رسائل عسكرية تؤكّـد وحدة خيارات العدوّ وثبات الموقف الوطني حرباً وسلاماً.. ملامح نتائج التصعيد القادم
المسيرة: نوح جلاس
من جديدٍ تؤكّـدُ صنعاءُ ثباتَ موقفها الرامي إلى تحقيق السلام العادل والمشرف، وكذا استعدادها الكبير للتصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وحصاره الجائر ومساومته على الحاجات الإنسانية للشعب اليمني، في حين جددت صنعاء التحذير لتحالف العدوان وأدواته من مغبة العودة للتصعيد، مقدمة النصح الكبير، وفي الوقت ذاته داعية إلى الأخذ بالتقديرات الصحيحة من قبل تحالف العدوان؛ لما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من قدرات عالية واستراتيجية.
وبالتوازي مع استمرار تحالف العدوان في التجنيد الواسع والحشد للتصعيد القادم والكبير –حسب وصف قائد الثورة– شهدت العاصمة صنعاء، أمس الأول، حفل تخرج الدفعة العاشرة لضباط من دورات المستويات القيادية “قادة فصائل” واختتام المرحلة الثانية دورة العمليات “وإن عدتم عدنا”، بالتوازي مع استمرار احتفالات تخرج كتائب الدعم والإسناد في مختلف المحافظات، في معادلة تؤكّـد أن أي تصعيد قادم من قبل تحالف العدوان وأدواته سيقابل برد قاس من قبل الطرف الوطني وقواته المسلحة متصاعدة القدرات.
وخلال الحفل الذي شهد عرضاً عسكريًّا للخريّجين، بحضور القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، المشير الركن مهدي محمد المشاط، وقيادات الدولة وعدد من قيادات الجبهتين الأمنية والعسكرية، أوصلت صنعاءُ رسائلَ نارية قد تبدو كفيلةً بأن يدركَ تحالفُ العدوان حساسيةَ وخطورةَ العودة للتصعيد أَو استمرار التعنت والتلاعب ببنود الهُدنة الإنسانية والعسكرية.
وفيما أشاد المشير المشاط بدور وجهود وزارة الدفاع وهيئة الأركان وهيئة التدريب والتأهيل، في تدريب وتأهيل منتسبي القوات المسلحة، منوِّهًا بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه القوات المسلحة من جاهزية وتأهيل وتدريب على كافة المستويات، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن “خريجي هذه الدفعة من قادة الفصائل الأبطال سيتحَرّكون ليواجهوا العدوّ المتغطرس الذي لا يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمَّة”، وهي رسالة توحي ببعض ملامح موقف صنعاء من المرحلة القادمة التي سيحدّد تحالف العدوان خياره فيها، والتي من المؤكّـد أن التصعيد العدواني سيقود إلى عمليات مضادة أوسع وأشمل من سابقاتها.
أبطالُنا لا يخافون سلاحَ العدو
وقال عضو السياسي الأعلى الحوثي: “إننا اليوم أمام مؤامرة دولية لا تقف فقط على أعتاب الجمهورية اليمنية فقد امتدت لتشمل الأُمَّــة الإسلامية”، مجدّدًا التأكيد على ثبات المعادلة اليمنية بشأن الحرب الإقليمية، مُضيفاً في سياق قوله: “أبطالنا يقفون سنداً للجمهورية اليمنية وسنداً للمؤمنين في كُـلّ العالم، والجميع ينظر إليهم بفخر واعتزاز”، في إشارة إلى أن التصعيد القادم – الذي يبدو أنه سيكون بمشاركة إقليمية واسعة حسب ما تشير إليه زيارة بايدن للرياض والتحَرّكات الدولية المشبوهة الراهنة– سيشهد رداً واسعاً من قبل صنعاء للدفاع عن حقوقها وكذلك قضاياها المبدئية التي تربطها مع الحلفاء المقاومين الأحرار في دول المحور.
وفي تأكيد على أن التصعيد القادم سيقود الرياض إلى المزيد من الندم والخسران، خاطب الحوثي تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بقوله: “نقول للمعتدين على بلدنا ستذوقون ما هو أشد وأعظم وأنكى كلما تماديتم في عدوانكم وحصاركم لأبناء شعبنا”، وهو الأمر الذي يؤكّـد أن الخيار الوحيد لدى الرياض ما يزال ثابتاً، ويتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار والتوقف عن الغطرسة والمساومة على قوت الشعب.
ورداً على تصعيد العدوان وأدواته الإعلامي والسياسي والعسكري والأمني، أكّـد الحوثي أن “أبطالنا لا يخافون سلاح العدوّ ومؤامراته؛ لأَنَّهم يؤمنون بالله ربهم ويثقون به ويتوكلون عليه، بينما يتوكل العدوّ على أمريكا وإسرائيل”، منوِّهًا إلى أن “سلاح أبطالنا هو الإيمَـان والصبر وشحذ الهمم بينما يثق الأعداء في السلاح الأمريكي الذي أحرقه أبطالنا وداسوه بالأقدام”، معززاً رسائلَه بالتأكيد على أن “أبناء الجيش والقوات المسلحة والأمن لا يرون أسلحة العدوّ كلها إلا قشّة بل أهون منها”.
ورسّخ الحوثي ثباتَ أهداف ومساعي النضال اليمني الوطني بقوله: “أبطالنا يقابلون أسلحة العدوّ بالثبات بحثاً عن إحدى الحسنيين النصر الشخصي أَو النصر العام، وهم بإذن الله سيثبتون في كُـلّ الميادين”، وهي المعادلة الثابتة التي رسخها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، منذ انفجار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والتي تنشد العزة والكرامة والحرية والاستقلال لليمن ولليمنيين.
وفي ختام كلمته التي ألقاها خلال الحفل، أكّـد محمد علي الحوثي، أن “الخريجين بإذن الله سيكونون في المستقبل قادة كتائب وقادة ألوية لا قادة فصائل فقط، وسيتحَرّكون باستمرار لمواجهة الأخطار في الجمهورية اليمنية”، في تأكيد جديد على انتهاج القوات المسلحة اليمنية استراتيجية النفس الطويل حتى تحقيق كامل أهداف النضال اليمني الوطني.
واختتم الحوثي كلمته بقوله: “إن قادة الفصائل كباقي أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبيّة والأمن هم الحصن الحصين والجدار المنيع في مواجهة مؤامرات الأعداء”.
قادمون بجحافل جيوشنا
وفي ذات السياق والمسار الرامي إلى رص الصفوف لمواجهة مخطّطات الأعداء، نظمّت قيادة كتائب الدعم والإسناد بمحافظة الحديدة، الخميس، عرضاً عسكريًّا لخريجي الورشة العسكرية من كتائب الدعم والإسناد بالمحافظة، بعد يومين من حفل مماثل لفصائل أُخرى من ذات الوحدات في محافظة ذمار، وهو ما يؤكّـد أن تحَرّكات الأعداء التصعيدية لن تظل تواجه بمسار سلام تعززه صنعاء بين الفينة والأُخرى.
وفي العرض المهيب الذي يأتي ضمن سلسلة من العروض العسكرية في مختلف المحافظات تحت شعار “قادمون بجحافل جيوشنا”، أشار محافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، إلى أن تخرج هذه الدفعة يأتي في إطار الاستعداد والجاهزية لمواجهة أية تحَرّكات للعدو، مشيداً بدور كتائب الدعم والإسناد في التصدي للعدو والعرض المهيب.
فيما أكّـد قائد كتائب الدعم والإسناد، اللواء قاسم الحمران، أن كتائب الدعم والإسناد هم جنود بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وقوة مسلطة على العدوّ والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية، مُشيراً إلى جهوزية كتائب الدعم والإسناد للمعركة البحرية كما هي في أعلى استعدادها بالبر، وهو الأمر الذي يؤكّـد جاهزية القوات المسلحة اليمنية العالية للتصدي للتصعيد الأمريكي السعوديّ الإماراتي القادم، على مختلف الأصعدة والمستويات.
وتوعد اللواء الحمران بالاقتصاص من قوى العدوان التي ارتكبت الجرائم الوحشية واللا أخلاقية في حيس والتحيتا والمناطق التهامية والمناطق المحتلّة أجمع، في إشارةٍ إلى قُرب بدء معادلة رد وردع جديدة لا تستثني الردَّ على أي عمل عدائي يستهدف الشعب اليمني وكرامته وشرفه وحريته، أينما كانت تلك الاعتداءات وكيفما كانت، ليتأكّـد من جديد أن تصعيد العدوان القادم سيقلب الطاولة عليه.
من جهتهم، جدّد الخريجون الولاءَ والعهدَ لله والوطن والقيادة بالمضي قدماً في الدفاع عن الوطن مهما كانت التضحيات، مشيرين إلى أن الحديدة ستظل الحصن الحصين في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.
يشار إلى أن تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي يواصل عمليات التجنيد الواسعة في عدد من المحافظات المحتلّة، وإنشاء تشكيلات عسكرية جديدة تؤكّـد –وبما لا يدع مجالاً للشك– عزمه وإصراره على نسف كُـلّ جهود السلام والعودة لتصعيد أوسع وأشمل، ليكون باب الرد والردع مفتوحاً على مصراعيه أمام العمليات الوطنية النوعية التي قد تعيد رسم مسار المعركة مع العدوّ عسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.