جبهةُ الوعي والبصيرة.. ميدانُها ورجالُها الشرفاء .. بقلم/ عبدالقوي السباعي
لقد تعرض الشعب اليمني وما يزال لأبشع صور العمليات النفسية وأضخم الحروب النفسية الدعائية المدمّـرة، التي واكبت وعلى مدى أكثر من سبع سنوات مضت، للعدوان العسكري الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني الغاشم، من خلال ترسانات إعلامية هائلة جندت لها كُـلّ القدرات والقنوات والوسائل الاتصالية ومختلف أبواق الأفاكين والخبراء النفسيين حول العالم، والتي خضعت لإدارة مباشرةٍ لغرف العمليات النفسية في “تل أبيب” و”واشنطن”.
سبع سنوات من الحملات الإعلامية الدعائية والحرب النفسية ضد الشعب اليمني الصامد، وبمختلف الفعاليات والأساليب، في محاولةٍ يائسةٍ لاختراق جبهته الداخلية الفولاذية وخلخلت تماسكها الصلب، خلالها تبني العدوّ استراتيجياتٍ متعددة، وبرامج شاملة، في إطاره الإعلامي الدعائي والحرب النفسية، وعبر عناصره من سدنة الطابور الخامس، المتغلغلين في الأوساط المجتمعية، والمواقع الاتصالية بمختلف نتاجهم الفكري المأزوم وفعالياتهم الموبوءة عمالةً وحقداً، والتي دائماً ما أجادت تجسيد القاعدة الصهيونية القائلة “اكذب.. ثم اكذب.. ثم اكذب، حتى يصدقك الناس”.
ومن منطلق إشباع الكذب والخداع والمكر، هدفت جميعها إلى كي الوعي المجتمعي وتشويه الفكر وتشتيت العقول، وتوظيف مسار الوقائع والأحداث حتى تلك الجرائم، بما يخدم توجّـهات قوى العدوان ورعاته، كما تهدف اليوم عن طريق تزييف الحقائق والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات، إلى حرف بوصلة العداء والسخط الشعبي نحو الداخل الوطني بدلاً من أن يظل العداء والسخط الجماهيري باتّجاه تحالف العدوان ومرتزِقته وأدواته الخيانية، وبالتالي تسعى إلى إحداث شروخ بنيوية في النسيج الشعبي، وبث روح اليأس والانهزامية، وإشاعة حالة الخوف والرعب في الأوساط الجماهيرية، وتبني سياسة الإثارة للأزمات التي ما هي إلا صنيعة مطرقة عدوانه ومخرجات سندان حصاره، من مطالب حقوقية ومتطلبات ضرورية وفق شروط تعجيزية تهدف لنشر الفوضى وضرب السلم الاجتماعي، وتشتيت ذهنية الجماهير وصرف انتباههم عمّا يدور فعلاً، وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي بما يخدم مصالح وتوجّـهات وأجندات تحالفهم العدواني المشؤوم.
غير أن الوعي والإدراك الجماهيري اليمني الذي تشكل بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة 2014م، وما حقّقته كوادرها الثورية “قائد وثوار”، “منهج ومسار”، من انتصاراتٍ عظيمة في ميدان تعزيز الوعي وترسيخ البصيرة في الأوساط الشعبيّة، كان له الأثر البالغ بمعرفة الجماهير لحقيقة عدوهم الأزلي، وحقيقة أهداف وخطط تحالف العدوان وأساليبه المتعددة، فكانت وما زالت خير سبيل للوقاية من كُـلّ تلك الدعايات والعمليات والحرب النفسية، وعليه، فقد فشل العدوّ فشلاً ذريعاً سياسيًّا وعسكريًّا وإعلامياً ودعائياً ونفسياً، بل وفي مختلف الجبهات والمحاور والميادين، أمام صمود وثبات ووعي وإدراك كُـلّ الشرفاء من أبناء الشعب اليمني العظيم.
هُنا برزت وتبرز الأهميّة القصوى للرسالة الإعلامية التوعوية.. الثقافية والتنويرية لكل الوسائل والفعاليات الإعلامية الوطنية والأدوات والوسائط الاتصالية الجماهيرية المتخندقة في خندق الدفاع عن اليمن (الأرض والإنسان)، والتي نالت شرف تواجدها في الصفوف الأولى للمواجهة والتصدي لكافة قوى ووسائل وأدوات ومختلف فعاليات ووسائط تحالف البغي والعدوان.. في صناعة الوعي وتجسيد البصيرة وتعزيز الإدراك وتوثيق الجرائم والانتصارات، ونقل المظلومية وتوضيح وكشف مخطّطات وأجندات تحالف العدوان أصيله ووكيله، بما عزز ويعزز من عوامل الصمود والثبات، الذي أدهش العالم.
ولأن معركة الوعي والإدراك وتحدياتها المصيرية لا تزال قائمة حتى اللحظة، ولن تنتهي بموجب هدنة مؤقته، أَو بمُجَـرّد إعلان انتهاء الحرب والعدوان، بل ستستمر ولن تتوقف، لذا يتوجب على كُـلّ يمني حر شريف في الداخل والخارج، ممن نالوا شرف الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان والهُــوِيَّة، بالموقف والكلمة، من حملت الأقلام الحرة، وأصحاب الكلمات الشريفة، والفكر المتقد، والمواقف المقاومة لكل أشكال التبعية والانبطاح والخنوع والاستسلام لقوى الاستكبار والهيمنة العالمية والإقليمية، أن يواصلوا تصديهم لكل أشكال وأساليب ووسائل وفعاليات العدوّ، التي تستهدف منظومة الوعي والإدراك المجتمعي تشويهاً وتشتيتاً.. إخضاعاً وتدجيناً.. إرهاباً وتخويفاً، كُلٌّ من موقعه وبحسب إمْكَانياته وقدراته، وأن يدركوا حقيقة وأهميّة المعركة المتمثلة بمعركة الوعي والبصيرة المُستمرّة، من خلال الاستمرار في التصدي الحازم، وسد الثغرات التي يحاول أن ينفذ منها العدوّ وأدواته وأزلامه، وإن أي تقصير في هكذا معركة يعد خيانةً لتربة هذا الوطن، ولتعاليم عقيدتنا الإسلامية الغراء.