الهُدنةُ المتعثرةُ تدخُلُ شهرَها الأخيرَ في ظل توجّـه أمريكي متزايد نحو التصعيد
الشايف: حتى الآن لم يتم تسيير إلا رحلةً واحدةً بين صنعاء والقاهرة
الولاياتُ المتحدة تعودُ إلى واجهة المشهد بتحَرُّكات عدوانية تحت يافطة “السلام”
المسيرة: خاص
دخلت الهُدنةُ العسكريةُ والإنسانية شهرَها الأخير بعدَ التمديد، بدون تحقيق أي تقدم في أيٍّ من الملفات التي تضمنها الاتّفاق، الأمر الذي يقلل احتمالية تمديدها مرة أُخرى، خُصُوصاً في ظل تصاعد مؤشرات الإصرار الأمريكي على الدفع بالأمور نحو التصعيد تحت شعار “السلام”.
وقال مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، إنه حتى الآن لم يتم تسيير الرحلات الجوية المتفَق عليها بين صنعاء والقاهرة، باستثناء رحلة واحدة مطلع يونيو المنصرم، مستنكراً الصمت الأممي إزاء هذه المخالفة الواضحة للاتّفاق.
ويقتضي الاتّفاقُ تسييرَ رحلتين أسبوعياً بين صنعاء، وعمّان، والقاهرة، لكن تحالف العدوان لم يسمحْ إلا بعدد قليل من الرحلات بين صنعاء وعمّان، ورحلة واحدة فقط إلى القاهرة، ولا زال يتحكم بالمواعيد حسب رغباته.
وإلى جانب ذلك، لا زال تحالفُ العدوان يواصلُ احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، كما يرفض البدء بفتح الطرق في تعز والمحافظات، ويرفض تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى، فيما تواصلُ قواته خروقاتها العسكرية على الميدان.
وكانت الأممُ المتحدة قد تعهَّدت بوضع حَــدٍّ لهذه العراقيل والعمل على توسيع وتحسين البنود الإنسانية عندما طلبت من صنعاء الموافقة على التمديد، لكنها عادت إلى التواطؤ مع تحالف العدوان في التنصل من البنود الأَسَاسية، فضلاً عن التوجّـه نحو اتّفاق أوسع.
وأكّـد نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، قبل أَيَّـام، أن هذه المعطياتِ تجعلُ أيَّ تمديد قادمٍ للهُدنة أمراً غيرَ متوقعٍ.
ويأتي هذا في الوقت الذي تتزايدُ فيه مؤشراتُ التصعيد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي عادت إلى الواجهة مؤخّراً بشكل ملحوظ، حَيثُ كثّـف سفيرها لدى المرتزِقة تحَرّكاته المشبوهة في المناطق المحتلّة، والتقى بالمرتزِق العليمي -رئيس ما يسمى “مجلس القيادة”- الذي أفصح خلال اللقاء عن عدم وجود توجّـه نحو السلام، وحاول إلقاء اللوم على صنعاء كالعادة لتبرير إصرار العدوّ ورعاته على التصعيد.
وأكّـدت القيادة الوطنية أكثرَ من مرة على أن تحالف العدان لجأ إلى الهُدنة لترتيب صفوفه وهندسة تصعيد جديد، وهو ما تحدث عنه قيادات المرتزِقة بشكل صريح منذ بداية الهُدنة.
وكانت وسائلُ إعلام أمريكية أكّـدت مؤخّراً أن الولاياتِ المتحدةَ تتجهُ نحو منحِ النظام السعوديّ المزيدَ من الدعم لمواصلة الحرب والحصار على اليمن، وأن زيارةَ بايدن المرتقَبة للمملكة تمثل مؤشرَ تصعيد وتتناقضُ تماماً مع دعايات “السلام” التي يرفعها البيت الأبيض.
في الوقت ذاته، عاد المبعوثُ الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، للحديثِ عن “بوادر سلام”، وهو الأمر الذي يشير -وفقاً لكل التجارب السابقة- إلى أن البيتَ الأبيضَ يسعى لتضليل الرأي العام والتغطية على تحَرّكات التصعيد، وهو أَيْـضاً ما يؤكّـدُه الواقعُ السلبي للهُدنة والذي يتناقَضُ بشكل فاضح مع أيِّ حديثٍ عن “السلام”.
وكانت صنعاءُ أكّـدت مؤخّراً أن الولاياتِ المتحدةَ تدفعُ نحو التصعيدِ في اليمن، مشيرة إلى أن التحَرّكاتِ الأمريكيةَ مرصودةٌ في البر وفي البحر، وأن خياراتِ الدفاع والمواجهة مفتوحةٌ ومتعددة.