ذو الحجّـة وما فيه من شعائرَ ومناسبات دينية .. بقلم/ فاطمة المستكاء
إن الله جعل عدة الشهور عنده اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ومن هذه الأشهر شهر ذي الحجّـة المبارك، ففيه كانت الشعائر الإسلامية المهمة كالحج، والأضحية وعيد الأضحى كذلك في الثامن من ذي الحجّـة كان فيه يوم من أعظم الأيّام وعيد الأعياد عيد الولاية، يومٌ أنزل الله فيه إتمام الدين، حَيثُ أُنزل في ذلك اليوم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
ففيه أعظم الشعائر التي أمرنا الله أن نعظمها قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وفيها أعظم الأعياد عيد الولاية التي خط فيها الرسول الأعظم حال الأُمَّــة بعده ومن يتولونه ومن لا بُـدَّ أن يتبعوه ويأتمرون بأمره.
ولكن يا أُمَّـة الإسلام تلك الشعائر والمناسبات واليوم المبارك يوم الولاية قد حُورِبت من المنافقين ومن خالفوا أوامر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
فيوم الولاية يوم قام فيه رسولنا الأكرم ليرفع يدَ الإمام علي عاليًا ويقول: الله مولانا وأنا مولى المسلمين أولى بهم من أنفسهم فيرفع يدَ الإمام علي حتى يظهر إبطيه للعلن، بعد أن جمهرهم وانتظر المتأخرين منهم واستدعى المستقدمين ليعلن لهم هذا الإعلان إلهام ويرفع أقتاب الإبل ويرتفع فوقها هو والإمام علي لكي يبلِّغ ما أُنزل إليه من ربه بعد أن نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وينتقل بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
فما هي هذه الرسالة العظمى والسامية والعليا والتي أنزل الله فيها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة إنها بقية كلام رسول الله، حَيثُ قال: “فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وانصر من نصره وأخذل من خذله”… ولكن.
هل طبقت هذه الرسالة الإلهية؟ أم فرطت الأُمَّــة في ذلك اليوم فبدأ التراجع وعدم إعداد أعظم وخير أُمَّـة أُخرجت للناس ولم يعد هناك أمر بمعروف ولا نهي عن منكر كما أمر الله في كتابه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ بسَببِ التفريط في أمر الولاية فأصبحت الأُمَّــة تقتل أبناء نبيها ووصيه وقتل بلا هوادة ولم يكن هناك أمر بمعروف ولا نهيٍ عن منكر والسبب التفريط بتطبيق يوم الولاية.
وكذلك الحج هو رمز للوحدة الإسلامية، حَيثُ يجتمع فيه من كُـلّ أقطار الأُمَّــة بلباس واحد غنيهم وفقيرهم وبكلمات واحدة وبشعائر واحدة فجاء من فرّق الأُمَّــة ومنع الحج وهي من أعظم شعائر الله تدعوا إلى الاعتصام والتوحد فمنعوه بحجج واهية حذر منها السيد حسين ببصيرته القرآنية الواعية بحجّـة وباء وبحجّـة تقصير العدد لكل دولة شيئاً فشيئاً وأصبح الفساد منتشراً في بلاد الحرمين من مراقص وشرب الخمور والملاهي الليلية و… إلخ.
إنها لظلمات شديدة في هذه الدنيا إلى أين قد وصل بنا يا أُمَّـة محمد.
لكن الشعب اليمني ومحور المقاومة تسترجع ما فرطت فيه الأُمَّــة في تذكر نعمة يوم الولاية والتولي للإمام علي بعد الله ورسوله فكان عيد الولاية في اليمن هو عيد الأعياد، لنستعيد مسؤولية أن نكون خير أُمَّـة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله وسيأتي اليوم الذي نعيد لفريضة الحج مكانتها على أيدي أنصار الله وأحبائه وعلى يدي القائد الهمام السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه وأعزه ونصره- كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} ونظنه قريباً إن شاء الله، ونسأل الله لنا الثبات حتى نقيم دولة العدل الإلهية التي ارتضاها الله لعباده.