الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “هتلر جديد” في عيون وسائل الإعلام
تقرير / سليمان ناجي آغــــــــــــا
قد نتجاوز في هذا التقرير ما وصف ب المفكر والفيلسوف اليساري نعوم تشومسكي الرئيس النظام التركي رجب أردوغان بأنه “ظلامي” و”جاهل” و”منافق” ومن دون أفق، وذو معايير مزدوجة، فضلاً عن دعمه للإرهاب جهاراً، بحسب تقرير لصحيفة “الأيام” الجزائرية،لنركز على توصيفات الصحافة حول شخصية رجب جيب اوردغان الرئيس التركي.
طبعاً لا زال الجميع يتذكر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عندما كان حينها رئيساً للوزراء يهاجم الكيان الإسرائيلي واصفًا إياه بأنه “تجاوز هتلر في الهمجية ” ، معتبرًا أن “الإسرائيليين ليس لهم ضمير أو شرف أو نخوة وهم تخطوا هتلر في الهمجية ” ، لسنا هنا بصدد بحث تبدل موقف “أردوغان” من العلاقات مع الكيان الإسرائيلي والتي توقع أردوغان في نهاية العام المنصرم بأنها ستتجه نحو الدفء معتبرًا أنها “ستحقق مكاسب كثيرة للمنطقة”.
ليس هذا ما تبدل من كلام “أردوغان” فحسب، بل تبدلت المعايير وانقلبت الموازين كلها رأسًا على عقب، إذ افتتح “أردوغان” سنته الجديدة بإعلانه “هتلر” قدوةً له، وذلك في خلال مؤتمرٍ الفائت، صحفي أجراه يوم الجمعة وردًا على سؤال أحد الصحفيين عن إمكانية تحويل النظام السياسي إلى رئاسي مع الحفاظ على هيكل الدولة، قال الرئيس التركي “هناك العديد من الأمثلة في العالم للأنظمة الرئاسية الفعالة، و منها النظام النازي”.
جملة أردوغان هذه لاقت أصداء كثيرة في وسائل الإعلام الأجنبية، وخاصةً الغربية.
إذ اعتبرت الوكالة الفرنسية للأنباء أن “أردوغان الرجل المستبد يسعى إلى دستور جديد يجعله رئيسًا قويًا، على نمط الرئيس الأمريكي”!.
أما عن صحيفة الإندبندنت البريطانية فقد عنونت صفحتها الرئيسية بـ”أردوغان يرى في ألمانيا النازية قدوةً للدولة الفاعلة”، واعتبرت الصحيفة أن “أردوغان” يسعى لتوسيع صلاحيات رئيس الجمهورية، مشيرة إلى احتمال إيجاد تشتت للسلطة في حال إقدام الرئيس التركي على هذه الخطوة.
وفي السياق نفسه كتبت صحيفة التلغراف البريطانية ساخرةً “الرئيس التركي: كل ما أريده قوة كقوة هتلر”، وعلى نفس اللحن كتبت صحيفة التايمز البريطانية “أردوغان: أريد أن أكون هتلر تركيا”، واعتبرت الصحيفة أن أردوغان المثير للجدل يحاول من خلال تغيير دستور البلاد تركيز السلطة بيده، وهذا ما سيبدله لحاكم دكتاتوري لن يترك السلطة أبدًا، أما عن الإعلام الروسي الذي أصبح في الآونة الأخير يكثر التطرق إلى أردوغان بعد حادثة إسقاط القاذفة الروسية، فقد ذكرت روسيا اليوم أن أردوغان يسعى جاهدًا إلى تحويل نظام تركيا إلى نظام رئاسي، حتى أنه استند في حلمه على هتلر!.
أما عن الإعلام الحليف لأردوغان، فقد كتبت صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية، “ليس من العجب أن أردوغان يحب هتلر”، و تابعت الصحيفة؛ “لو أن شخصية ديمقراطية هي التي قالت هذا الكلام، لكان أشبه بطرفة، ولكن أن يقوله أردوغان، فهذا مثال نادر عن الصدق الذي يتحلى به الرجل والذي يظهر كيف يفكر هذا الإنسان الاستبدادي”، وأشارت الصحيفة إلى أوجه الشبه بين “هتلر” و “أردوغان” فقالت:” في دولة أردوغان المشابهة لدولة هتلر أن تقول أن أردوغان يؤيد هيتلر فهذا جرم”.
يمكن الإشارة إلى أن “أردوغان” استغل السؤال الصحفي ليضرب المثل بـ”هتلر”، في خطوة لا تخلو من إشارات سياسية ودبلوماسية هامة إذ يمكن فهم ما أطلقه أردوغان بأنه إشارة إلى جهوزيته لاستخدام كافة الوسائل لتغيير النظام في تركيا إلى نظام رئاسي، وكما فعل “هتلر” المستحيل لتحقيق أهدافه، فإن “أردوغان” أيضًا جاهز لفعل الكثير لنيل طموحاته السياسية، ويقصد “أردوغان” الأكراد تحديدًا، ففوز حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي جرت سابقًا هي التي وضعت الحد لحلم أردوغان بتغيير الدستور ونظام الحكم في البلاد، ولهذا فهو يهدد باللجوء إلى سياسة “هتلر” ضد الأكراد.
ومن جهة ثانية استغل “أردوغان” اسم “هتلر” ليُسْكِت ألمانيا، فكل خطوة كان يقوم بها “أردوغان” ضد الأكراد كانت ألمانيا من أوائل المُدينين له، ولهذا أشار إلى أنه سيلجأ إلى نظام حكم “هتلر”، ما يتطلب طريقة “هتلر” نفسها، وكأنه يخاطب برلين ويأمرها بالسكوت عن قضية الأكراد لأن السياسة التركية تشابه سياسة ألمانيا النازية.
رغم مطامح “أردوغان” بأن يصبح “هتلرًا” يبقى تأثيره على أرض الواقع ومجريات الأحداث السياسية هو الذي يحدد حجمه، فأردوغان ليس زعيمًا ولا قائدًا، إنما هو منفذ لمخططات أمريكا، وهو بدون دعم واشنطن وحلف الناتو غير قادر على إبراز أي موقف سياسي فيما يخص المنطقة، بمعنى آخر، يمكن التأكيد أن “أردوغان” ليس “هتلر” ولن يكون “هتلر” طالما أنه ينفذ سياسات غيره، وهو ليس إلا رئيسًا مصابًا بجنون عظمة “هتلر”.