في حضرةِ سماحة السيد الرسالي .. بقلم/ إبراهيم مجاهد صلاح
عندما نتحدَّثُ عن المؤمنين فنحن نتحدَّثُ عن صاحبِ المواقف الكريمة والشجاعة، ولكل دولة من دول محور المقاومة رجالها المؤمنون الأوفياء المخلصون الذين لا ترى منهم إلا روحَ العطاء لإعلاء كلمة الحق، في سبيل الدفاع عن شعوبهم وَأمتهم ومقدساتهم، وذلك يصبُّ في حماية الوطن والمواطنين والقضايا الهامة التي تهمُّ الإسلام والمسلمين، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
وقد قيل قديماً: إن الرجولةَ أفعالٌ وليست أقوالاً يتغنّى بها الإنسانُ حيثما كان، فهي تلك المواقف التي من خلالها يستطيع الإنسان المحافظة على دينه وعرضه ووطنه وكرامة أمته.
ولقاء السيد عبدالملك الحوثي بأبناء الحديدة، دفعني إلى ترك العالَمِ بأسره وتسليطِ الضوءِ على رجلٍ متميِّزٍ من رجالات الأُمَّــة، رجل القول والفعل، رجل المواقف السامية والأخلاق الفضيلة، صاحب المواقف المشرفة، الرساليّ النبيل الذي اجتمعت قوى الاستكبار والهيمنة على محاربته؛ لما رأت منه من مواقفَ تعبّر عن الرجولة والشجاعة وعدم الارتهان والخضوع وَإعلاء كلمة الحق المتمثلة بشعار البراءة (الصرخة) والسباق الدائم إلى الخير.
رجل المواقف المشرفة، الذي إذَا تحدث لا يتحدث إلا بالحكمة والدراية والعلم والبصيرة، العالم والمُربي والقائد السيد العَلَم سيدي/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه وأدامه ذخراً للأُمَّـة من شرقها إلى غربها-.
تشرفنا بلقائه، وفي كُـلّ مرة نلتقي به أَو نسمعُه لا نرى أَو نسمعُ منه إلا روحَ المحبة والمودة والتواضع للجميع، ونستشفُّ منه حرصَه الدائمَ على أبناء الحديدة بشكل خاص وأبناء اليمن بشكل عام، وقد أبهرنا كما أبهر العالَمَ بحرصه واستشعاره للمسؤولية وَبمواقفه الرصينة والمعتدلة والشجاعة في خدمة أبناء الحديدة وأبناء اليمن، فهو الذي لا يكلُّ ولا يملُّ ولا يخافُ في الله لومة لائم، وهدفُه الدائمُ هو رضا الله سبحانه وتعالى وإعلاءُ شأننا بين الأمم، والحفاظُ علينا من الاختلالات والانقسامات والتشظي؛ امتثالاً لقول رسولنا الكريم: {الإيمَـانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية} [صدق رسول الله عليه وآله أفضلُ الصلاة والسلام].
وإذا أردنا التفصيلَ في كُـلّ موقف من مواقفه وكل قضية أبرز سماحتُه موقفاً فيها فَـإنَّ هذا المقالَ لن يكفيَ لاستيعابها، إلا أنه لا بدّ من المرور على بعضها وُصُـولاً إلى موقفِه من المعاناة التي وصل إليها أبناءُ الحديدة جراءَ انقطاع الكهرباء والذي قال في كلمته: إنني أتألَّمُ لألمِكم.. وهذه المشاعرُ كافيةٌ لجعل كُـلِّ مسؤول من أعلى هرم الدولة إلى أسفله يبذُلُ كُـلَّ ما أمكنه وفوق ذلك.
لقد لحظ الجميعُ فيه علاماتِ الحزن على أبناء الحديدة وكأنَّهُ يعيشُ في أوساطِهم، وهو واللهِ كذَلك، لم نسمع على مدى العقود الماضية أن رئيسَ دولة يُطْفِئُ إنارةَ رئاسة الجمهورية؛ لكي يُعطِيَ مولداتِ الرئاسة للمواطنين؛ للتخفيف عنهم من درجة الحرارة إلَّا في دولةٍ يحكُمُها السيدُ القائدُ -أعزَّه الله-.