إعادةُ بناء الأسس والمعايير العسكرية .. بقلم/ موسى المليكي
إن القيادة هي مظهر من مظاهر التفاعل الاجتماعي ونشاط يمارسه القائد في مجال اتِّخاذ القرار، وإصدار الأوامر والإشراف عُمُـومًا وفي المؤسّسة العسكرية خُصُوصاً، ونجاح أية منظمة يتوقف على نجاح القادة وتقدمهم ومجاراتهم لعلوم ومعارف علم القيادة العسكرية.
فالقيادة فن يكتسب وينمى ويمارس بالخبرة والمهارة والتدريب والتعليم والمتابعة ليصبح القائد مؤهلاً ومدرباً على الأساليب الصحيحة في القيادة والتأثير في الرجال وتوجيههم نحو هدف معين بطريقة يضمن بها احترامهم وثقتهم وطاعتهم وولاءهم وتعاونهم وليس الإكراه والإجبار أَو الحرمان من الحقوق المشروعة أَو التميز والانفلات، لأن النتائج تتحقّق في حالة الإقناع بطريقة أفضل وأيسر من الإجبار والإكراه والقسر.
ونظراً؛ لأَنَّ المؤسّسة العسكرية ترتبط تنظيمياً بشكل هرمي بمستوياتها المختلفة مما يتطلب الإعداد القيادي من خلال وضع سياق منهجي معرفي معين من التدريب وزيادة المهارات الخَاصَّة بالقيادة، وتعلم الأساليب والأنماط الحديثة المتطورة والتعرف على أدوات جديدة تساعده على اتِّخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب بحزم وحكمة وفي نفس الوقت اكتساب مهارات وفنون التعامل مع الآخرين.
والتدريب على غرس السمات القيادية بشكل مميز سواء في ملبسه أَو تصرفاته أَو أخلاقه بحيث يكون القُدوة الحسنة لمرؤوسيه ويجب أن يعبر مظهر القائد عن ثقته بنفسه ونشاطه وحيويته وفطنته، ويجب أن يتحلى كذلك بالهدوء وضبط النفس والاتِّزان والرصانة والتواضع وعليه أن لا يكون سريع الغضب والانفعال؛ لأَنَّ ذلك يفقده القدرة على اتِّخاذ القرار الصائب وكذلك يفقده ثقة مرؤوسيه واحترامهم له.
يلعب التعليم الأكاديمي والخبرة الدراسية دوراً لا يمكن إنكاره في مجال تنمية المعارف والمهارات القيادية لذلك يجب إدراج مادة فن القيادة العسكرية ضمن المناهج الأكاديمية لغرض بناء وتنمية القيادات على أسس علمية حديثة.