جريمة العدوان في رأس عيسى..سيناريو تدمير الاقتصاد الوطني والمصانع الـيَـمَـنية
صدى المسيرة- خاص:
إرتفع عددُ شهداء قصف طيران العُــدْوَان الأَمريكي السعودي لمنشأة رأس عيسى النفطية بمديرية الصليف محافظة الحديدة ظهر الخميس الماضي إلَـى 15 مواطناً وإصابة 14 آخرين من العاملين في المنشأة.
وقالت مصادر طبية بالحديدة إن مستشفيات المحافظة استقبلت 15 جُثةً، بعضها متفحمة، بالإضافة إلَـى 14 جريحاً، بعضهم جراحهم خطيرة معظمهم من المتدربين الشباب.
وقصف طيرانُ العُــدْوَان الأَمريكي السعودي بغارتين يوم الخميس الماضي منشأة رأس عيسى النفطية، مَـا أَدَّى إلَـى تدمير أجزاء كبيرة منها، واشتعال النيران فيها، في ما استهدفت غارة ثالثة ناقلات النفط خارج المنشأة الطبية، مَـا أَدَّى إلَـى احتراق 8 ناقلات واستشهاد من فيها وإصابة العشرات من المواطنين.
وشيّع أبناء المحافظة بعد صلاة يوم الجمعة عدداً من شهداء المجزرة المروعة، منددين بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العُــدْوَان الأَمريكي السعودي بحق المواطنين الأبرياء من أبناء محافظة الحديدة.
واعتبروا أن استهداف العُــدْوَان للموقع النفطي لشركة النفط بمنطقة رأس عيسى، جريمة تضاف إلَـى سلسلة الجرائم التي ارتكبها العُــدْوَان بحق أبناء الشعب الـيَـمَـني منذ عشرة أشهر.. لافتين إلَـى أن الشعب الـيَـمَـني سيظل صامداً في مواجهة هذا العُــدْوَان الإجْـرَامي مهما بلغت التضحيات.
وتعد منشأة رأس عيسى أكبر ميناء نفطي في الحديدة، حيث ألحق القصف دماراً كبيراً في خزانات النفط التابعة له، وهي تستوعب 60 ألفَ طن من المشتقات النفطية.
والميناء التابع للدولة كان حتى وقت قريب مستأجراً لتجار نفط موالين للعُــدْوَان، لكن بسبب تحويل مخازن النفط في ميناء رأس عيسى إلَـى مخازن خَاصَّــة بتجار السوق السوداء، وجّهت «اللجنة الثورية العليا» خلال الرُّبع الأخير من العام الماضي إلَـى العمل على استعادة تلك المنشآت لمصلحة شركة النفط الحكومية.
كذلك وجَّهت «اللجنة الرقابية العليا ــ الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني» إلَـى تسليم منشأة رأس عيسى النفطية إلَـى شركة النفط الـيَـمَـنية.
وقالت الهيئة إنه بناءً على قرار «اللجنة الثورية العليا» القاضي بتسليم منشأة رأس عيسى النفطية لشركة النفط وبناءً على رسالة المدير العام التنفيذي لشركة النفط، يجري تشكيلُ لجنة من المتخصصين لمسْح الأرض بصورة عاجلة؛ لكونها من أراضي الدولة وأملاكها، لتسليمها للشركة.
وجاء استهدافُ طيران العُــدْوَان السعودي للمنشأة غداةَ تفقُّد المدير العام التنفيذي لشركة النفط الـيَـمَـنية، علي الطائفي، ومعه المدير العام لفرع الشركة في الحديدة، حسين مقبول، منشأة النفط في رأس عيسى في الصليف.
خلال الزيارة، تطرق مدير شركة النفط إلَـى كيفية زيادة السعة التخزينية في منشأة الحديدة وتطوير قدرة استقبال المواد من السفن عبر إضافة أنبوب جديد وصيانة الأرصفة البحرية والحفاظ على النشاط التجاري، عبر توريد جميع المعدات المتعلقة بذلك من مضخات، وعدادات، وخراطيم واستكمال العمل وتسلّم منصة التفريغ الجديدة.
ووجه الطائفي إلَـى إنشاء أَرْبَـعة خزانات إضافية في رأس عيسى، سعة الواحد 35 ألف طن، وكذلك التشاور مع مؤسسة موانئ البحر الأحمر الـيَـمَـنية لعمل وتطبيق الشروط والمواصفات التي تجعل من ميناء رأس عيسى النفطي مطابقاً للمواصفات مع شروط الإبحار وعمل رصيف بحري لاستقبال السفن العملاقة حتى أَكْثَــر من 100 ألف طن.
إدانات واسعة
وأدانت وزارة النفط والمعادن استهداف طيران العُــدْوَان الأَمريكي السعودي منشاة رأس عيسى النفطية بالحديدة، مشيرة في بيان لها أن الغارات استهدفت منصات التحميل وسكن العاملين ووسائل النقل والمرافق المختلفة واشتعال النار في المرافق النفطية وأنابيب النقل.
وقال البيان “إن هذه المنشأة الحيوية التي كلفت الـيَـمَـن مبالغ طائلة تعد أهم المنشآت الحيوية التي تقدم الخدمات النفطية ومشتقاتها لكل المحافظات والمواطنين والمؤسسات الخدمية، معتبرة هذا الاستهداف مساساً بمستقبل كُلّ أبناء الـيَـمَـن وتدميراً لما تبقى من مصالح الشعب.
وحمّل البيان تحالف العُــدْوَان وعلى رأسه أَمريكا والسعودية مسئولية هذا الاستهداف لهذه المنشأة وانعكاسات ذلك على حياة المواطنين والخدمات الأَسَــاسية الشحيحة التي لا تزال تقدم لهم في ظل العُــدْوَان والحصار على المشتقات النفطية والسلع الرئيسية.
وأدان مكتب الصناعة والتجارة والغرفة التجارية بمحافظة عمران استهدافَ العُــدْوَان الخارجي الذي تقوده السعودية ضد بلادنا للمنشئات الصناعية والقطاع الصناعي بشكل عام.
وأشارا في بيان مشترك لهما إلَـى أن العُــدْوَان يهدف إلَـى تدمير المصانع الوطنية؛ بهدَفِ القضاء على أهم المقومات والمرتكزات العامة والأَسَــاسية للاقتصاد الوطني والدخل والناتج القومي المحلي.
مؤكدين أن تدميرَ المصانع وخطوط الإنتاج لمختلف التصنيعات المطلوبة محلياً والتي تضم الآلاف من أرباب العمل والأيدي العاملة الذين يعولون أسراً كثيرة قد أصبحوا أياديَ عاطلة عن العمل ومسرحة من وظائفها كرهاً؛ بسبب تدمير هذه المصانع الوطنية.
وأضافا إلَـى أن أهمّ ما يبتغيه هذا العُــدْوَان الهمجي البربري والذي يكن حقداً دفيناً أزلياً للـيَـمَـن وشعبه ومقدراته الوطنية والاقتصادية هو إيْجَاد الركود الاقتصادي وإنْهَــاء حالة النمو بجميع مستوياتها بدلاً عن أن يكون هناك تراجع في النمو للوطن بشكل عام.
من جهته أدان المجلس المحلي والمكتب التنفيذي بمحافظة الحديدة المجزرة الوحشية بمنشأة رأس عيسى النفطية والتابعة لشركة النفط الـيَـمَـنية في مديرية الصليف.
وقال المجلس في بيان صادر عنه إن دول تحالف العُــدْوَان بتعمدها بصورة واضحة استهداف أبناء الشعب الـيَـمَـني ومقدراته الوطنية وبُنيتها التحتية قد تمادت في غرورها وطغيانها وتزمتها المفرط. مضيفاً أن “المجزرة التي ارتُكبت بحق المدنيين من موظفي شركة النفط وراح ضحيتها العشرات من أبناء المحافظة والوطن يعتبر تكراراً متعمداً للمجازر التي ارتكبها النظام السعودي بحق الـيَـمَـنيين الذين رفضوا الانصياعَ والتبعيّة لنظام بائد يحاول من خلال تدمير الإنْسَــان والحيوان والمشاريع أن يهيمنَ على شعب كانت له الحرية في كُلّ شيء”.
قيادة محافظة عمران والسلطة المحلية والأجهزة التنفيذية والفعاليات الرسمية والمدنية بالمحافظة من جانبها أدانت استهدافَ طيران العُــدْوَان الأَمريكي السعودي الغاشم لمنشأة رأس عيسى النفطية بمحافظة الحديدة.
وأشارت سلطات عمران في بيان لها إلَـى أن استهدافَ العُــدْوَان للبنية الأَسَــاسية من خلال تدمير مثل هذه المنشئات الكبيرة يكشف عن حقد النظام السعودي الذي يسعى بكل قوة إلَـى تدمير الاقتصاد الـيَـمَـني المتواضع وإفْشَـال الـيَـمَـن اجتماعياً واقتصادياً.
وأشار البيان إلَـى أن تدمير المقومات الوطنية والبنية الأَسَــاسية للـيَـمَـن من شأنه إنْهَــاء حالة التطور والتقدم الخدمي والإنمائي في الجمهورية الـيَـمَـنية؛ بهدف إفْشَـال إقَامَة الدولة الـيَـمَـنية المستقلة بقرارها وسيادتها.
ودعا البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية للاضطلاع بدورهم الإنْسَــاني في وقف العُــدْوَان الإجْـرَامي وغير المبرر الذي يستهدف الـيَـمَـن ويسعى لتدمير بنتيه الأَسَــاسية بشكل ممنهج.. مطالبين بضرورة فك الحصار المفروض على الـيَـمَـن منذ أَكْثَــر من عشرة أشهر براً وبحراً وجواً لمنع وصول الدواء والغذاء إلَـى المواطن الـيَـمَـني.