والمرسَلاتُ موائد والطائراتُ حياة .. بقلم/ إخلاص عبود
الدريهمي خلال فترة حصاره وظلمه ومظلوميته أصبح مُعلم العالم الكبير، بل وسيكون الدريهمي مضرب المثل في التاريخ، من تلك المنطقة البسيطة ومن خلال أُولئك الناس الذين كان يراهم العدوان بعين الصَغار والاستحقار والاستغباء، لأُولئك الذين لا يملكون أكثر من قلوبٍ طاهرة وطيبة ونقية، من هناك خرجت ملاحم ستكون هي المناهج التي تدرس في أقوى دول العالم، وستكون بداية تغيره وسيقال في دول العالم لقد رأيناهم يفعلون هذا في الدريهمي ففعلنا مثلهم وطورنا أنفسنا.
في الدريهمي كان هناك حملات تضليل لم نشهدها من قبل، ولأننا لم نكن نعلم بالواقع الحقيقي كثّـفت حملاتهم وتحَرّكت منظمة النفاق، أمم الشر وشجرة الشيطان التي ثمارها رؤوس دول العدوان، والثعبان الذي جعل هذه الشجرة مرتعه وعشه، الثعبان الذي يأكل أية ثمرة أراد منها، ذلك الثعبان المتمثل بأمريكا وإسرائيل واليهود الذي اتحدوا ليصبحوا جسداً واحداً يتحَرّك بشكل واحد.
في الدريهمي فقط تعمدت دول العدوان حصارها وصبروا على أذيتها حتى مات الناس جوعاً، حاصروها سنين حتى أصبحت وجبة الأرز من المستحيلات، لتموت تلك العجوز وهي تتمنى فقط أن تأكل “رز”، وحبة الدواء -التي لا يزيد قيمتها عن10ريالات، حاصروها حتى أكل أهلها الشجر، حاصروها ولو كان بيدهم منع المطر لمنعوها.
في الدريهمي تجلت آيات الله أمام الكاميرات، لتكون الحجّـة على من لا زال محايداً لأُولئك المحسوبين على طرقات الظلم والعدوان، عندما تصبح الطائرة والصاروخ مثل المن والسلوى، وتتحول السماء إلى غمامة تصب في أرض قاحلة، وتروى تلك الأرض وتسقي فيها القلوب التي أنهكها الجوع والصبر، وتغذي فيهم العزيمة، عندما تصبح الصواريخ والطائرة الحربية مائدة تنزل من السماء، فأعلموا أن معجزات الله تعود بشكل آخر على أيدي أكرم جنود الله في الأرض.
في الدريهمي عادت معارك رسول الله النبي العظيم ضد المشركين، فكان هناك أحد ولكن بمؤمنين لم يعصوا قائدهم، عادت بدر بصناديدها أحفاد علي والمؤمنين الصابرين، في الدريهمي اصطفاءات الله، في الدريهمي عجزت عن الوصف ولقد خانني التعبير ولن توفيهم حقهم حتى كتب التاريخ.