المراكز الصيفية.. الكابوسُ الذي أرَّق المستكبرين والعملاء .. بقلم/ منير الشامي
قد يستغرب الكثيرُ من العقلاء عن أسباب الحملة الإعلامية الصاخبة ضد المراكز الصيفية والتي لا زالت مُستمرّة حتى اللحظة، تشنها كُـلّ الأطراف المعادية لليمن، وفي مقدمتهم المرتزِقة ودول العدوان وعلى أعلى مستوى وعبر كُـلّ وسائل الإعلام وشتى المنابر، خُصُوصاً وهذه المراكز ليست فكرة جديدة بل اعتادها الجميع في الماضي كُـلّ عام وشاهدوها تُنفَّذ بعدة صور: إما رسميًّا تحت إشراف وزارة التربية أو حزبياً من خلال تبني بعض الأحزاب لإقامتها أَو مذهبيًّا من قبل بعض التيارات المذهبية كـ: الوهَّـابية والسلفية وغيرها، ولم يعترض عليها أي طرف أَو جهة لا من الداخل ولا من الخارج.
وهنا مكمَنُ الغرابة ومنبَعُ التساؤل ومحور الدهشة!
ما سبب قلق أعداء الوطن واضطرابهم وتخوفهم من إقامة هذه المراكز الصيفية اليوم؟
والحقيقة أن سببَ رعب أعداء اليمن من هذه المراكز يرجع إلى هدفها الرئيسي والذي يختلف اختلافاً جذرياً عن أهداف تلك المراكز التي كانت تقام في الماضي وأبرز مظاهر الاختلاف ما يلي:-
1- هذه المراكز هي امتدادٌ للمراكز الصيفية التي كان يقيمها السيد العلامة بدر الدين الحوثي هو والسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين -رضوانُ الله عليهما-، وهدفها كان وما يزال هو ربطُ النشء بكتاب الله ودفعهم للاعتصام به والتمسك بمضامينه والعمل بمقتضى توجيهاته أمراً ونهياً، والتحَرّك في مواقفه والحِفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَانية جيلاً بعد جيل؛ لذلك فالفضل بعد الله يرجعُ إلى تلك المراكز في الحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَانية وبقائها صامدةً في وجه الفكر الوهَّـابي التكفيري، إضافة إلى أنها ساهمت في إيجادِ البيئة السليمة والقاعدةِ الأَسَاسيةِ للمشروع القرآني، وهنا مربط الفرس -كما يقال-، وهو سبب رعب أعداء اليمن من إقامة هذه المراكز وتخوفهم الشديد منها وكما حوربت في الماضي تحارَبُ اليوم.
2- هدفُ المراكز الصيفية التي كانت تقام في الماضي -سواءٌ أكانت رسمية أَو حزبية- كان تجهيل النشء وتدجينه وتنمية الحقد والكراهية في قلوب الطلاب وتعميق الفرقة والخلاف بين أفراد الجيل الواحد وزرع بذور الشقاق والنفاق في جوانبهم واستهداف المبادئ والقيم واستبدال هُــوِيَّتهم وثقافتهم، وفعلاً نجحت تلك الأطرافُ في ذلك وكلّ طرف حقّق هدفه ليس على مستوى المجتمع أَو الحي أَو الحارة أَو القرية بل على مستوى الأسرة الواحدة والإخوة الأشقاء، ورأينا ثمارها في شباب بلا وعي ولا هُــوِيَّة وبلا قيم ولا أخلاق.
رأينا مخرجات تلك المراكز شباباً يرَون الحقَّ باطلاً والباطل حقاً، فسفَّهوا معتقدات أسرهم ومجتمعهم، وكفَّروا الناس، وحرّموا العلاقة الشرعية بين آبائهم وأُمهاتهم، واقتادوا أخواتهم مجبراتٍ ليزوجوهن من شباب ضال مثلهم، ثم ما لبثوا أن جعلوا من أنفسهم قنابلَ متحَرّكة تنسف المساجد بمن فيها والأسواق بمرتاديها والمعسكرات بجنودها ومراكز الأمن برجالها.
ورأينا شباباً لا يحملون هدفاً ولا قضيةً، تلاشت هُــوِيَّتهم الأصيلة وحل محلَّها هُــوِيَّةُ الانحلال والتفسُّخ والضياع والانحطاط، وهذه هي المراكز التي كانت محل دعم أعداء اليمن؛ لأَنَّ مخرجاتها كانت وما تزال هدفهم المنشود في الأجيال اليمنية، ولذلك فلا غرابة أن يجنَّ جنونُهم ويحاولوا إفشال هذه المراكز الصيفية التي تقام اليوم؛ لأَنَّ مخرجاتها باختصارٍ سببَ فشل عدوانِهم وحصارِهم ومؤامراتِهم، شباب متمسكون بالثقلين ولا يخافون في الله لومة لائم.