فشلُ العدوان في اليمن قصةٌ سيرويها التاريخ .. بقلم/ أيوب أحمد الهادي
حالة الضعف والانكسار التي بدا عليها تحالف العدوان على اليمن بعد سبع سنوات من عدوانه أمر يستدعي الوقوف قليلاً والتأمل في أسباب ذلك الضعف والانكسار وعلى ما يبــدو أن التحالف الهمجي قد وصل إلى حالة إشــباع من عمليات القتل والتجويع وَما ينفذه من جرائم بحق الشعب اليمني، على مدى سبع سنوات من العدوان وفرض الحصار، وما نلاحظه أن هذا العدوان بدأ يفقد ذاك الحماس الذي كان يبدو عليه عند بداية العدوان في مارس 2015م، فتحالف العدوان كان يسمع بأن اليمن مقبرة للغزاة لكنه كذّب تلك المقولة وأراد التثبت من مصداقيتها وبعد سبع سنوات من الحرب العبثية التي شنها على الشعب اليمني وتكبد فيها الكثير من الخسائر أيقن حينها أن تلك المقولة لم تأتِ من فراغ، فاليمن فعلاً مقبرة للغزاة وتورطه بالحرب التي خاضها ضد الشعب اليمني هو دفع لثمن تكذيبه لتلك المقولة، ألم ينظُرْ ابن سلمان وابن زايد إلى تجارب الأقوام الذين تورطوا قبلهم في اليمن، ألم يستفيدوا من دروسهم وعظاتهم التاريخية؟، فقد تغافلوا عن تلك الدروس والعظات حتى ظنوا أنهم صنعوا واقعاً جديدًا في اليمن من خلال حشد المرتزِقة وشراء أحدث المعدات العسكرية لكنهم دحروا بالرغم من امتلاكهم لتلك القوة المدعومة من 21 دولة.
صمود الشعب اليمن وثباته أمام تلك القوة أصاب التحالف بنوع من الإحباط والانحلال حتى أصبحت صفوفهم تتهاوى وقواتهم تتلاشى أمام ذلكم الصمود والثبات على الرغم من الإمْكَانيات البسيطة التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبيّة المقاومة والمقارعة لهذا العدوان، حتى ظنوا بأن تغييرهم لما يسمى بالحكومة الشرعية إلى ما أسموه بمجلس القيادة قد يستطيعون من خلال هذا المجلس من تمرير ما يشــاؤون من أجندات، دون أن يدركوا حجــم التناقــض الظاهــر والباطن في أعضاء هذا المجلس، فقد بات هذا التناقض جليًّا وواضحًا، فــلا جامع يجمعهــم، ولا قضية لهم سوى مع أنفسهم، ومصالحهم الشخصية، أَو ما يصنعونه من مجد وأثر لأنفســهم، وما ســوى ذلك لا يمكن التعويل عليه، وحين قدم أعضاء هذا المجلس إلى محافظة عدن وبقية المناطق المحتلّة في جنوب اليمن بدأ التوتــر يظهر على أشــده في تلك المناطق بين أمراء الحــرب الذين يشــكلون قــوام مجلس القيــادة، فكل فصيــل يريد أن يقول للسعوديّة وللإمارات: إنــه الأقوى والأكثر أثراً وســيطرة، وعلى إثر لذلك ازدادت حركة الاعتقالات، وفي كُـلّ خطاب لأحد قيادات ذلك المجلس لا نكاد نسمع سوى تنابز كَثير، وتهديــد من بعضهم لبعضهم، وكادت النزعة الذاتية تعلو في الخطاب، وكاد أمراء الحرب أن يعلنوا مواجهة بعضهم بعضاً، وهذا ما اعتادت عليه عدن منذ زمن، فكل أُولئك لا تجمعهم أية قضية ويبــدو لنا أن الحلقــة الأضعــف هــي حلقــة العليمــي، فهــو لا يملــك امتداداً في الميــدان، وربما قد يجد في طارق عفاش مــلاذاً للتستر، بيد أن طارق وإن بــدا أنه أكثرهــم قوة وعتاداً وتنظيماً، بيد أنه لا يملك هدفاً وطنياً نبيلاً، كما أن مكونه العسكري وإن كان ظاهــره الوحــدة إلا أن جوهره الشــتات والتنافــر.
فالخيار العســكري للتحالف فشــل في اليمن فنراه اليوم يستخدم خيارات أُخرى ومنهــا الخيــار الثقافي والإنساني، وأصبح نشاطه يسير في هــذا الاتّجاه بشكلٍ ملحوظ منــذ أمد غير قصير، وهــذا النشــاط في أوج الذروة من خــلال حالــة التفكيــك الظاهرة في فصائله التي يعول عليها، وعلينــا أن ندرك هــذه الظاهرة ونحــاول فهم ما يحــدث حتــى نتمكّن مــن الســيطرة عــلى مقاليــد المســتقبل ونحافظ عــلى الانتصارات والتضحيــات التــي قدمها شــعبنا؛ مِن أجلِ الحرية والاستقلال والسيادة وأن لا نكترث لما يقدم عليه هذا التحالف، فمهما حاول للنيل من شعبنا عبر تمريره لتلك الثقافات المنحطة فَـإنَّنا وبثقافتنا القرآنية وتمسكنا بهُــوِيَّتنا الإيمَــانية سنستطيع تجاوزها كما تجاوزنا الحرب العسكرية وسيصبح هذا العدوان جملاً تسطر في صفحات التاريخ التي سيكتب فيها عن فشله وانهزامه في اليمن.