صرخةُ حق .. بقلم/ عبد الكريم سند
في خضم الصراعات، وحينما اشتدت المحن، وحين بلغ الضلال ذروته، فذاك تائه ضائع لا يهتدي بمنار ولا يقتدي بمسار وذاك يرى نفسَه وقد صار عبدَ العبيد يؤمن بعيش الهوان ويعيش على فتات المستكبرين السكوت يخيم حتى صار الكلام جُرماً يعاقَبُ عليه.
الكل يخاف ويرتعب؛ لأَنَّ هناك مَن يريد له أن يخافَ ويصمت.. الدماء تنزف والأشلاء تتقطع والرؤوس تتطاير حتى أصبح الحاكم عبداً والعالِم جباناً والرعية محكوماً عليها بالخنوع والموت والهوان.
ليس ذلك فحسب، فهناك من يصنع كذبةً مختلطة بالذبح وحمم البراكين لتُغزى على إثرها الشعوب، وليقتلوا ويسكتوا ويخمدوا بها كُـلّ من لا زال إنساناً في هذه الحياة.
وبين هذا وذاك جاءت المفاجأةُ الإلهيةُ والتي أرادها اللهُ ويريدُها الأحرارُ وكل المستضعفين، فكل من ذاق الألم وكل من عاش القهر والحرمان وكل من ظل الطريق وكل من سُلبت عزته وكرامته وانتُهك عرضه بل وكل من بحث طويلاً عن صراط الله المستقيم، جاءت ولادةُ حياته من جديد حين جاء النورُ وانمحى الظلام حين ولد الموقفُ وجاء دورُ الكلام جاءت تلك المفاجأة وفعلاً أذهلت الوجودَ مؤذنةً بميلاد فجر جديد من الإباء والشجاعة والإقدام.. وما عاد للظلم من بقية وسيجثو الاستكبارُ كُـلّ الاستكبار على ركبتيه راكعاً أمام هذا الحدث العظيم والبرهان الساطع والنور الذي لا ولن ينطفئ.
(إنها صرخة الحسين ومن خلفها ثقافة القرآن ومن جبال مران، حَيثُ الهدى والنور، وحيث القائد الحكيم والمتألم على دينه وأمته ومقدساته، والذي يعز عليه أن يرى تأوُّهات وصراخ الأطفال والنساء في فلسطين وغيرها من شعوب المسلمين في كُـلّ العالم، ولا من مجيب حتى الشجب والتبديد الذي كنا نسمعه لم نكن نعد نسمعُه، فأطلقها شجاعاً وحكيماً وغيوراً وهادياً وأبياً بعد أن وقف موقف آبائه وأجداده الطاهرين والذي لسان حاله يقول: والله ما يدعُني كتابُ الله أن أُسكُتَ.. واقتفَاء لما قاله جده علي -عليه السلام-: واللهِ إن امرأ يمكِّنُ عدوَّه من نفسه يعرِقُ لحمَه ويهشم عظمَه ويفري جلدَه لعظيمٌ عجزُه ضعيفٌ ما انطوت عليه جوانحُ صدره.. وليقول لكل الساكتين والمتخاذلين والمرتميين في أحضان الاستكبار: “أنت فكن ذاك إن شئت فأما أنا وبهذه الصرخة والثقافة العظمى فدون ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام وترتعد السواعد والأقدام ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء”.
وبخمس كلمات، عادت الحياة للإنسان وتكشفت الأباطيل وظهرت الحقيقة واضحة وجاء زمنُ التمييز وكُشفت عورة الأمريكان وصار الناس صَفَّين: إما أمريكا والمنافقون أَو القرآن والمجاهدون.
صرخةٌ عرّفتنا على القائد الرباني والعالم الحقيقي والحاكم الوفي والجندي الوطني والشعب الأبي.