العدوّ يرفض فتح طرق المرحلة الأولى في تعز ويلوّح بأوراق “ابتزاز” تنسف الهُدنة
رئيس فريق المرتزِقة يؤكّـد إصرارَهم على تحقيق مكاسبَ عسكرية ويطالبُ مشغليه بإغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء!
المسيرة: خاص
أعلن مرتزِقةُ العدوان الأمريكي السعوديّ رفضهم للبدء بالمرحلة الأولى من فتح الطرق في تعز والمحافظات الأُخرى، مؤكّـدين إصرارَهم على محاولة استغلال معاناة المواطنين لتحقيق مكاسبَ عسكرية، الأمر الذي يثبت مجدّدًا عدمَ رغبة تحالف العدوان في تنفيذ بنود اتّفاق الهُدنة التي توشكُ على دخول شهرها الأخير بعد التمديد بدون أي تقدم.
ونقلت وسائلُ إعلام مرتزِقة العدوان عن رئيس وفدهم المشارك في مناقشات عمان، المرتزِق عبد الكريم شيبان، تصريحاتٍ جديدة تعلن رفضَ ما أعلنته صنعاء مؤخّراً من ملاحظات على المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي، وبالذات ما يتعلق بالاستعداد لفتح طريقين بشكل فوري كمرحلة أولى لتخفيف معاناة المواطنين.
وكان عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، قال للمسيرة قبل أَيَّـام: إن باقيَ الطرق المقترحة من جانب الأمم المتحدة تحتاج وقتاً لدراسة ضمانِ عدم استخدامها من تحالف العدوان لأعمال عدائية، مُشيراً إلى أن المبادئ الأَسَاسية لهذا الملف تتضمن أن تكون الطرق معبَّدة وأن تدخل عبرها المواد الأَسَاسية، “ولا تغير الواقع العسكري”.
لكن تصريحاتِ رئيس فريق المرتزِقة أكّـدت أن العدوَّ متمسكٌ بفتح طريق “جولة القصر” فقط، وهي منطقةُ تماس رئيسية تحتاجُ إلى اتّفاق واضح لعدم استغلال الطريق عسكريًّا، وهو ما كانت صنعاء قد طرحته خلال المناقشات، لكن المرتزِقة رفضوا، الأمر الذي كشفَ بوضوح نواياهم لاستخدام الطريق؛ مِن أجلِ تحقيقِ تقدم ميداني صوب المناطق الحرة التي تحميها قوات الجيش واللجان الشعبيّة.
وحاول المرتزِقُ شيبان إعادةَ ترويج نفس المزاعم الكاذبة التي تدعي أن الطرق التي أعلنت صنعاء الاستعداد لفتحها هي طرق غير صالحة للاستخدام، وهو ما كان نشطاءُ من أبناء المحافظة قد كذبوه في وقت سابق، حَيثُ أكّـدوا أنها طرق معبدة وآمنة وتختصر الكثير من الوقت على أبناء المحافظة.
وكانت صنعاءُ قد قدمت مبادرةً بفتح ثلاث طرق في محافظة تعز كمرحلة أولى، وهي طرق مهمة من شأنها أن تخفف معاناة المواطنين بشكل كبير وتختصرُ وقتَ التنقل من وإلى المدينة، من 5 ساعات إلى أقل من نصف ساعة، لكن المرتزِقة رفضوا ذلك؛ لأَنَّ هذه الطرقَ ستنهي الفوائد التي تعود على فصائل المرتزِقة وعلى تحالف العدوان من استمرار معاناة المواطنين، حَيثُ يجني المرتزِقةُ مبالغَ طائلةً من الإتاوات التي يفرضونها على المواطنين والشاحنات في الطرق الوعرة والطويلة التي يسيطرون عليها، فيما تقوم دول العدوان بالمتاجرة بهذه المعاناة أمام المجتمع الدولي بشكل مضلل لتحشيد المواقف ضد صنعاء.
وفي إقرار واضحٍ بمحاولة استغلال الهُدنة لابتزاز صنعاء؛ مِن أجلِ تحقيق مكاسبَ عسكرية وسياسية، هدّد المرتزِق شيبان بأن عدم الموافقة على مطالب العدوّ المشبوهة بشأن تعز، سيعني لجوء ما يسمى “المجلس الرئاسي” إلى إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة “لإجبار” صنعاء على تنفيذ تلك المطالب.
وتمثل هذه المقارنة بين مطار صنعاء وميناء الحديدة وبين الطرق في تعز محاولة فاضحة للالتفاف على الهُدنة وتحويلها إلى وسيلة ضغط، فالطرق التي يريد المرتزِقة فتحها تمثل خط مواجهة رئيسي، لكن مطار صنعاء وميناء الحديدة مؤسّسات مدنية إنسانية يمثل إغلاقها عقاباً جماعياً لكافة أبناء الشعب اليمني.
والحقيقة أن سلطات المرتزِقة لا تمتلك أي قرار فيما يتعلق بإغلاق وفتح ميناء الحديدة أَو مطار صنعاء أَو طرقات تعز، وهو ما يعني أن هذه التصريحات والتهديدات تترجم بوضوح توجّـه دول العدوان وإصرارها على استخدام الملفات الإنسانية كأوراق تفاوضية، الأمر الذي ينسف مضمون الهُدنة بشكل كامل.
وكانت الأمم المتحدة قد تعهدت بالعمل على الإسراع بتنفيذ بنود الهُدنة وتعويض الاستحقاقات المتأخرة للاتّفاق لإقناع صنعاء بالموافقة على التمديد، لكن الشهر الأول من فترة التمديد يكاد ينقضي بدون تحقيق أي تقدم، إذ لا زال تحالف العدوان يواصل عرقلة الرحلات الجوية ويمنع سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة، وما زال مصراً على موقفه المتعنت بشأن فتح الطرقات في تعز والمحافظات، الأمر الذي يجعل احتمالات إنقاذ الاتّفاق ضئيلة للغاية.
وحذرت صنعاء هذا الأسبوع دول العدوان من عواقب الاستمرار بالتعنت وعدم الالتزام بنود الهُدنة، مؤكّـدةً أن القوات المسلحة قد جددت بنك أهدافها في العمقين السعوديّ والإماراتي لتنفيذ عمليات مزلزلة، إذَا لم يستجب الأعداء للسلام.
وتؤكّـد المعلومات أن قوى العدوان تحضّر لعمليات عسكرية في أكثر من جبهة، وقد تكون تعز من بينها، حَيثُ بات واضحًا أن التركيز على مناطق التماس في مناقشات فتح الطرق يأتي مِن أجلِ تحقيق مكاسب عسكرية خاطفة تحت غطاء الهُدنة.