الطفولةُ مسلوبة البراءة .. بقلم/ أفنان محمد السلطان
الطفولة مرحلة من أجمل المراحل التي يمر بها الإنسان وفيها يعيش المرح والمتعة والبراءة، لكن ليس كُـلّ الأطفال يعيشون هذه المرحلة ببراءتها وعفويتها وكما يجب أن تكون عليه؛ لأَنَّ البعض من الأطفال سُلبت منهم براءة الطفولة، فأصبح الطفل منهم يتحملُ العناء منذ صغره وهذا يندرج تحت مُسمى عمالة الأطفال التي هي ظاهرة تشغيل الأطفال وممارستهم للأعمال التي قد تضر بنموِّهم العقلي والجسمي، وتحرمهم من طفولتهم الطبيعية، وَتمس بكرامتهم وتحرمهم منها فيبرز لهم الذُل بديلًا عن ذلك.
وتُعتبر فئة الأطفال العاملين الفئة الأكثر تقييداً من الفئات الأُخرى، فهذا يُشغلهم عن دراستهم ويكون لهم حاجزًا منيعًا بينهم وبين مستقبلهم، والأمر المخيف من كُـلّ هذا هو الاستغلال الذي قد يتعرضون له ويجعلهم يعملون في أي عمل خطير من قبل عصابات الشوارع الذي يُعرّضهم إلى العديد من الأضرار سواء المتعلّقة بسلامتهم وصحتهم الجسميّة، أَو المتعلّقة بحالتهم المعنويّة وصحتهم النفسيّة.
وفي الشوارع والجولات نشاهد بأعيُننا ما أكثر أشكال عمالة الأطفال!!
فهي أكثر وضوحاً وانتشاراً، وتتنوع من طفلٍ إلى آخر فمنهم من هو على قارعة طريق يبيع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، والبعض الآخر يقوم بتلميع الأحذية في الوقت التي كان من المُفترض أن يحمل لعبته المفضلة.
ومنهم من يقوم بتنظيف زجاج السيارات، وإصلاح الإطارات، وجمع النفايات، والأسوأ من هذا هو التسوّل!
التسوّل أسوأ الخيارات؛ لأَنَّه يجعلهم يتعرضون أثناء عملهم في الشوارع إلى العديد من الأخطار، كالخطر من أن تصدمه سيارة، أَو استنشاق الأبخرة ودخان السيارات، أَو التعرّض للعنف والضرب المُبرح أَو التحرُّش من قِبَل الآخرين.
وتعود الأسباب الرئيسية لعمالة الأطفال هو انتشار الفقر والأميّة بين الأهالي في بعض المجتمعات، وعدم وعي الأهالي بالآثار السلبية والضارّة الناتجة عن عمل الأطفال في سن مبكّر.
ووجود حاجة إلى عمل الطفل للحصول على دخل يُؤمِّن احتياجات الأسرة.
فعمالة الأطفال ظاهرة سيئة ومأساوية يتطلب الحد منها والقضاء عليها نهائيًّا، آخذين بعين الاعتبار كافة أشكال عمالة الأطفال، والتي يصعب قياسها من خلال الإحصاءات، كما يجب الالتفات إلى هذا الموضوع؛ لأَنَّها تخص شريحة مهمة في المجتمع الذين هم جيل المستقبل وقادة الغد.