الهُدنة واستمرارها .. بقلم/ محمد الضوراني
يعتمد استمرارُ الهُدنة على صدق النوايا لدول العدوان وأدواتها في الداخل، وتنفيذ ما تم الاتّفاق عليه من بنود الهُدنة وتنفيذ ما عليهم من التزامات لاستمرارها، من خلال فك الحصار للتخفيف من معاناة هذا الشعب الصامد والصابر والذي قدّم التضحيات الكبيرة في سبيل الله وفي سبيل نيل الحرية والاستقلال وبعيداً عن الهيمنة للخارج والسيطرة على قرار أبناء هذا الشعب ومصيره وكأن هذا الشعب عبارة عن حديقة خلفية لهم يعبثون به كيفما يشاؤون وكيفما أرادت أمريكا أن يكون هذا الشعب المؤمن والمجاهد، كما كان يحدث في الأنظمة السابقة من بيع للقرار وبيع للكرامة والحرية لأمريكا وعملائهم وبالأخص السعوديّة والإمارات وغيرها.
لا تريد أمريكا أن يمتلِكَ أيُّ شعب القرارَ، وبالأخص المسلمين من يسيرون على منهجية صحيحة وطريق مستقيم لا انحراف فيه وتحت قيادة من المجاهدين ومن آل البيت الأطهار الذين باعوا لله أنفسهم وأموالهم ولم يبيعوا دينَهم لهؤلاء اليهود والأمريكان وعملائهم ممن خبثت نفوسهم وأفكارهم بالعمالة والخيانة وباعوا كرامتهم.
قيادتنا ممثلةً بالسيد القائد وقيادة المجلس السياسي الأعلى يمتلكون القرارَ والإرادَةَ القوية في تحقيق ما يطمحُ إليه الشعبُ اليمني، وبحجم التضحيات للأحرار والشرفاء من أبناء الشعب اليمني تم الاتّفاقُ على الهُدنة مقابل العديد من البنود للتخفيف من معاناة هذا الشعب.
ولأننا شعبٌ نمتلكُ القضيةَ الحقَّةَ فلا نقلق منهم ونثق بالقيادة القرآنية وبالجيش واللجان الذين هم مستعدون لكل الخيارات، وإذَا نقض هذا العدوان الهُدنة فرجال الله لهم بالمرصاد والسلاح صاحٍ وصواريخنا جاهزة لهم ولكل مخطّطاتهم، والقادم عليهم أعظم وأسوأ وأشد تنكيلاً لهم ولأدواتهم.
لا خيارَ لتلك الدول وأدواتهم إلَّا قبول الهُدنة بل وتنفيذها بكل بنودها حتى الوصول لحل مشرف وسلام حقيقي للجميع وليس استسلاماً، سلام يعيد لليمن مكانتَها وأراضيها ووَحدتَها واستقلالها بعيداً عن كُـلّ الأدوات القذرة التي باعت دينها وشرفها للمحتلّ.
وها هم اليوم في المناطق المحتلّة يعيشون وضعاً يسودُه المشاكلُ والاغتيالاتُ والقتل والخوف وعدم وجود دولة تحكمهم في ظل كيانات متناحرة فيما بينها، مقسمة تتبعُ سياسة تلك الدول ولا تستطيع أن تقدم أي شيء لنفسها ولا أن تمثل دولة ولو بأقل العبارات للدولة في مناطقهم.
الهُدنة واستمرارُها مقيَّدةٌ بمدى جدية دول العدوان في قناعتهم أنها الحل الوحيد لهم قبل السقوط الكبير والذي لن تتحملَه تلك الدول ومرتزِقتها وهم يعلمون ذلك، وبأس الله شديد وبأيدي المؤمنين الصادقين من أبناء هذا الشعب المجاهد.