صنعاءُ بعيون القائد .. بقلم/ سند الصيادي
في حشدٍ من أبنائها وَقيادَات الدولة، لخّص السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كُـلَّ ما يمكنُ أن يقالَ عن كبيرةِ مدائن اليمن وحاضنة كُـلّ أبنائها وأيقونة كُـلّ ثوراتها، وكيف اتسعت أمام اليمنيين حين ضاقت بهم المؤامرات.
ومن مجلدات تاريخها الممتد منذ الأزل، اقتبس السيدُ صفحةً ناصعةً مفعمة بالحكمة والإيمَـان، وفيها كانت آزال في حضرة إمام المتقين تقرأ رسالة السماء قبل أن تنفّض قائمة برجالها ونسائها إلى مبايعة ونصرة الرسول الأعظم وتقف خلفه في كُـلّ صولة وجولة.
من الماضي الزاخرِ إلى الحاضر الحافل وبوعي مشهود ثاقب النظرة والتقدير جاءت تأكيدات القائد أن صنعاءَ اليوم أقوى وأعظم مما كانت عليه على مر التاريخ، رغم هول الاستهداف المكثّـف والجرائم الاعنف التي تعرضت لها، وبعد حملات هولاكية التهمت مليارات الدولارات، قبل أن تتآكلَ على مداخلها وجبالها وَتتجشأ صنعاء نكباتهم وما كانوا يأفكون.
بدت صنعاءُ بعيدةً وَخصومُها أقربَ، ردّدها القائد، أَمَّا كيف ولماذا؟!؛ فلأنها محصَّنةٌ بالاعتماد على الله والتوكل عليه والثقة به، وبالوعي العالي لدى أبنائها وسكانها كما أوضح وَأضاف، وكان الالتزام الإيمَـاني المضاف إلى القيم الحميدة للشعب سلاحاً في المواجهة وَبلسما لتحمل الجراح والآلام على كُـلّ المستويات.
ومع توالي المؤامرات المحبوكة بخُبثٍ وتذاكٍ، واتِّخاذها أشكالاً متعددة أمنيًّا واقتصاديًّا وَفكريًّا، إلَّا أن الفشلَ كان عنوانًا لكل مسعى، والسهام التي أراد العدوّ تبادل إطلاقها في الداخل اعيد تصويبها إليه، لتستمرَّ فصول الرواية، وَالتي تعمد القائد إعادة قراءتها تذكيراً وَعظةً وعبرة.
لا يفوِّتُ القائدُ في ذروة الموقف أن يعيدَ إلقاءَ دروسِ النُّصح للعدو بالكف عن عدوانه؛ عطفاً على ما سبق من أفعال أحبطها الرجال وَرهانات منيت بالفشل، رغم قناعة سماحته بأن الأعداء مُستمرّون في توجّـهاتهم وحملاتهم وتجهيزاتهم العدوانية، أما رسالتُه للداخل فقد رسمت الطريق الذي يجب أن يمضيَ عليه كُـلُّ الأحرار والشرفاء لتتويج هذا الملاحم وَتعزيز فرص العزة والكرامة، وكان مستهلها ملهِباً لحماس صنعاء وَأهلها وَما بين ضلوعها من الوطن، وصداه موصُـولاً إلى كُـلّ معنيٍّ بالرسالة، بأن لا خضوعَ ولا ركوعَ ولا استسلام ولا عبودية إلَّا لله، وبأن حريتَنا دينٌ وحساباتنا إيمَـانية لا تفلح معها مقارنات مادية أَو مالية، غير أن المسيرَ لاستكمال هذا المجد وَالذي يليق بتضحياته وتطلعات أبنائه لا يزالُ حافلاً بالكثير الكثير من الوعي والعمل.