جولةٌ جديدةٌ من مشاورات عمّان في ظل إصرار العدوّ على رفض الحلول والمتاجرة بالمعاناة
العجري: موقف الطرف الآخر يناقض منطق الهُدنة وغرضُهم هو التهرُّبُ من الالتزامات
الرويشان: التعنُّتُ إزاء فتح الطرق يترجمُ رغبةً عدوانية في استمرار الحرب وإدارتها
اللجنة العسكرية تغادر صنعاء لاستكمال النقاشات حول الخروقات والطرق:
المسيرة: خاص
غادرت اللجنةُ العسكريةُ الوطنيةُ العاصمةَ صنعاءَ، متوجّـهةً إلى الأردن؛ للمشاركة في جولة جديدة من المشاورات والمناقشات المتعقلة بالهُدنة، في ظل استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته برفض كُـلّ الحلول المطروحة، والمماطلة في تنفيذ التزامات الاتّفاق، وسط تواطؤ أممي مُستمرّ يثبت توجّـه دول العدوان ورعاتها نحو المزيد من التصعيد والمؤامرات.
وقال رئيس اللجنة، اللواء الركن يحيى عبد الله الرزامي: إن الفريقَ الوطني سيواصلُ النقاشاتِ حول الخروقات العسكرية وفتح الطرقات، مؤكّـداً الحرصَ على خيارات السلام الفعلي والتعاطي الإيجابي وفق لاتّفاق الهُدنة.
وجدد الوفدُ التابع للمرتزِقة تأكيدَ تعنته ورفضه للحلول المطروحة بخصوص فتح الطرق في تعز والمحافظات الأُخرى، مُشيراً إلى أنه لن يناقش هذا المِلف في الجولة الجديدة من المشاورات، وأنه متمسك باشتراطاته المشبوهة التي تركز على مناطق تماس معينة في تعز فقط، لاستخدامها عسكريًّا؛ مِن أجلِ تحقيق مكاسب خاطفة تحت غطاء التهدئة.
وجَدَّدَ نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، التذكيرَ بمبادرة صنعاء لفتح الطرق في محافظة تعز، مُشيراً إلى أن “الطرُقَ المعروضةَ ستختصرُ المسافة من 5 ساعات إلى نصف ساعة”، وأضاف: “نأمل تقدير حرصنا والقبول بفتح هذه الطرق، كُلٌّ من جانبه؛ للحد من معاناة الناس”.
ودعا العزي مرتزِقةَ حزب “الإصلاح” ودول العدوان “لوقف العراقيل واستشعار عظمة الأيّام العشر وجعلها منطلق للسلام” مُشيراً إلى أنهم سيندمون لو فوّتوا هذه الفرصة.
وفضحت المبادرةُ التي قدمتها اللجنةُ الوطنية حِرْصَ تحالف العدوان ومرتزِقته على استمرار معاناة المواطنين في محافظة تعز للمتاجرة بها واستخدامها لتضليل الرأي العام والتحشيد ضد صنعاء، فالطرق التي تضمنتها المبادرة تمثل انفراجةً كبيرة ومهمة في الوضع الإنساني للمحافظة، لكن موقف العدوّ وأتباعه يعطي الأولوية لمصالحهم ومطامعهم العسكرية والسياسية، وليس لمصلحة المواطنين.
وفي هذا السياق، أوضح عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، أن العدوّ ومرتزِقته “لا يريدون الحل في تعز بل يريدون استخدامها للهروب من المرتبات والملف الإنساني”.
وكان العدوّ قد عبّر بشكل صريح مساعيه لاستخدام مِلف محافظة تعز كذريعة للتنصل عن التزامات اتّفاق الهُدنة، حَيثُ هدّد مؤخّراً بإعادة الإغلاق الكامل لميناء الحديدة ومطار صنعاء بشكل كامل، “لإجبار” صنعاء على الاستجابة لاشتراطاته ومطالبه المشبوهة المخالفة للاتّفاق.
وَأَضَـافَ العجري: “في بداية الهُدنة طلبنا زيادةَ الرحلات الجوية لأربع رحلات في الأسبوع، فقيل: هي هُدنةٌ مؤقتة لشهرين ولا نريد إثقالها بالمطالب ليسهل تمريرها وفي الاتّفاق الأَسَاسي سيتم زيادة الرحلات واستيعاب الملف الإنساني، لكن في تعز اختفى هذا المنطق، حَيثُ أعلنا استعدادَنا لفتح عدد من الطرق كمرحلة أولى تفي بأغراضِ هُدنة لشهرين وفي الاتّفاق الأَسَاسي تفتح كُـلّ الطرق في تعز وغيرها، فلم يقبلوا المنطق الذي على أَسَاسه قامت الهُدنة”.
وتكشفُ هذه المعلوماتُ بوضوح عن النوايا السيئة التي يتعامل بها تحالف العدوان مع اتّفاق الهُدنة منذ البداية، وهو ما يوضح انعدامَ رغبته في إنجاح التهدئة المؤقتة، فضلاً عن الوصول إلى حَـلٍّ شامل وحقيقي.
وأشَارَ العجري إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين ملف مطار صنعاء وموضوع فتح الطرق في تعز “فإغلاقُ المطار قرار تعسفي بحت لا يرتبط بأية تعقيدات عسكرية بينما في تعز طرق في منطقة تماس”.
من جهته، أكّـد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق، جلال الرويشان، أن رفضَ المرتزِقة للمقترحات والحلول المقدمة في مِلف فتح الطرق في تعز يعبر عن رغبة تحالف العدوان في “إبقاء بؤر التوتر في اليمن” لإدارة الفوضى والاقتتال الداخلي، وهو ما ينسجمُ مع الغرض الرئيسي الذي اتجه العدوّ؛ مِن أجلِه إلى الهُدنة، حَيثُ تمحور سلوك دول العدوان منذ بداية التهدئة بشكل واضح حول العمل على دعم استمرار الحرب داخل البلد، ومحاولة تجنيب نفسه التداعيات.
وأوضح الرويشان للمسيرة أنه “بإمْكَانِ اليمنيين التوصل إلى حلول وتفاهمات في تعز وباقي المحافظات إذَا ما تحرّر الطرف الآخر من هيمنة تحالف العدوان على قراره”، مُشيراً إلى أن “فتح الميناء أَو المطار أَو الطرق لا يحقّق مكاسب سياسية بل يرفع المعاناة عن اليمنيين”.
وأكّـد أن “تحالفَ العدوان يعرقلُ أية تفاهمات تخفّف وقع الازمة الإنسانية في اليمن وذلك جلي في ملفات الأسرى والطرقات وملفات إنسانية عدة”.
وفي ظل هذه المعطيات فَـإنَّ احتمالاتِ نجاح الهُدنة تتضاءلُ بشكل مُستمرّ، إذ لا يقتصرُ الأمر على عدم وجود مؤشرات إيجابية كافية للبناء عليها، بل إن المؤشرات السلبية تتزايد بشكل كبير مع مرور الوقت.
وكان نائبُ وزير الخارجية قال مؤخّراً إنه من غير المتوقع أن يتم تمديدُ الهُدنة مرة أُخرى، وهي رسالةٌ تعيدُ إلى الواجهة التحذيراتِ العسكريةَ التي وجّهتها صنعاء للعدو، والتي ارتفع مستوى شدتها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة مع إعلان وزير الدفاع عن تجديد بنك الأهداف داخل العمقين السعوديّ والإماراتي والاستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية مزلزلة.