أمريكا تقتل الشعب اليمني باعتراف “بايدن” .. بقلم/ عبدالقوي السباعي
لقد استطاعت أمريكا (العظمى) بمختلف أساليبها ووسائلها من تضليل الوعي الإنساني العالمي وتزييف الحقائق وتحريف الوقائع، في أكثر من جغرافيا وأكثر من مرحلةٍ أدارت فيها الصراعَ، بفعل مؤثراتٍ عدة، غير أنها وفي الحالة اليمنية عاشت وتعيش أزمة الحقيقة الجلية بكل تفاصيلها، فتساقطت أقنعتها تباعاً وتكشفت سوءاتها مراراً وتكراراً، وكان للصمود اليمني المبني على قوة المعتقد وَكمال الوعي والبصيرة، وبأس رجال الرجال الفضل الكبير بهذه المكاشفة.
ولمن يعتقد بعدم صوابية موقفنا المعادي لأمريكا، فها هو الرئيسُ الأمريكي، جو بايدن، يعترف بنشر قوات أمريكية داخل اليمن للقيام بمهام ميدانية عدائية لصالح تحالف العدوان منذ اليوم الأول، وفي أكثر من موقف وأكثر من مواجهة، كما أقر باستمرار الدعم العسكري للعمليات المسلحة ضد الشعب اليمني، الأمر الذي ينسف مجدّدًا كُـلّ دعاياتِ السلام ويثبت الدورَ القيادي لواشنطن في العدوان على اليمن، كما يبرهن دقة قراءة الشعب اليمني للموقف العدائي الأمريكي تجاهه.
هذا الاعتراف الأمريكي ومن أعلى سلم في الهرم القيادي للدولة الأمريكية، لم يأتِ صادماً للشعب اليمني، أَو مُضيفاً لشيء في وقع إدراكه ومعرفته النابعة من وعيٍ تنامَى بفعلِ المشروعِ الثوري القرآني المُتَّسِعِ جمهورُه في المشهد الإقليمي يوماً بعد يوم، فعندما أطلق اليمنيون على هذا العدوان مصطلح “العدوان الأمريكي السعوديّ”، لإدراكهم حقيقة العدوّ وبذلك هم يحمّلون أمريكا المسؤوليةَ المباشرة لما يجري من عدوان وحصار وَإفشال لكل فرص السلام في اليمن، بقناعاتٍ عززتها الشواهد الميدانية الواضحة والتي تبين حجم الدور الأمريكي في استهداف اليمن (الأرض والإنسان) بالقصف والدمار.. بالقتل والحصار وإبقائه في دائرة المعاناة والصراع الدائم.
وهذا الإدراك جاء بفعل قناعات متراكمة أكّـدت مصاديق التشخيص المبكر للعدو الحقيقي، المستلهَمة من محاضرات وخطب الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، لم يدحضها تعاقُب الإدارات والرؤساء وَلا بهرج الوعود الزائفة التي كان يتم تسويقها وتسويفها، ولا بروتوكولات السياسة الأمريكية المتذاكية، وَالتي لطالما سعت إلى تجريفِ الوعي وتوسيع دائرة الجُناة لتبقى هي خارجَ الاتّهام وسيطاً وراعياً وحامياً لـ “لا سلام”.
فمن أمريكا جاء العدوان ومنها جاءت كُـلّ تلك المضاعفات والمعاناة التي يعيشها اليمن، ولا يزال يئن وجعاً وينزف دماً ويتأوه حرقة.
من أمريكا جاء الإعلان عن عاصفة الحزم، ومنها تم تحديد موعد انطلاقها، ومنها جاءت القرارات بتشكيل تحالف عربي دولي، ومنها صدرت الأوامر والتوجيهات بشن حربٍ عدوانيةٍ عبثيةٍ على اليمن، الأرض والإنسان.
من أمريكا تم الإعلان وزُفت بشائر العدوّ الوكيل للعدو الأصيل، عن ضربٍ لكامل البنية التحتية الحيوية، الاقتصادية والعسكرية والخدمية وكلّ مقومات الحياة للشعب اليمني وإنجازاته ومقدراته الحضارية.
من أمريكا جاءت الأسلحة الفتاكة المختلفة، والطائرات الحربية المتطورة، والصواريخ التدميرية الذكية والاحترافية، والقنابل العنقودية والفسفورية المحرمة، جاءت لتدمّـر وتخرب.. تمزق وتبعثر، تقتل وتشرد ملايين من اليمنيين الأبرياء، دون أدنى تمييزٍ لمحتوى بنك أهدافهم بين الأطفال والنساء، الشيوخ والشباب… إلخ.
من أمريكا جاءت الخطط القتالية الحربية، والاستراتيجيات التكتيكية، والمعلومات الاستخباراتية، والخرائط والمخطّطات الإسقاطية، والإحداثيات الأرض فضائية، وأجهزة الرصد الاستقصائية، جاءت كلها ليس مِن أجلِ إحلال السلام، كما تصرح أبواقهم الناعقة، ولكن لتعزيز جرائم القتل والدمار، ودعم العنف والإرهاب الممارس ضد الشعب اليمني.
من أمريكا جاءت البيانات التحريضية، والتصريحات النارية، والبرامج التضليلية، التي صورت للعالم المغلوب على أمره، الضحية على أنه الجلاد، وأبدعت في تصوير الجلاد على أنه الضحية، مثلما أبدعت في تصوير أشلاء أطفالنا على أنها أسلحة وذخائر إيرانية تم تدميرها.
من أمريكا توالت التهديدات تصريحاً وتلميحاً لكل شخصٍ أَو هيئةٍ حاولت أَو تحاول إيقاف نزيفَ الدم اليمني المسفوك بالسلاح الأمريكي، المذبوح بالدعم الأمريكي، والمفجوع أَيْـضاً بالصمت الأممي والأمريكي.. فهل نحن بحاجة لاعترافات بايدن المتأخرة هذه؟، أم أنها جاءت لدعم وإعادة الروح المعنوية لتلك الأدوات القذرة التابعة له، والدفع بهم لتحقيق أي انتصار معنوي، على حساب الشعب اليمني الحر والمقاوم للعدوان أصيله ووكيله؟!