الدورات الصيفية ليست طائفية أو مناطقية وهي تعلّم الأجيال ثقافةَ القرآن الجامع لكل الأُمَّــة
معلمات وناشطات ثقافيات لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة – المركز الإعلامي للهيئة النسائية
تأتي الإجازةُ الصيفية كنافذةِ نورٍ تطلقُ أنوارَها بكل زحم لتنير تلك القلوب الصغيرة بعلم وبقيم مُثلى، فأَنَّى لأية معارف الأرض أن تأتي بمثل تلك الرسائل السامية التي في طياتها الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي أن يتعلمها ويعرفها جيل الغد الواعد ليتحصن من الثقافات الدخيلة وليعرف جيِّدًا كيف له أن يصنع غد مشرق بثقافة قرآنية عبقة تحمل في طياتها الخير الكثير لدينهم ودنياهم.
وترى يسرى المحطوري -مسؤولة أحد المراكز الصيفية- أن هذه الدورات تلعب دوراً هاماً في بناء الجيل الناشئ، وتحصينه أمام الحملات التي يشنها أعداء هذه الأُمَّــة سواء عن طريق التضليل الديني وَالمسخ للفكر وَالثقافة، أَو من خلال ما يسعون إليه من إفساد وَمسخ للهُــوِيَّة الإيمَـانية، فالدورات الصيفية لها دور كبير في تحصين النشء وَتصحيح المفاهيم وَالمعتقدات لديه، وَبناء جيل يستنير بنور القرآن الكريم، كما أن لها دوراً بارزاً أَيْـضاً في اكتشاف المواهب وَالقدرات لدى الجيل الصاعد وَتنميتها وَصقلها، فمن خلال الكثير من الأنشطة التي تقدم داخلها استطعنا اكتشاف الكثير من المواهب وَالقدرات لدى النشء وَنعمل على توجيهها التوجيه الصحيح.
وتضيف المحطوري: “للدورات الصيفية أهميّة كبيرة في هذه المرحلة بالذات فنحن في زمن بلغ الفساد فيه ذروته وَنواجه عدواً امتلك من القدرات وَالإمْكَانات ما لم يمتلكه على مرّ التاريخ، ففي هذه المرحلة استطاع عدوّ هذه الأُمَّــة أن يصل إلى كُـلّ منزل من خلال مواقع التواصل وَالشبكة العنكبوتية والتلفاز بما فيها من برامج وَمسلسلات تركز تركيزاً شاملاً على أبناء هذه الأُمَّــة وَخُصُوصاً فئة النشء وَتعمل على المسخ لكل القيم وَالمبادئ وَالأخلاق وترسيخ بديلاً عنها ثقافات وَمعتقدات ضالة وَهدامة، موضحة أنه أمام ذلك كله تأتي الحاجة الماسة للدورات الصيفية وَالتي تعمل على تقديم العلم النافع وَالرؤية الصحيحة المنتقاة من كتاب الله فتنبي جيلاً يعرف الله حق المعرفة، ويعرف رسوله وَأهل بيته وَيتخذهم الأسوة وَالقُدوة الحسنة، ويعرف أعداءه وَيتبرأ منهم ويتحَرّك في هذه الحياة مستشعراً للمسؤولية أمام الله وَأمام أمته”.
وتواصل المحطوري: “المدارس الصيفية تقدم القرآن الكريم وَكُـلّ ما يرتبط بالقرآن الكريم من علوم في معرفة الله وفي السيرة وفي الفقه وفي السعي نحو الاكتفاء الذاتي وَفي الآداب وَالأخلاق الفاضلة وَغيرها من المعارف وَالعلوم وَالأنشطة التي تبني شخصية مؤمنة تعي دورها الهام في هذه الحياة.
وتتوجّـه المحطوري للآباء وَالأُمهات بتجديد الدعوة للدفع بأبنائهم لهذه المدارس، موضحة أن لدينا من الوقت ما يكفي لتقديم كُـلّ ما هو مفيد لهم وَنعدهم بأنهم سيلمسون الأثر العظيم لهذه الدورات على نفسيات وَشخصيات أبنائهم وَبناتهم”.
التحرّر من قوى الطغيان
وعلى صعيد متصل تقول ميرفت السواري -مسؤولة مركز صيفي بمديرية شعوب-: في زمن بلغ الضلال ذروته وتحَرّك فيه الأعداء لمسخ هُــوِيَّة الشعوب الإسلامية واستهداف لكل فئات المجتمع حتى الأجيال الناشئة ومحاولة لإفسادها وإضلالها بكل وسيلة ممكنة سواء أكانت ثقافية، فنية، رياضية أَو حتى باسم دين وإبعادها عن مصادر قوتها، وَعن حقيقة وجودها ودورها في الحياة، من هنا جاء الدور الحقيقي للدورات الصيفية في بناء الأجيال البناء الصحيح بثقافة القرآن الكريم الذي تحَرّك به رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فبناء النفوس والدولة الإسلامية البناء الصحيح، وكما قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: إنها فترة قصيرة جِـدًّا ونستحي من الله أن نجعل هامش السنة فترة لتدارس كتاب الله ولكن إذَا ما اهتمينا وأخلصنا بإذن الله سيكون الأثر عظيماً.
وتواصل حديثها: وكما قلت سابقًا نحن في هذه المرحلة التي ظهرت فيها قوى الكفر بجبروتها وعدوانها وظهرت فيها قوى النفاق وَالعمالة، مرحلة يتحَرّك فيها الأعداء للسيطرة والهيمنة عبر وسائل عدة وبسبب زحمة الحياة وكثرة سبل الضلال والمضلين وَبسبب خطورة الفراغ الذي يسعى الأعداء إلى إيجاده واستغلاله لبث سمومهم يأتي هنا أهميّة الدورات الصيفية ودورها في توعية هذا الجيل، الجيل الذي يسعى الأعداء لتسييره عبر مسارين لا ثالث لهما: إما عبيدٌ أذلاء أَو تابعون لا قرار ولا هُــوِيَّة لهم، ومن هنا أَيْـضاً يأتي دور الدورات الصيفية في بناء الإنسان بناء مستقلاً، متحرّراً من التبعية لقوى الطغيان والاستكبار، أعزاء من عزة الإسلام ومن عزة القرآن.
وتختم السواري قائلة: “الدورات الصيفية تقدم كُـلّ الخير لأبنائنا وبناتنا، وهل هناك أعظم خير من تعلم كتاب الله تعالى فقد قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، بل الخير أَيْـضاً للآباء والأُمهات فمن يعرف الله تعالى ويتثقف بثقافة القرآن سيعرف واجبه تجاه نفسه وتجاه أسرته وَتجاه مجتمعه والأمَّة أجمع، إلى جانب تدارس كتاب الله ففي هذه المدارس أَيْـضاً هناك أنشطة لتنمية قدراتهم الجسدية والروحية والمهارية إلى جانب حصص التقوية في الكتابة والقراءة ومختلف العلوم، متوجّـهة بالنصح لكل أب وأم يحرصون على نجاة ونجاح أبنائهم أن يلحقوا أبنائهم في هذه الدورات؛ لأَنَّها فرصة عظيمة في استثمار أوقات فراغهم، فترك الفرصة غصة، وخيركم من تعلم القرآن وعلمه، وهذه الدورات ليست طائفية ولا مناطقية ولا حزبية، فهي قد قامت من ثقافة القرآن الجامع لكل الأُمَّــة، داعية لوحدة الأُمَّــة وترك كُـلّ الخلافات التي يحاول الأعداء غرسها في أوساط أمتنا”.
تحصينُ النشء من التضليل
بدورها، تقول حنان الشامي -مدير عام تعليم الفتاة بوزارة التربية والتعليم-: “تقدم وعياً وبصيرة وثقافة قرآنية موحدة جامعة ومهارات وخبرات، تعمل على تحصين النشء من التضليل والتجهيل وحماية لأبنائنا من الضياع والشتات والاستهداف في القيم والأخلاق”.
وتشير إلى أن الجميع يعرف أن العدوّ يسعى بشكل حثيث لاستهداف الجيل الناشئ بالحرب الناعمة لضرب هُــوِيَّتهم الإيمَـانية، لذلك تعتبر الدورات الصيفية تحصيناً لأبنائنا من ذلك الاستهداف، حَيثُ يتعرفون من خلال ثقافة القرآن على العدوّ الحقيقي للأُمَّـة وتحَرّكاته ووسائله، وهذا يجعل أبنائنا على درجة عالية من الوعي والحذر من الوقوع فريسة لذلك الاستهداف.
وتنصح الشامي الآباء وَالأُمهات ألا يتركوا أبناءَهم للفراغ وعرضة للاستهداف وليستفيدوا من فرصة الدورات الصيفية التي أصبحت منتشرة في كُـلّ حي وقريبة منهم، خُصُوصاً مع تواجد كوادر مخلصة وحريصة على تقديم الأفضل لأبنائنا وبناتنا.
أما نوال أبو علي -مديرة مدرسة قتبان الصيفية- فترى أن دور المدارس يكمن في تنوير الجيل الناشئ بمختلف فئاته العمرية، فالمدارس مشروعها تربوي تثقيفي، تبني إنساناً واعياً مستنيراً بثقافة القرآن الكريم، وتصحح المفاهيم الدينية والثقافة المغلوطة مما يتلقاه الطالب من غير مصادره، وتنمي مداركه العقلية والفكرية من خلال الأنشطة المختلفة التي تكسر الروتين والجمود.
وترى أن أهميّة هذه الدورات تكمن في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة للشعب اليمني الذي يسعى العدوّ بشتى وسائله لتدمير النشء جسمياً وعقلياً والتأثير عليه بأنشطة تضليلية، فالمدارس تعتبر الدرع الحصين ضد كُـلّ المؤثرات واستغلال وقت الفراغ بما فيه الفائدة، فالعدوّ يستغل وقت الفراغ بما يضر الشباب ويفسد أخلاقهم ويدمّـرهم نفسياتهم ولأهميتها التي البعض قد لا يدركها يحاول العدوان عن طريق أدواته القذرة في الداخل إلى التشكيك في الدورات الصيفية.
وتؤكّـد أن الدورات الصيفية تقدم كُـلّ ما يفيد الطالب ويحقّق الهدف من إقامة المدارس الصيفية من مواد ثقافية وأنشطة فنية وثقافية وَمهارية ورياضية واجتماعية، كما توجّـه نصيحة للآباء وَالأُمهات بالدفع بأبنائهم للالتحاق بهذه الدورات؛ لأَنَّ اللهَ سيسألهم عن الأمانة التي بين أيديهم من فلذات أكبادهم، مصداقاً لقول الرسول الأعظم –صلوات الله عليه وعلى آله: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته)، ومتابعتهم بما يساهمُ في إنجاح الدورات الصيفية.