النفاقُ أخطرُ أمراض العصر الحديث.. بقلم / موسى المليكي
النفاقُ مرضٌ خطيرٌ ينخرُ بُنيانَ المجتمع الإسلامي ويهدمُ مقوماته، فتسودُ فيه الفوضى واللامسؤولية ويكثُرُ التخاذُلُ أمام المسؤوليات، وتضيعُ الهِمَمُ ساعةَ الشدائد والكوارث والحروب.
مظاهرُ النفاق كثيرةٌ منها: حُبُّ الكفار وموالاتهم، وتسريبُ أسرار المسلمين إلى أعدائهم، وإثارةُ الفتن وتطويلها؛ لذا نعرفُ مَـا هو سِرُّ حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو يحذِّرُ من النفاق وصفاته التي حدّدها، فكانت الخيانةُ أولى علاماته، ثم الكذب وَنقض المعاهدات والفجور في المخاصمة والاختلاف.
فالمنافق إذَا اؤتمن في مال، أو عِرض، أَو سِر، أَو وظيفة، أو عبادةٍ، فَـإنَّه لا يؤدِّي أمانتَه، وإن أدَّاها فلا يؤديها على الوجه المشروع؛ لذا كان الخائنُ منافقاً، كما أن الكذبَ هو الإخبارُ بخلاف الواقعِ مع العلم بأنه كذب، واللهُ سبحانَه قد وجّهنا إلى أية فئة ننتمي: “وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”، أمر صريحٌ وواضح، فلماذا نكذب ونقلِّب الحقائق؟!
ولعلّ الغدرَ من أسوأ صفات المنافقين، وهو نقضُ العهد سراً دون إعلان، فهو من صفاتِ الجبناء ولا يقوم به إلا خسيسٌ خائن؛ لأَنَّ المسلمَ يَفي بما التزم به حتى لا تصيبَه صفةٌ من صفات المنافين: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”.
والفجورُ هو العدولُ عن الحَقِّ إلى الظلم، وقد نهى رسولُ الله –صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أن تطولَ فترةُ الخِصام فوق ثلاث ليال، لكن المنافقَ لا تنطفئُ نفسُه من لهيبِ الخِصامِ، يظل حاقداً يفكّر بالغدرِ والاحتيال وكيف ينتقم، فنفسه لا تسامح ولا تصفح، فاليوم ابتُلينا بالنفاق في كُـلِّ المجالات، سواءً النفاق السياسي أَو الغدر الاجتماعي أَو الكذب الممنهج والمؤوَّل.
نسألُ اللهَ أن يُجَنِّبَنا هذا المرضَ المقيت، والداءَ العُضال.