الخبير والمحلل العسكري اللواء عبد الله الجفري: عملية العاشر من رمضان صعبة ومعقَّدة وَالخبرات اليمنية أثبتت تفوقها وجدارتها في الميدان
المسيرة- خاص
أبهرت المشاهدُ العسكرية التي عرضها الفيلم الوثائقي (الدريهمي حصار وانتصار) كُـلّ المتابعين، وخَاصَّة عمليةَ العاشر من رمضان، وإطلاق 2500 صاروخ مليئة بالمساعدات لإنقاذ سكان مدينة الدريهمي المحاصرين، في واحدة من المشاهد التي سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته.
ويصف الخبير والمحلل العسكري اللواء عبد الله الجفري، عملية العاشر من رمضان بالعملية “الصعبة” وَ”المعقدة”، مؤكّـداً أن القوات الجوية اليمنية باتت اليوم في مستوى عال من الفاعلية والاستعداد والقدرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع، بجوار الأسلحة البديلة”، منوِّهًا إلى أن “القوات الجوية اليمنية تقول لأمريكا والسعوديّة: إن الفشل وخيبة الأمل من نصيبكم في أية مواجهة قادمة”.
وسطّر المجاهدون الأبطال في الدريهمي أروعَ الدروس في الصبر والثبات على الرغم من قلة عددهم وعتادهم، مقارنة بكثرة عدد وعتاد المرتزِقة الموالين للعدوان الأمريكي السعوديّ، طيلة فترة الحصار واشتداده عليهم من كُـلّ الجهات.
ويقول اللواء الجفري: إن ما تم بثه في الأجزاء الخمسة من وثائقي (الدريهمي حصار وانتصار) ودلالات توقيت نشره المتزامن مع تمديد الهُدنة واستمرار خروقات العدوان ومرتزِقته لها، تحمل رسائل عسكرية تقول إننا حاضرون وَنحن في العام الثامن، وَسنكشف لكم رسالة مهمة جِـدًّا، ويجب على تحالف العدوان أن يفهمها ويعي نوعية القدرات العسكرية التي لها أثرها على مستوى المعركة، ودخول طائرة الهيلوكوبتر خير دليل على ذلك، حَيثُ استطاعت تنفيذ العديد من المهام العسكرية والقتالية”.
ويؤكّـد اللواء الجفري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن القدرات العسكرية الجوية التي تم تدميرها من اللحظات الأولى للعدوان على شعبنا اليمني بطيران تحالف العدوان من خلال استراتيجية “الضرب الخاطف وتقليم الأظافر”، إلا أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت إعادة جاهزية وإمْكَانية سلاح الجو والدفاعات الجوية على مستوياتها الطيرانية والقتالية والكفاءة العالية للطيارين الذين استطاعوا تنفيذ مثل هذه المهام، برغم طيلة الفترة من الممارسة، وفي ظل العدوان الذي يفرض حضراً جويًّا”.
ويشير الجفري إلى أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت تقديم البديل من خلال الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية والتي تعد من الأسلحة الاستراتيجية في المواجهات العسكرية، وتتجاوز حدود المعركة في محاور الاشتباك لتصل بمدياتها إلى عمق العدوّ وكل دول التحالف، وهذا واضح من خلال العمليات العسكرية لكسر الحصار في عمق العدوّ السعوديّ، واستهداف منشآته الحيوية والعسكرية، والتي كان لها السبب الرئيس في إجبار السعوديّة على الدخول في الهُدنة والبحث عن حلول سياسية شاملة وكاملة، وهذه من أهم دلالات ومعطيات وثائقي (الدريهمي.. حصار وانتصار)، وتوقيت نشره، مُضيفاً كما هي رسالة مفادها أنه لا بد من فك هذا الحصار على شعبنا اليمني، ولا بد من إفهام العدوّ بما يستطيع شعبنا اليمني وقواته الجوية والبرية إنجازه وفعله حال استمرت خروقات العدوان واشتد حصاره علينا.
كما يقول الجفري: “إن تصوير الإعلام الحربي للعمليات العسكرية والمشاهد البطولية التي صدرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة، يراد من خلالها تقديم التكتيك العسكري والقتالي المتفوق برغم شحة الإمْكَانات، ولتكون محل دراسة واهتمام المدارس والكليات العسكرية في المنطقة، وعلى مستوى محور المقاومة، وتعطي رسالة مهمة لدول تحالف العدوان تقول إنه في الأيّام القادمة سيكشف عن أسلحة جديدة وأكثر فاعلية في الميدان”.
وعن قراءة العدوّ الأمريكي السعوديّ الصهيوني وأدواته لمشاهد الدريهمي، ورسائله العسكرية يقول الخبير الجفري: “إن دخول طائرة هيلوكوبتر إلى أرض المعركة واختراق كافة الحواجز الأمنية والعسكرية والأجواء التي كانت على امتداد طول العدوان تحت المراقبة، تدل على وجود كوادر وخبرات يمينة أثبتت جدارتها وتفوقها في ظل هذا العدوان، ولذلك سيكون العدوان ومرتزِقته مرتبكين ومتفاجئين بهكذا عملية احترافية خطّط لها ونفذت مهمتها بنجاح، كما أن عودة الطائرة بسلام وغياب ردة الفعل يؤكّـد مدى هشاشة وضعف هؤلاء المرتزِقة والقوات الأمريكية والسعوديّة وما تمتلكه من أسلحة في القوات الجوية والدفاع الجوي، ولهذا أمريكا وأدواتها مصدومين وغير مستوعبين، بل يترقبون المزيد من المفاجآت”.
وعن علاقة توقيت نشر مشاهد وثائقي (الدريهمي.. حصار وانتصار) بالهُدنة يقول الجفري: “ما تم الاتّفاق عليه في السويد رافقه من قبل العدوان الكثير من الاختراقات وكان الرد اليمني واضحًا وكسب الوقت والميدان، واليوم هناك هُدنة ممددة لشهرين قادمين ومساعٍ سياسية في الملفات الإنسانية الاقتصادية، وحال استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في خروقاته عبر تجار الحروب، سيكون شعبنا اليمني وقواته الجوية والبرية والبحرية حاضرة وبقوة في الميدان، ولن يكون أمام العدوان غير العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات، ودور الولايات المتحدة واضحة اليوم في دفعها بالأمم المتحدة للدخول في مفاوضات وبضوء أخضر للبحث عن حلول وبضمانات من دولة عمان، ولم يحصل ذلك إلا بعد أن وصل تحالف العدوان إلى قناعة بأنه لن يحقّق أي تقدم عسكري في اليمن، وأن خيارات صنعاء في المستقبل واسعة ولها أهداف كثيرة تستطيع استهدافها”.
ويؤكّـد اللواء الجفري أن من أهم رسائل وثائقي الدريهمي وعملية العاشر من رمضان هي أن باستطاعة القوات الجوية اليمنية استخدام مثل هذه الأسلحة وبإمْكَانها هزيمة المرتزِقة في الكثير من الجبهات كما هزمت السعوديّة في عقر دارها”.