أهميّةُ محور المقاومة .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يكتسبُ وجودُ محور المقاومة في هذا الوقت صفةَ الضرورة؛ نظراً لما تمُرُّ به المنطقةُ من متغيرات متسارعة تصُبُّ في صالح العدوّ الصهيوني، فقد عملت بريطانيا ومن بعدها أمريكا على تهيئة المنطقة العربية منذ بداية القرن الماضي لتقبُّلِ وجود كيان لليهود في فلسطين.
وبعد أن وُجد الكيان انتقلت الجهودُ الأمريكية خَاصَّةً إلى مرحلة أُخرى وهي تشجيعُ معظمِ الأنظمة العربية على التطبيع مع إسرائيل وبالفعل أصبحت الكثير من تلك الأنظمة مستعدةً لتطبيع علاقتها مع الكيان الصهيوني وعلى رأس تلك الأنظمة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية التي طبّعت تباعاً في ثمانينيات القرن الماضي، ولكن لم تحقّق تلك الجهود النتائج المرجوة منها، حَيثُ اقتصر التطبيعُ على الجانب الرسمي فقط ولم تتمكّن من اختراق الجانب المجتمعي، ونتيجة لذلك عملت أمريكا ومن ورائها إسرائيل على تغييرِ استراتيجيتها في التهيئة لموجة التطبيع الثانية، من خلال إنشاء شبكة مصالح بين إسرائيل والدول المستهدفة إلى جانب اختراق النخب السياسية والاجتماعية؛ حتى تتمكّن هذه الموجة من تحقيق الأهداف المرسومة لها.
وبالفعل حقّقت هذه الموجة التي شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان نجاحاً نسبياً من خلال توقيع اتّفاقات أمنية وعسكرية والحد من الرفض الشعبي المعلن لتلك الأنشطة في الدول المذكورة.
أثناء التحَرّكات الأمريكية المعلنة وغير المعلنة الداعمة للتطبيع، ظهرت دولٌ وحركاتٌ سياسية ونُخَبٌ ومواطنون رافضة لتلك التحَرّكات ورافضة للتقارب السري والعلني بين الدول العربية وإسرائيل، وكان على رأس تلك المجموعات جمهورية إيران الإسلامية التي عملت على توحيد الرافضين للتطبيع في كيان موحد سُمِّيَ “محور المقاومة” الذي عمل على توحيد الجهود وتنسيق العمل في مواجهة موجة التطبيع الثانية، كما عمل على منع الاختراق للشعوب العربية والإسلامية.
وأصبح محور المقاومة منبراً لمن يريد أن يبدي موقفًا أَو رأيًا، أَو يريد أن يرفعَ صوتَه في وجه المطبِّعين.
وكان لظهور محور المقاومة دورٌ كَبيرٌ في عرقلة الجهود الأمريكية والصهيونية المعادية للأُمَّـة، وقد استخدم المحورُ في تلك المواجهة كُـلَّ الوسائل المتاحة من عسكرية وأمنية وإعلامية وغيرها وحقّق انتصاراتٍ كبيرةً.
وشكّل انضمامُ اليمن المقاوِمُ للظلم والعدوان إلى محور المقاومة إضافةً نوعيةً؛ بما يمتلكُ من قدراتٍ بشرية ومادية ساهمت في رفع قدراتِ الحور عسكريًّا ومعنوياً في مواجَهة الأعداء أمريكا وإسرائيل ومَن يدور في فلكِهم.