أهميّةُ العودة للثقافةِ القرآنية .. بقلم/ مَنار عامِر
وصلَ المجتمع العربي والإسلامي إلى حالةٍ سيئةٍ من الابتعاد عن الثقافة القرآنية والتأثر بثقافة الغرب بشكلٍ سلبي بحت، في حين أن الغرب قد استفادوا من ديّننا الإسلامي أكثر منا!
فدخلتْ على الإسلام مفاهيم مغلوطة، وانتشر الفساد بشكلٍ كبير إلّا من رحم الله، أصبحنا غير قادرين على التفريق بين المجتمعات المسلمة من غيرها، وأصبحت الدول العربية هي الدول الضعيفة تسيطر عليها أمريكا ومن فوقها إسرائيل، وفي ظل هذا الواقع السيء والمظلم كان نور المقاومة في أماكنَ متفرقة من بلدان مختلفة.
هنا في يمن الإيمَـان لم يتركْنا الله بمفردِنا نتخبط في الضلال ويموت القرآن في قلوبِنا، بل مَنّ الله علينا بالقيادة الحكيمة، السيد حسين -سلام الله عليه-من منطقة مران فكان كمن ينهض بالأمَّة من سباتٍ عميق، يُعلِم الناس ويرشدهم إلى أهميّة ما غاب عنهم، وكانوا قلة قليلة مستضعفة إلا أنّ إيمَـانهم وقوتهم فاقت قوة الاستكبار والتسلط لدى الحكومة آنذاك، ثم بعد أن أدرك الأعداء مدى تأثير هذا المشروع القرآني قاموا باستهداف السيد حسين بظنهم أنه سينتهي كُـلّ شيء، لكن كان هذا بداية للطريقِ، فالسيد عبدالملك -يحفظه الله- واصلَ المشوار وكان وما زال نجمًا ساطعًا لهذه الأُمَّــة وشاء الله أن ينتصر هذا المشروع القرآني، وأن تبقى الصرخة التي كانت محصورة في أماكنَ قليلة، منتشرة الآن بشكلٍ كبير وواسع وفي أماكن عديدة، وأصبح اليمن ضمن محور عظيم قضيتهُ الأولى فلسطين.
أهميّة العودة الصحيحة للثقافة القرآنية أنها تحقّق لنا سلامة الدارين وسلامة وزكاة أنفسنا، تتمثل في أنّ ننقل الإسلام بشكلٍ مطلوب، أن ندافع على قيّمنا ومقدّساتِنا الإسلامية، ألّا نسمح بالتطبيع بأية وسيلةٍ وتحت أي ظرف، فمن أكبر النعم لدّى الإنسان أن يكون تحت راية أعلام الهدى وفي ظلّ مسيرةٍ قرآنية، يفهم أن آيات القرآن ليست للتلاوة فقط بل يتحَرّك على ضوئها في كُـلّ مجالات الحياة، يستوعب أن هنالك أفكاراً مشوهةً دخيّلة على ديّننا الإسلامي وهذه الأفكار هي من جعلت البعض في وقتنا الحالي يتطاول على الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- وهو خيرُ خلقِ الله وأعظم إنسان عرفتهُ البشرية، يدرك من هم الذين يجب علينا اتباعهم، ومن هم أولياء الله حقًا الذين يكونون امتداداً للهِ وللرسول (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
يعرف معنى الجهاد الحقيقي الذي أصبح يفهمهُ البعض بمفهوم الإرهاب وذلكَ؛ بسَببِ التضليلِ الإعلامي الكبير، وتزييف الحقائق وتغيير الواقع، بينما أم الإرهاب هي أمريكا، من تختبئ تحت مسميات وهمية، فتدخل على أي بلد بذريعة محاربة منظمات إرهابية كداعش مثلًا وهي من قامت بإنشائها!، ذلك مِن أجلِ السيطرة على هذا البلد ونهب ثرواته، وطمس معالم الإسلام فيه؛ كون الإيمَـان الحقيقي بالإسلام هو الباعث للقوة والعزة والرفعة إذَا ما تمسك به أي بلد بشكلٍ صحيح وعلى ضوء تعاليم القرآن.
ما نحن عليه من عدوانٍ همجي بكل ما فيه من حصارٍ ودمار إنما بسَببِ موقفِنا الحق ضد أعداء الأُمَّــة الإسلامية؛ بسَببِ شعارنا المستنبط من القرآن، إن هذا العدوان لم يكنْ إلا كمن حاربوا الإسلام في عهد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-، لمن قتلوا الإمام علي وغدروا بالإمام الحسين، لمن يقلقهم تحَرّك أهل الحق وأتباع الرسول محمد، لمن أخافهم الإسلام فيما سبق.
ومما يؤسف كَثيراً أن يكون معظم رؤَساء العرب تابعين لإسرائيل وأمريكا فيزعجهم إظهار البراءة من اليهود، ويقومون بمحاربة أبناء شعوبهم وقتلهم وإعدامهم، كُـلّ ذلك؛ بسَببِ العداء لمن أمرنا الله بإظهار العداء لهم!
من هنا علينا أن ندركَ مدّى المسؤولية التي نحن فيها وأهميّة التمسك بثقافتنا القرآنية وبطريقةٍ صحيحة تؤدي إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.