قائد الثورة يلتقي بأبناء العاصمة صنعاء ويؤكد: كل ما يستطيع الأعداء فعله لإحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”
المسيرة : صنعاء
ألتقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، اليوم الأربعاء، بوجاهات وأبناء أمانة العاصمة صنعاء، بحضور رسمي وشعبي كبير..
وأكد السيد القائد أن صنعاء محصنة بالاعتماد على الله والتوكل عليه والثقة به وبالمؤمنين الواثقين بالله ونصره وتأييده ، ومحصنة بالوعي العالي لدى أبنائها الأعزاء وسكانها من أبناء الوطن الأحرار.
وأوضح السيد أن العاصمة صنعاء حاضرة اليمن والمركز السياسي للبلد والعاصمة والحاضنة لكل أبناء الشعب اليمني والمجتمع اليمني والنموذج الوطني للتعايش بين أبناء هذا البلد بمختلف مكوناتهم الإجتماعية وانتماءاتهم السياسية والمذهبية والظهر الذي يستند إليه المجتمع في التصدي للعدوان والحاضنة التي استضافت النازحين والوافدين من كل المحافظات.
وأشار إلى أن صنعاء لها أصالة البلد وأصالة الشعب بانتمائه الإيماني منذ وصول الإمام علي ليقرأ رسالة رسول الله إلى أبناء الشعب اليمني ، وأنها حاضرة في هذا الزمن أقوى وأعظم مما كانت عليه على مر التاريخ.
وأكد السيد القائد أن العدوان حاول استهداف صنعاء عسكريا بالقصف المكثف وحدثت فيها عدد من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان ، فاستهدفها حتى بالأسلحة المحرمة دوليا وحاول احتلالها بحملات عسكرية كبيرة.
وأضاف أن الأعداء جهزوا حملات عسكرية كبيرة لاحتلال صنعاء وخصصوا لتحقيق أهدافهم الوهمية والسرابية مليارات الدولارات ، مبيناً أن كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة كما قال الزامل الشعبي “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”.
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه كان من مؤامرات الأعداء على صنعاء إسقاطها من الداخل كما خططوا في فتنة ديسمبر التي سقطت بفضل الله ، مؤكداً أنه في الأشهر الأخيرة قبل الهدنة أطلق العدوان حملات دعائية قبل القصف للضغط على الأهالي وتهجيرهم.
كما أشار إلى أن تحالف العدوان خطط للقيام بتفجيرات واستهداف المواطنين في صنعاء بالعمليات الأمنية والسيارات المفخخة ، مؤكداً أن فشل الكثير من مؤامرات استهداف صنعاء أمنيا بفضل توفيق الله لرجال وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات ، وأن بعض الخلايا التي تم ضبطها جرى الإعلان عنها والبعض لم يعلن عنها لأسباب أمنية.
وعلى الصعيد الاقتصادي أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأعداء يعملون من خلال استهداف الجانب الاقتصادي التضييق على معيشة الناس عبر الحصار ، وبالتزامن مع التضييق المعيشي نفذ الأعداء حملة تحريض للدفع بالناس نحو إثارة الفوضى وتحويل المعركة إلى صراع داخلي.
وأكد ان العدوان أراد أن يتصارع الناس فيما بينهم بدل أن تكون ردة الفعل تجاه العدو الذي يحاصر ويمنع دخول المشتقات النفطية ، إلا أن الأعداء صُدموا بمستوى الوعي لدى مجتمعنا وصنعاء تحديدا لأن معظم حملات التحريض كانت تستهدف العاصمة ، وكانت بعض العناصر المدسوسة المتواجدة في أنحاء البلد تعمل كأبواق للدعايات والفتنة وتحاول إثارة الفتنة في صنعاء.
وخلال كلمته أكد أن شعبنا على درجة عالية من الوعي ويعرف من هو العدو والصديق ، مبيناً أن العدو استهدف العاصمة والبلد بشكل عام بالحرب الناعمة على المستوى الفكري والأخلاقي.
وأكد أن الأعداء فشلوا ويفشلون بمستوى الصمود والوعي والالتزام الإيماني وقيم شعبنا الحميدة التي تجسد انتماءنا الإيماني ، وصدم الأعداء بمستوى وعي شعبنا وصبره على تحمل الجراح والآلام على كل المستويات ، وهذا الصبر هو نتيجة الإيمان، وهذه القدرة من الثبات والموقف لا يمكن أن تكون إلا لأمة تعتمد على الله وتثق به.
وأردف : بلدنا يعاني بشكل كبير في وضعه المعيشي والاقتصادي والأعداء استعملوا الحرب الاقتصادية لاستهداف كل أبناء اليمن ، وراهنوا على أنهم بضرب لقمة عيش شعبنا سيوصلوه إلى الاستسلام لكنهم صدموا بتماسكه وثباته ، مؤكداً أننا شعب لا يمكن أن نخضع وأن نركع وأن نستسلم وأن نعيش حالة العبودية إلا لله سبحانه وتعالى ، ومهما كان جبروت الأعداء وإمكاناتهم ومؤامراتهم فلا يمكن أن نصل إلى الانهيار والخضوع والعبودية.
وأكد قائد الثورة أن حريتنا دين، ونحن شعب يثق بالله ولذلك لا ننكسر أمام المقارنات المادية ، وأن حساباتنا إيمانية، وتوجهنا إيماني، ومهما كان حجم التحديات والمتغيرات فنحن نعتمد على الله وهو أكبر وأقوى وأقدر.
واشار إلى أن الأعداء الذين راهنوا على حسم معركتهم ما بين أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأسا وإحباطا، وأصبحوا في قرارة أنفسهم مؤمنين بهزيمتهم لأن شعبنا وثق بالله يوم وثقوا بأمريكا وراهنوا على تطبيعهم مع إسرائيل لذلك هم من فشل إلى فشل.
وأكد أن أعدائنا مستكبرون ، وإلا فكان الأفضل لهم أن يكفوا عن عدوانهم على بلدنا بعد فشلهم في كل ما سبق لكن يبدو أن الأعداء مستمرون في توجهاتهم العدوانية، وحملاتهم وتجهيزاتهم واضحة.
وخاطب السيد القائد الأعداء بالقول : على أعدائنا إدراك أنه لا فائدة من استمرار عدوانهم وأنهم لن يصلوا إلى تحقيق أهدافهم ، فشعبنا لم يعتد على أحد لكنه ليس فريسة سهلة وعليهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة .
وأكد السيد القائد أن الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء تستهدف العنصر المعنوي في شعبنا وهو أهم عامل استند إليه في ثباته ، وأنه لا بد أن نكون على درجة عالية من الوعي واليقظة والبصيرة والانتباه لكل مؤامرات الأعداء وأنشطتهم التي تستهدفنا.
وأشار إلى أن الأعداء يريدون أن يضعفوا الجانب المعنوي لدينا كي نقبلهم ولا يستثيرنا شيء ضدهم حتى جرائم الاغتصاب التي كان آخرها في حيس قبل أيام ، مؤكداً وجوب أن نتعاون شعبيا ورسميا في التصدي للحرب الناعمة بكل أشكالها .
وفي سياق حديثه أكد السيد القائد أنه ليس هناك أي أولوية تماثل أولوية التصدي للعدوان ومنعهم من احتلال بلدنا ، وأن احتلالهم وسيطرتهم يترتب عليها كل فساد، وأكبر فساد وأكبر طامة لو تمكنوا من السيطرة على هذا البلد.
ولفت إلى أنه إذا أراد البعض جعل أي إشكال أو تقصير أولوية للتحريض وإثارة الفتنة فهو إما بوق للعدوان أو مغفل لا يملك الوعي تجاه الأولويات ، موضحاً أن المنهجية الحكيمة لمواجهة أي إشكال أو أخطاء هي التوجه نحو المعالجة بشكل عملي أخويا في إطار المسؤولية.
وأكد أهمية أن نعمل على معالجة الإشكالات والاختلالات، وتبقى أولويتنا الكبرى دفع الفساد الأكبر وهو سيطرة الأعداء على شعبنا ، وأنه يجب أن نكون في نشاط وتعبئة مستمرة، وأن نبقى في جهوزية واستعداد دائم والتصدي لكل أشكال الاستهداف والحرص في استمرار التحشيد والتجنيد وكل أشكال الاستعداد العسكري والجهوزية.
كما شدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على وجوب أن تستمر حالة التكافل الاجتماعي وأن تزداد تنظيما لأنها جزء أساسي من عوامل تماسك مجتمعنا.
وأشار إلى أهمية الاستمرار ورفع التعاون الأمني بين المواطنين والأجهزة الأمنية ، مبيناً أن إحدى أخطر عمليات التفجير التي كانت تستهدف العاصمة وفق الله لكشفها طفلا واعيا بلغ الأجهزة الأمنية بأحد أخطر عناصر الخلية.
كما نبه السيد القائد على أن إطلاق النار في المناسبات الاجتماعية سلوك خاطئ يهدد حياة الناس ويجب التعاون رسميا وشعبيا لمعالجته .
ودعا ايضاً المجتمع للتعاون مع الجانب الرسمي في التخطيط العمراني والحذر من البناء العشوائي .
وشدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع التعاون في نشاط اقتصادي انتاجي لتفعيل اليد العاملة ، والاستفادة من الكثافة السكانية بالعاصمة لتحويل هذا التجمع إلى مجتمع منتج بدلا من حالة البطالة.
وتساءل السيد القائد بالقول : شعبنا الذي صنع صواريخ بالستية عجزت عن صدها التقنيات الأمريكية ألا يستطيع صناعة “البسكويت” بدلا من استيراده؟ مؤكداً وجوب أن تكون علاقة الجهات الرسمية بالتاجر والمواطن علاقة إيجابية لخدمة البلد ، مؤكداً أن التوجه نحو الإنتاج المحلي بجودة عالية سيعالج الكثير من مشاكلنا المعيشية .
ومن المواضيع الهامة التي تطرق لها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي النظافة ، مؤكداً أنه لا بد من التعاون في مسألة نظافة العاصمة، ويجب زيادة الجهد بين المواطنين والجهات الرسمية في هذه المسألة.
كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال لقائه بأبناء أمانة العاصمة على اهتمام الجهات الرسمية بواجباتهم تجاه المواطن في كل مواقع المسؤولية ، آملاً أن تتجسد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين وأخلاقهم وإدراكهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة الناس.