معركةُ الدريهمي والتأييدُ الإلهي .. بقلم/ أيوب أحمد الهادي
عندما نتأمل واقع المجاهدين الأبطال في مدينة الدريهمي حين أُطبق عليهم الحصار ما الذي فعلوه حتى حقّقوا تلك الانتصارات العظيمة وكسر ذلك الحصار كان كلما اشتدَّ بهم الحصار وازدادت عليهم المعاناة كلما ازدادوا تمسكاً بالله وصبر على ما حَـلّ بهم من عناء، فالمجاهدون باعوا أنفسَهم لله بكل صدق وإخلاص فقبل الله منهم ذلك البيع فقوى أجسادهم وأكسبهم عزيمة عملت على صمودهم خلال فترة الحصار -رغم شُحَّةِ الزاد والعتاد- بكل عزيمة وصبر دون تخاذل أَو تراجع وعاهدوا الله بصدق وإخلاص فهيَّأ الله لهم جنود لم يروها للقتال إلى جانبهم وعندما قالوا: نحن نقاتل؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الحق ونصرة دين الله ومن أجل الدفاع عن أرضنا وعرضنا هم لم يكذبوا بذلك القول وإخلاصهم في الجهاد في سبيل الله كان سبباً في انتصارهم وتحول المعركة لصالحهم رغم تلك الإمْكَانات التي يمتلكها العدوّ فإيمَـانهم الصادق بنصر الله أكسبهم التأييد الإلهي فكانوا كلما أطلقوا عملية عسكرية تكون نتيجتها النصر والتمكين الإلهي.
أما إذَا نظرنا إلى الجهة الأُخرى نحو المرتزِقة فسنجد أنهم قالوا في بداية الأمر نحن تدخلنا؛ مِن أجلِ نصرة الشعب اليمني وتحريرهم من المد الفارسي فكان ذلك مُجَـرّد شعارات كاذبة استخدموها مِن أجلِ تحقيق مصالح ومكاسب شخصية فعندما علم الله كذبهم وسوء نياتهم كانت النتيجة هي الهزيمة والخسران المُبين فكل محاولاتهم العسكرية والإعلامية باءت بالفشل وفضحهم الله على رؤوس الخلائق وأصبحت قوتهم لا تساوي شيئاً أمام قوة المجاهدين الأحرار الذين أخلصوا جهادهم لله سبحانه وتعالى.
فهنا عبرة يجب أن نضعها في الحسبان فالكذب والزور حبلهما قصير وليس بمتين، فكلما كان المؤمن صادقاً مع الله وصادقاً مع نفسه تتجلى له الكثير من المعجزات والكرامات ويسخّر الله له جنداً من جنده لتكون سنداً وعوناً له في كُـلّ تحَرّكاته وهذا ما شاهدناه خلال سلسلة الأفلام الوثائقية “الدريهمي حصار وانتصار” فكانت التدخلات الإلهية واضحة وجلية أهمها موجة الغبار التي غطت سماء الدريهمي لتشوش عمليات الرصد التي كان يقوم بها طيران الاستطلاع التابع للمرتزِقة في الوقت الذي كان يزحف فيه ثلة من المجاهدين لا يتجاوز عددهم الثمانية في عملية كسر الحصار، حتى أن العدوّ لم يدرك ذلك الزحف، حتى أهلَ المجاهدون عليهم الرصاص من كُـلّ الجهات وتمكّنوا من إعطاب ثلاث آليات وأربعة أطقم كانت تقل العشرات من المرتزِقة لكن بفضل الله تمكّن المجاهدون من دحرهم والتنكيل بهم واستعادة ذلك الموقع وبقية المواقع التي كان العدوّ قد سيطر عليها وتكللت كُـلّ العمليات بالنصر المؤزر وكان كسر الحصار عن مدينة الدريهمي هو فتح لمحافظة الحديدة بأسرها.