أرواحُنا لك الفداء يا رسول الله .. بقلم/ خلود الشرفي
في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها أعداء الأُمَّــة الإسلامية على شعبنا اليمني العظيم، وأمتنا الإسلامية الواحدة، من قبل أحفاد القردة والخنازير، وأذنابهم من عبدة البقر، وخدام الشياطين، هذه الإساءَات التي تتكرّر، وتطفو على السطح بين الفينة والأُخرى، سعياً من أعداء الإنسانية، إلى إطفاء نور الله تعالى، وتلبيس الحق بالباطل، واشتراء بِآيات الله ثمناً قليلًا ممن يحادون الله ورسوله..
“إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ”.
وكما هو عادة أهل النفاق، وشراذمة الآفاق، في الإنصات لأسيادهم الأمريكان، ولحس نعالهم، والتذلل بين أيديهم، والتسابق في إرضائهم، في حين أنهم أحقر خلق الله، وأذل ما في الأرض من كائنات.. بعد هذا كله، وما يحصل ويتكرّر يوميًّا على أيدي اليهود والمشركين من الاستهانة بمشاعر المسلمين، والاستخفاف بمقدساتهم، فَـإنَّ المسئولية الجسيمة تقع هنا بالذات، وواجبنا نحن كمسلمين مؤمنين بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله أن نتصدى لهم بأقصى ما يمكن، وعمل كُـلّ ما من شأنه أن يوقفهم عند حدهم، ويُدخل الرعب في قلوبهم، فَـإنَّ مقدساتنا وشعائرنا وقاداتنا ورموزنا، وقبل كُـلّ شيء أنبياءنا ورسلنا هم خط أحمر ممنوع تجاوزه، أَو المساس به مهما كلف ذلك من تضحيات.. وكما هو عادة الأمريكان واليهود، ومن يدور في فلكهم، وفي إطار جس النبض للأُمَّـة العربية والإسلامية، لعلهم يحضون بحفنة معلومات عن مدى قوة الأُمَّــة الإسلامية وضعفها، ونسبة تماسكها أَو هشاشتها تجاه قضاياها الهامة وفي مقدمة تلك القضايا الحساسة، والمقدسات العظيمة شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وَآله وسلم، والذي يحتل مكانة سامية في رأس الهرم للأُمَّـة العربية والإسلامية قاطبة..
إن ذلك الاعتداء السافر، والسلوك المشين لعباد البقر تجاه خير البشر، صلى الله عليه وآله، لهو مؤشر خطير، يحمل في طياته الكثير من المدلولات الدينية والعداوات السياسية، ويشير إلى مدى الكره والشر الذي يحمله لنا أعداء الأُمَّــة، ومستوى الغيظ الذي يملأ قلوبهم، وتفيض به مشاعرهم تجاه الإسلام والمسلمين الذين لن يالوا جهداً، ولن يدخروا وسعاً للدفاع عن رموزهم وقيادتهم، ودينهم وشرفهم وعزهم بكل ما أُوتوا من قوة، وليعلم اليهود وحلفائهم وشرذمتهم علم اليقين أن عهد الضعف قد ولَّى وبلا رجعه، وأن للإسلام رجالاً يشيدون به المباني، ويناطحون به السحاب، أما التطاول على شخص الرسول الأكرم صلوات الله عليه وَآله وسلم، من قبل عباد البقر فليس بضارنا شيئاً، وهل هو إلا طنين كطنين الذباب!!
دع وعيدك فما الوعيد بضائري.. أطنين أجنحة الذباب يضير؟!
وصدق الله العظيم حين قال: “لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ”.
فها هم أذلاء حقراء سفهاء، يمتلئ أحدهم غيظاً وسخطاً من رأسه إلى أخمص قدميه، فكيف يهنأ العيش من كان هذا دأبه؟! وأي جحيم يتقلب فيه من يسيء إلى سيد البشر وخير الإنسانية جمعاء؟!
أقول جازمة، بل وأبصم بالعشر أن من يسيء إلى نبي الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- فعلاً بهيمة ضلت المرعى، وحادي طار عنه الدليل، وأكاد أراه بعين البصيرة يتخبط في مجاهل الدنيا، وسواد الزمن.
إني أراه يتمرغ أنفه الأجدع في تراب العار، ومنازل الذل ومزابل التاريخ.. فلينتظروا منا ما يذهل منه الرضيع ويشيب من هوله الغلام..
فمعنا سلاحنا الفتاك، سلاح أمضى من كُـلّ سلاح، ألا هو المقاطعة، هذا السلاح الأشد فتكاً بالعدوّ، والأقوى نكاية وتأثيراً فيهم، وأشد وقعاً عليهم من حَــدّ السيوف.. قاطعوا منتجاتهم، قاطعوا أفلامهم، افعلوا كُـلّ ما من شأنه أن يغيظهم، أن يؤلمهم، أن يجرحهم، ولنفعل كُـلّ ما نستطيع وفوق ما نستطيع نصرةً لنبي الرحمة صلوات الله عليه وَآله وسلم، والذي هو نصرة لأنفسنا، وعرفانًا لمعنى الدين، ثباتاً وتضحية، استبسالاً وصموداً في وجه من لم يبق لهم من ماء الوجه شيئاً، فقد استباحوا كُـلّ المحرمات، وركبوا أعظم المهالك، فليستبشروا بغضب من الله يستأصلهم عن آخرهم، ويجتثهم عن بكرة أبيهم..
ألم يقل آلله سبحانه وتعالى، واصفاً شدة غيظهم منا، وتكالبهم علينا: “وَإذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”..
أي غيظ هذا الذي يقبع داخل تلك النفوس المريضة، والقلوب المظلمة، وأية عداوة تلك التي يكنونها للمسلمين؟! وما الذي جرأهم علينا إلى درجة أن يسيئوا إلى نبي هو أعظم الأنبياء وأشرف المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.