في ذكرى مذبحة تنومة .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تصادفُ هذه الأيّام ذكرى (مجزرة الحجاج الكبرى) مذبحة الحجاج اليمنيين في تنومة التي ذهب ضحيتَها ما يقاربُ من ثلاثة آلاف حاج يمني.
هذه المذبحةُ يجبُ أن تبقى حيةً في ذاكرة اليمنيين جيلاً بعد جيل؛ حتى تبقى هذه الأجيال على علمٍ بموقف النظام السعوديّ من اليمن كشعب وكدولة، وأن السعوديّة لن تتردّدَ إذَا لاحت لها الفرصةُ في قتل أكبر عدد منهم سواءٌ أكانوا مسلحين أَو غير مسلحين، سواءٌ أكانوا حجاجاً مسالمين أَو مغتربين مدنيين.
ومن الضروري أن نعملَ جميعاً -علماءَ وسياسيين ومثقفين- على إبقاء هذه المذبحة في الذاكرة الجمعية لليمنيين حتى يتمكّنَ الجميعُ من تفسير المذابح التي حدثت خلال العدوان السعوديّ الإماراتي القائم على بلادنا والذي ذهب ضحيتَه آلافُ اليمنيين، ناهيك عن قتل الأسرى والمسافرين في الطرقات وغيرهم، ولم يسلم من ذلك العدوان حتى سكانُ المناطق المحتلّة الموالون لهم والذين تعرضوا لمذابح عديدة بالطيران وبغيره، وهذا يؤكّـد أن السعوديّةَ تستهدفُ اليمنيين بمختلف توجّـهاتهم سواءٌ أكانوا معاديين أَو موالين لهم، والعلم بجرائم السعوديّة في حق اليمنيين عبر التاريخ يساعدنا على البقاء حذرين في العلاقة المستقبلية مع السعوديّة.
إنَّ ما حدثَ في مذبحة تنومة من تنفيذ للجريمة بأيادٍ سعوديّة ثم إنكار المشاركة فيها ثم بعد ذلك الاعترافُ بما حدث دون أن يتحمَّلَ النظامُ السعوديّ أيةَ مسئولية حيال ذلك أَو دفع تعويضات للمتضررين وأسرهم، إن ذلك يذكِّرُنا بما يحدُثُ في الجرائم التي يرتكبُها العدوانُ السعوديّ الإماراتي حَـاليًّاـ فعند حدوثِ الجريمة تنكِرُ دولُ العدوان أيَّ دور لها وعندما تنكشفُ الحقائقُ تبدأُ بالتراجع عن موقفها حتى تصلَ إلى مرحلة الاعتراف الكامل دونَ شعور بأية مسئولية، وهذا يشيرُ إلى أن دولَ العدوان ترتكبُ الجرائمَ وهي على يقين أنها تحتَ الحماية الدولية ولن تتعرَّضَ للمسألة القانونية من جراء تصرفاتها في حق اليمنيين، ولكن في الجرائم الجديدة هنا متغيِّرٌ جديدٌ سوف يجبرُ تلك الدول على دفع ثمن ما جنته أياديها وهو القوةُ التي يملكُها الجيشُ اليمني واللجان الشعبيّة والتي سوف يكونُ لها الكلمةُ الأخيرةُ في ما يحدث، فاليوم ليس كالأمس.