تنومةُ التاريخ الأسود لمن لا تاريخَ له
إيمَـان قصيلة
حمل النظام السعوديّ أبلغ الجرائم المدوية والحقد البغيض، وفي عمق المعاناة والظلم بحق المواطن اليمني، والذي سببه تلك الهيمنة الشيطانية، سمعنا عن مجزرة وقعت بحق حجاج اليمن، والتي لطالما دفنتها رمال السنين، ولم يكن سببها سوى إفراغ الحج عن محتواه، من خلال تصفيه الحجاج المسلمين من تأدية فرائضهم الدينية.
مثلت مجزرة تنومة بشاعة الإجرام والوحشية بحق شعب اليمن، إنها لفاجعة كبرى بحقه وظلم وعدوان دون أي مبرّر، كانت في ١٧/ ذي القعدة / ١٣٤١ للهجرة، حَيثُ ابتدأ النظام السعوديّ بقتلهم لليمنيين في ذلك اليوم المؤلم، الذي سيبقى ولن يمحى أثره من الذاكرة اليمنية، وسيكتب بدماء الأبرياء الذين كانوا ضحية التاريخ الأسود لآل سعود.
ذبُح حجاج اليمن في تنومة وسدوان على يدّ عصابات ابن سعود المجرم، الذي يعد أكبر شاهد تاريخي لظلمه وعدوانه، قتل فيه ثلاثة آلاف حاج منهم تسعمِئة ذبحوا ذبحاً فصلت رؤوسهم عن أجسادهم ولم ينج منهم سوى خمسمِئة حاج فقط، فأي قبح حقّقت تلك الجريمة على من ذهبوا ليؤدوا واجبهم نحو الإسلام، وأية بشاعة سببت سوى جريمة فظيعة، بطرق وحشية وغادرة ورسمية منظمة.
تبين أن عدة أسباب سياسية، وعقائدية، ومادية كانت وراء تلك المجزرة، وأنها مجزرة دُبِّر أمرُها بليلٍ شيطانيٍّ مشؤوم، فمن واجبنا كيمنيين تجاه تلك المجزرة هو إثارة السخط والتحريض ضد المعتدين، واعتبارها دَيْنًا على رقابنا يلزمنا أداؤه بالانتصار الفاعل على هذا العدوّ الغاشم.