دورُ الأمم المتحدة في العدوان على اليمن .. بقلم/ فهد شاكر أبو راس
على الرغم من تمديد عمر الهُدنة الأممية إلا أن دول العدوان لم تغير من سياساتها بعد، أَو تتوقف عن انتهاكاتها لمقرّرات الهُدنة واستحقاقاتِها، سواء في الجانب العسكري أَو الإنساني.
ومع تمديد عُمر الهُدنة الإنسانية، لا تزالُ دولُ العدوان تواصلُ عملياتِ النهب الممنهجة لثرواتِ الشعب اليمني في المناطق المحتلّة، مسجلة بذلك نحو ثلاثمِئة مليون دولار في الشهر الواحد من النفط الخام، وهذا المبلغ كفيل لأن يصرفَ مرتباتِ الموظفين في عموم الجمهورية لثلاثة أشهر، ناهيك عن استحواذ دول العدوان ومرتزِقتها على عائدات الغاز والإيرادات الأُخرى.
ولكن الأمم المتحدة لا تهتمُّ أبداً بحقائق الأرقام، ودورها لا يتخطى محدّدات أمريكا أَو يتجاوز حدود الانصات لإملاءات دول العدوان، وهذا يظهر جليًّا من خلال غض طرف الأمم المتحدة عن العائدات والإيرادات الرئيسية المنهوبة من قِبل دول العدوان ومرتزِقتها وتركيزها فقط على إيرادات ميناء الحديدة كما لو أنه ميناء شينغهاي في دولة الصين الشعبيّة.
نعم هناك اصطفاف شعبي ورسمي خلف تلك الجهود الأممية وهُدنتِها المتمايلة، ولكن يبقى هذا الاصطفاف لأجل تحقيق السلام الدائم العادل والمشرف الذي يرتكز على مطالب وقف العدوان والاحتلال كليًّا وفك الحصار وإعادة الإعمار ومعالجة آثار الحرب العدوانية وإعطاء الشعب اليمنيِ فُرصةً اقتصاديةً ومعيشيةً حقيقيةً للابتعاد عن شبح الموت وخيار المجاعة.
ما لم فَـإنَّ التزامَ طرف صنعاء بوقف العمليات العسكرية وعمليات توازن الردع الصاروخية من استهداف للعمق السعوديّ والإماراتي وغيرهما من الدول المشاركة بالعدوان على اليمن سواءً بشكل مباشر أَو بشكل غير مباشر لن يدومَ طويلاً.
عندها لا قرارات المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن سوف تثني من عزمنا أَو تقف أمام إعصارنا الكفيل بقلب المنطقة بأكملها رأساً على عقب في المستقبل القريب.