. هنيئاً لكم الجهاد في سبيل الله ونصرةً المستضعفين.. هنيئاً لكم أن حظيتم بالتكريم الإلهي الخالد: “رجالٌ يحبهم ويحبونه لا يخافون في الله لومة لائم”.