الصرخةُ التي كشفت الحقائق .. بقلم/ أحمد المتوكل
في الوقت الذي كان فيه الكثير في حالة خضوع تام لتوجيهات أمريكا ومخطّطاتها برز صوتٌ من شمال اليمن يكشف كُـلّ مؤامراتها ويصرخ بالموت لها.
كان رؤساء الدول العربية الذين يمتلكون الجيوش العسكرية أذلاء صاغرون لأمريكا، وعبيدٌ مخلصون لها، لا يعصون أمراً ولا يجرؤون على الاعتراض أَو الجدال أَو إبداء آرائهم تجاه أي مخطّط أَو هدف من أهدافها، أجواء وأراضي وبحار وثروات بُلدانِهم مُستباحه، وأصبحوا مسلوبي القرار والسيادَة، ولم تكتفِ أمريكا بكل ذلك، بل سال لُعابُها لتحقيق المزيد من الأطماع والتخطيط للاحتلال المباشر للدول العربية والإسلامية تحت شماعة مكافحة الإرهاب، فكانت النقطة الفاصلة والخطيرة لبداية الدخول في ذلك المخطّط بشكل عملي هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، باستهداف برجي التجارة العالمي وقُتل فيهما أكثر من 2900 وأُصيب 25000 وجميعهم من المسيحيين، ولم يُقتل أَو يصاب أي يهودي رغم أن الكثير منهم يعملون في البرجين، ولكن لم يحضر أحد منهم في ذلك اليوم وهذا يدل على أن اليهود وراء ذلك الاستهداف ليكون ذريعة لاحتلال البلدان والتطبيع معهم، خرجت أمريكا بعد ذلك الحدث بإعلان حربها ضد الإرهاب وبناء قواعدها العسكرية في البلدان العربية والإسلامية، ولم يجرؤ أحد من الرُّؤساء على الاعتراض؛ لكي لا يُتهم بتعاونه مع الإرهاب ويكون شريكاً في جريمة برجي التجارة العالمي.
في ذلك الوقت الحساس والخطير ظهر صوت الحق من جبال مران في محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن، هو صوت الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي كشف الحقائق والمخطّطات التي تقوم بها أمريكا، وهو أول من صرح بأن المخابرات الأمريكية هم من وراء استهداف برجي التجارة العالمي ليصنعوا المبرّرات ويهيئوا الأجواء ليضربوا من يشكلون خطورةً حقيقيةً عليهم، وبعد قرابة عشر سنوات كشفت قناة روسيا اليوم عن الحقيقة وراء ذلك الحدث، وقالت: إن الاستخبارات الأمريكية هي من خططت لذلك، وأنهم قد قاموا بعمل عبوات شديدة الانفجار في داخل المبنيين، وتم إشعار اليهود فقط لعدم الحضور إلى مكاتبهم.
لم تنطلِ على الشهيد القائد -رضوان الله عليه- التحَرّكات التمثيلية للتكفيريين الذين يدَّعون بأنهم يُعادُون أمريكا وإسرائيل، وكشف بأنهم مُجَـرّد أدوات لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، حينها أطلق شعار الصرخة في عام 2002م كموقف مبدئي إيمَـاني ديني منطلق من المشروع القرآني تجاه المؤامرات والتحَرّكات والاستهدافات المتكرّرة والمتصاعدة التي يقوم بها أعداء الأُمَّــة ضدنا، وكإجَابَة واضحة وصريحة لكل من يسأل ماذا يمكننا أن نعمل ضد أعدائنا؟
تكشفت الحقائق وانقلبت الموازين مع انطلاق شعار الصرخة، وانطلقوا من كانوا يدَّعون بأنهم يعادون أمريكا وإسرائيل لمحاربتها ومحاربة وقتال كُـلّ من يصرخ بها، انكشف النظام العفاشي السابق ومن معه وظهرت حقيقة ولائهم لأمريكا وإسرائيل، وتكشفت حقيقة التكفيريين من تنظيم القاعدة وداعش وحزب الإصلاح الإخواني وسلفيين دماج، وانكشفت حقيقة جامعة الإيمَـان في صنعاء التي تتستر بالإسلام وهي مُجَـرّد جامعة أمريكية تعمل على تخريج أدوات تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل وتسعى لتحقيق أهدافهما، وتكشفت حقيقة السعوديّة والإمارات وقطر والكويت والمغرب وكل الدول التي دخلت في تحالف العدوان على اليمن، وقامت أمريكا بعد انطلاق الشعار بعام بغزو العراق عام2003م، ومضت بتنفيذ مخطّطاتها بالحرب على سوريا وليبيا واليمن، وكل ذلك يدل أن الشعارَ هو الموقف الحق والصحيح الذي يجب أن يقفه كُـلّ أحرار العالم، وأظهر وكشف شعار الصرخة المنافقين والعملاء ومن يتسترون بمظاهر التَديُّن والالتزام، حتى أصبح الذين آمنوا يقولون أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد إيمَـانهم إنهم لمعكم؟!
حَبِطت أعمالُهم فأصبحوا خاسرين.