احتلالُ العربي في المفهوم الغربي .. بقلم د/ شعفل علي عمير
لم يعد هناك مفهومٌ موحَّدٌ للاحتلال في زمنٍ أصبحت فيه السياسة هي في حَــدٍّ ذاتها احتلالاً.
لم يعد هناك قانونٌ دولي؛ لأَنَّ المبادئ والأعراف الدولية أَيْـضاً لم يعد لها وجود، فعندما تحتل دولةٌ دولةً أُخرى مستقلةً هي عضوٌ في الأمم المتحدة يكون ميزانُ القانون الدولي في ترقُّبٍ: إما أن يكونَ مع الدولة المعتدية أَو مع الدولة المحتلّة فهذا القرار خاضعٌ للمصلحة التي أنشئت على أَسَاسها هذه المنظمة وهي تلك الدول التي أسستها لتنفيذ مخطّطاتها، إنها الإمبريالية العالمية المتمثلة برأس الشيطان وأباليسه.
لم نسمعْ هذا الصياحَ والعويلَ عند احتلالِ الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني وكذلك الاحتلال الحاصل للأراضي والجزر اليمنية من قبل الكيانين السعوديّ والإماراتي كما نسمعه كُـلّ يوم وكلّ ساعة من منظومة الاستكبار في القضية الأوكرانية، بل إن الأمر تجاوَزَ مُجَـرّد رفضِهم للحرب القائمة في أوكرانيا إلى الدعم المباشر بالأسلحة مسمين ما يحصل بأنه احتلال للأراضي الأوكرانية بينما ما يحصل من انتهاك للسيادة واحتلال مباشر للأراضي اليمنية والفلسطينية لم يكن احتلالاً إنما صراع وكأننا نعيش في غابة يحكمها الأقوى، فأي قانون دولي وأية مبادئ تتشدق بها تلك العصابة المسماة الأمم المتحدة؟! لقد تجاوز الأعداء واتحدت أهدافهم وتحالفت قواهم للنيل من أمتنا تجاوزت بضوءٍ أخضرَ من أممهم المتحدة، وهذا ما يدعو إلى أن تتحدَّ أهدافُ وقوى الدول المستهدفة قبل فوات الأوان.
لم يعد هناك ما هو سر في استهداف المحور المقاوم وفي هذا النهج للعدوان لم يتبقَّ لمحورنا بدّ من التحالف الجاد والفاعل لدحر المعتدين والدفاع عن الأُمَّــة؛ لأَنَّ مبرّرات العدم انعدمت؛ بفعل ما هو ظاهر وما هو ملموس من عدوان الكيانات المتحالفة، ولعل ما هو حاصل على المستوى الدولي من متغيرات دروس أرادها الله أن تكون سبباً في الصحوة ومبرّراً لتوحيد جهود الشرفاء من أمتنا العربية والإسلامية التي طال سباتها في الوقت الذي تعد كيانات الاستكبار العالمي العدة للانقضاض على أمتنا، هذا من جانب ومن جانب آخر أراد الله أن يرينا نقاط ضعفنا في حالة أي صراع محتمل على المستوى العالمي، أراد الله أن نعد العدة للاستغناء عن المحيط الدولي في إمدَادات السلع الغذائية وغيرها فهذه حكمة الله في أن يضعنا في موقف نعرف من خلاله أين نحن من الاستقلال الكامل وهذا ما يستدعي العمل الجاد لتوفير احتياجاتنا الضرورية من الغذاء كاستعدادنا لتوفير اجتياحاتنا من السلاح، فكلاهما أوراقٌ لا نستبعدُ استخدامَها من قبل الأعداء وهي كذلك أدوات للاحتلال والهيمنة على الشعوب.