معتقلٌ سوري محرَّر لـ “المسيرة”: السجونُ السعوديّة جحيم!
المسيرة – خاص
يحاولُ الشابُّ السوري رائد حسن خلو أن يبوحَ بمعاناته لكُلِّ أحرار العالم، فالآلامُ والأوجاعُ التي تلقاها في المعتقلات السعوديّة ولمدة 8 سنوات ليست هينة على الإطلاق، ويقسمُ إنه اُعتُقل بدون سبب وإن التهم التي وجهت إليه جميعها كيدية.
وتبدأ الحكايةُ حين أقدمت الشرطة السعوديّة على مداهمة محل “حلاقة” كان يعمل فيه في مكة المكرمة قبل 8 سنوات، حَيثُ تم اقتياده عنوة، إلى السجون السعوديّة المظلمة، وهو لا يدري لماذا وما هي الأسباب التي تدفع هذا النظام إلى التعامل معه بكل هذه الوحشية والظلم، ومن ذلك اليوم المشؤوم تم الزج به في سجن انفرادي لا شمس فيه ولا ضوء، ولا طعام إلا قليل، لا يملأ جوف معدته الخاوية.
ويقول المعتقل المحرّر رائد خلو لصحيفة “المسيرة”: إن الأحداث التي عصفت بسوريا دفعت الكثيرين للوقوف إلى جانب الوطن، وأن والده تم انتخابه في مجلس الشعب السوري، ولربما كان هذا السبب الرئيس الذي دفع النظام السعوديّ إلى اعتقال رائد وتوجيه تهمة كيدية له بالتجسس لصالح النظام السوري، مع أنه كان مقيم في المملكة، يعمل بصمت، ولا يتدخل في شؤون السياسة وغيرها.
ويضيف أنه لاقى الأمرين في المعتقل، وتم الحكم بحبسه لمدة 8 سنوات، ويومها كتبت الصحف السعوديّة بأنه تم سجن “حلاق” سوري لمدة 8 سنوات يعملُ جاسوساً للنظام السوري.
وُضِعَ رائد في سجن انفرادي لمدة 6 أشهر، مع تحقيق استخدمت فيه كُـلّ وسائل الترهيب والتعذيب، كما طلبوا منه إحضار محامي على حسابه الشخصي، لكنه لم يكن يمتلك المال، ولهذا استمرت معاناته وأوجاعه، لا يسمع أنينه وشكواه إلا الله في ملكوته الواسع، وجدران الاعتقال التي لا تزال شاهداً على ما حَـلّ به من جرم وقبح في معتقلات النظام السعوديّ.
بَيْدَ أن النظام السعوديّ لم يكتف باعتقال رائد، بل زج باثنين من اخوانه، إلى هذه السجون الموحشة، ليشاركوه المصير ذاته، والآلام ذاتها، وكل من تم الإفراج عنهم كان مصيره الترحيل إلى سوريا، ليعيش مع هذه الذكريات المريرة، ومع الأمراض وآثار المعتقل التي قد ترافقه مدى الحياة، فرائد يعاني حَـاليًّا من أمراض في القولون العصبي، ويعيش حالة نفسية، وهو يسأل الله ليلَ نهارَ أن يخرج من محنته، وأن ينتقم من السجانين الذين ظلموه ومارسوا بحقه أبشع أنواع الجرائم.
ويذكر رائد في ثنايا حديثه عن أوجاع معتقلين يمنيين لا يزالون في المعتقلات السعوديّة، ويقول بأسًى: “لقد شاهدتُ معتقلين يمنيين يتعرضون لأقسى وأشد أنواع التعذيب، وكان مجموعةٌ من الإسرائيليين في هذه السجون موكلين بهذه المهمة”.
ويظل رائد واحداً من بين آلاف المظلومين من يمنيين وسوريين وغيرهم عاشوا قصصاً مأساوية في سجون النظام السعوديّة، وَإذَا كان لهؤلاء الجلادين قدرة الفرار من عدالة الأرض، فلن يفروا بالتأكيد من عدالة السماء.