مع العَلَم القائد في وثيقة العهد «5»
هنادي محمد
تحدّث العَلَم القائد -يحفظه الله ويرعاه- في الدرس الرابع عن من يعتمد عليهم في أداء المسؤولية بدءاً بالمستشارين ثم الوزراء، وأتى التحذير من ذوي السوابق والممارسات الإجرامية، وأهميّة التفريق بين المحسن والمسيء، بمقتضى الحكمة والعدل، وكيف تكون العلاقة بين المسؤول، وذكر مسألة التغيير، ألَّا يسعى الإنسان لتغيير كُـلّ شيءٍ، حتى الأشياء التي هي سنَّة صالحة، وكان ختام الدرس التأكيد على أهميّة الإكثار من مدارسة العلماء والحكماء ومناقشتهم فيما فيه صلاح أمر الناس واستقامتهم.
وابتدأ الشرحَ من قوله-عَلَيْهِ السَّـلَامُ-:
((وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ، لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ، وَلَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ)): هنا رؤية عامة تجاه المجتمع وفق سنة الله في تدبير شؤون عباده القائمة على مبدأ التكامل بين عباد الله، وهو تدبيرٌ حكيم، فهو -جلّ شأنه- في تكوينه للمجتمع وفيما فطرهم عليهم ومنحهم من طاقات ومواهب، وجعل توجّـهاتهم على النحو الذي يتكاملون به، ولا يتحقّق الكمال في شؤون الحياة لدى فئة أَو شخص واحد بحيث يستغنى عن الآخرين، ولذلك لا يمكن في موقع المسؤولية وسياسة الدولة الاهتمام بفئة في مجال معين وتجاهل الفئات الأُخرى في أدوارها المهمة، يجب أن تستوعب كُـلّ دور مهم وتعتني وتهتم بالجميع، وإلا إذَا غابت هذه النظرة فَـإنَّها تتكون التأثيرات السلبية حتى على المجال الذي توجّـه اهتمامك نحوه.
((فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ)): أول ما يحتاج إليه المجتمع هو الحماية ودفع خطر الأعداء وشرورهم عنه، والحفاظ على أمنه، وترسيخ دعائم الاستقرار فيه، وهذه مسألة ضرورية لاستقرار الحياة وأولى المتطلبات الرئيسية، ومن يؤدي هذا الدور هم “جنود الله” كمسؤولية مقدّسة والتزام إيمَـاني استجابة لله وتعليماته، وما يجب أن تدرك أهميته في البناء للقوة العسكرية هو أن ترسخ في هؤلاء الجنود هذه العقيدة أن تكون بدافعٍ إيمَـاني حتى يستشعروا طبيعةَ دورهم وأدائهم لمسؤوليتهم أنها ليست بظلم وقهر واستغلال المجتمع وممارسة الجبروت بحقهم، بل هم في خدمتهم، وتسميتهم بـ “جنود الله” تسمية مقدسة ليستشعروا قدسية دورهم ومهمتهم.
((وَمِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّة)): الإداريون الذين يقومون بنَظْمِ أمور المجتمع في معاملاته في شؤون مختلفة، وهذا جانبٌ أَسَاسي لاستقامة شؤون حياتهم، وإلّا لكانت الحالة البديلة هي الفوضى والتظالم والعبث وبالتالي تنشأ المخاوف التي تؤثر على الناس.
((وَمِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ)): جانب أَسَاسي جِـدًّا أن يكون للقضاء دورٌ إيجابي قائمٌ على العدل لتعزيز الاستقرار وتحقيق العدل في واقع المجتمع للفصل في قضايا الناس حتى لا تبقى شاغلاً لأوقاتهم واهتماماتهم فتثير العداوة والبغضاء بينهم وتؤدي إلى الاقتتال والإخلال بالأمن وفقدان الاستقرار.
((وَمِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَالرِّفْقِ)): لدفع التظالم بين الناس، لإحقاق الحق، لرعاية حقوق الناس، وحقوق المجتمع في مختلف أبنائه.
((وَمِنْهَا أهل الْجِزْيَةِ وَالْخَرَاجِ، مِنْ أهل الذِّمَّةِ وَمُسْلِمَةِ النَّاسِ)): أصحاب الإنتاج الزراعي دورهم مُهِـمٌّ جِـدًّا في دعم وإنعاش الاقتصاد وتوفير المتطلبات الغذائية والضرورية للناس سواء من أبناء الإسلام في المجتمع أَو من يخضعون لحكم الإسلام ويدفعون الجزية من أهل الذمة.
((وَمِنْهَا التُّجَّارُ)): التجار بحسب مستوياتهم في التجارة لهم دور مُهِـمٌّ في إنعاش الوضع الاقتصادي للمجتمع وتوفير متطلبات الحياة، كما عليهم مسؤوليات والتزامات، فهناك أَيْـضاً مسؤوليات تجاههم.
((وَأَهْلُ الصِّنَاعَاتِ): بمختلف الصناعات، ومع تطورها أصبح دورها كَبيراً في إنعاش الوضع الاقتصادي والمعيشي للمجتمع.
((وَمِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْمَسْكَنَةِ)): هم الفئة غير المنتجة بالنظر إلى ظروفهم ومعيشتهم، كالأيتام والأرامل والفقراء والبائسين، هم جزء أَسَاس من المجتمع وتتحمل الدولة مسؤوليات تجاههم.
((وَكُلٌّ)): من هذه الفئات من أبناء المجتمع.
((قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ)): يعني: حدّد نصيبه من الحق والمسؤوليات تجاهه.
((وَوَضَعَ عَلَى حَدِّهِ فَرِيضَةً فِي كِتَابِهِ، أَو سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً)): حدّد الله -جلّ شأنه- في القرآن ورسوله فيما جاء عنه المسؤوليات تجاه كُـلّ هذه الفئات.
الحماة للأوطان والأعراض والممتلكات والسياج الحامي الدافع عن المجتمع، دورهم مُهِـمٌّ جِـدًّا في إرساء دعائم الحق والعدل في أوساط المجتمع، وهذا مرتبط بما يسعون للحفاظ عليه لأن يكون سائداً، بالنسبة للأمن يجب أن يلحظَه المجتمع أنه لحمايته والحفاظ عليه وممتلكاته وحقوقه، ويجب أن يكون العمل على هذا الأَسَاس ويبنى عليه التزامات ومسؤوليات معينة.
((فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَزَيْنُ الْوُلَاةِ)): لأَنَّ الولاة بدون جنود وأمن وقدرة عسكرية وأمنية سيكونون مفلسين لا قيمة لدورهم ولا تأثير لهم.
((وَعِزُّ الدِّينِ)): لأَنَّ من خلال دورهم تترسخ القيم الإلهية في واقع المجتمع؛ لأَنَّ الدين مبادئ عظيمة وقيم وتشريعات تقوم على أَسَاس الحق والعدل والخير لصالح المجتمع.
((وَسُبُلُ الْأَمْنِ)): الأمن من الضروريات التي يحتاج الناس إليها لاستقرارهم، وبدونه لن يكون هناك استقرار للحياة في جميع مجالاتها أبداً.
((وَلَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ)): إذَا كان المجتمع بدون قوة عسكرية وأمنية تقوم بحمايته وبالدفاع عنه، سينهار وضعه.
((ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ، الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ، وَيَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ)): لو تحَرّك الكل ليكونوا جنوداً لأفلسوا، وهنا يأتي الدور الكبير والمهم للإنتاج الذي يوفر التمويل اللازم للجيش والأمن ليقوموا بمهامهم ومسؤولياتهم لحاجتهم إلى القدرات والسلاح والتغذية والنفقات الضرورية المتنوعة، وإلا لا يمكنهم حماية المجتمع والحفاظ عليه، فلتكن كُـلّ فئة مدركه لأهميّة الأدوار الأُخرى لدورها نفسه حتى تدرك ما يقوم به الآخرون، هذا الترابط يجب أن تعيه الجهات المعنية المسؤولة ويعيها المجتمع.
((ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ، مِنَ الْقُضَاةِ، وَالْعُمَّالِ، وَالْكُتَّابِ، لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ، وَيَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَيُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَعَوَامِّهَا)): الذين ينشطون في الأعمال ذات الأهميّة الكبيرة في الواقع المعيشي يحتاجون إدارة لشؤونهم ونظم معاملاتهم حتى لا يتحول الواقع إلى فوضى كاملة، وهذا الدور يعود إلى الإداريين من القضاة والعمال والكُتّاب، وهو دور مترابط لا بد منه لسابقه.
((وَلَا قِوَامَ لَهُمْ جميعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ، وَذَوِي الصِّنَاعَاتِ)): وكلّ الفئات التي مضى الحديث عنها لا يستقيم وينهض ويتمكّن دورهم بالشكل الفعّال والإيجابي والمثمر إلا بالتجار؛ لأَنَّهم من يقومون بالحركة التسويقية.
((فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ، وَيُقِيمُونَهُ مِنْ أسواقهِمْ، وَيَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ)): لأَنَّهم يوفرون كَثيراً من الاحتياجات حتى لا يكون كُـلّ شخص منشغلاً بصناعة كُـلّ احتياجاته، وهذا تدبير إلهي عجيب يعطي قيمة كبيرة لكل دور وفئة في المجتمع، وعامل للترابط فيما بينهم.
((وَيَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ مَا لَا يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ)): لأَنَّهم سيكونون أكثر اتقاناً لصنع ما لست قادر أنت على صنعه لنفسك.
((ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ أهل الْحَاجَةِ وَالْمَسْكَنَةِ، الَّذِينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَمَعُونَتُهُمْ)): من الحق والمسؤولية مساعدتهم والعناية بهم؛ لأَنَّهم عاجزون عن العمل وليس لهم حيلة وبصيرة فيه ويمكن مساعدتهم في أن يتحولوا إلى واقع منتج ومثمر ومساهم وعامل.
((وَفِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ)): الله في رزقه وفضله الواسع فيما يَمُنّ به وفي تدبيره وتشريعه وهدايته شمل كُـلّ هؤلاء بلطفه ورعايته وهيأ للمجتمع ما يفي باحتياجاتهم جميعاً بشكل عام.
((وَلِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُهُ)): الوالي عليه مسؤوليات تجاه كُـلّ هؤلاء من أبناء المجتمع، بما يصلح دور هذا الجانب، أَو هذه الفئة، ويساعده على أداء دوره بشكلٍ صحيح، وبما فيه صلاحه.
((وَلَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، إِلَّا بِالِاهتمام وَالِاستعانة بِاللَّهِ)): هي مسؤولية على عنق المسؤول إن تجاهل أَو أهمل أَو فرّط أَو اهتم ببعض دون الآخر فهو يتحمل مسؤولية تجاوز مسؤوليته، ثم في الواقع يتحمل التبعات، ولا يخرجه منها إلا أن يستعين بالله ويسعى لأداء مسؤوليته تجاه المجتمع.
((وَتَوْطِينِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ، وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ، أَو ثَقُلَ)): أحياناً جوانب نفسية تؤثر على الإنسان لكن لا يجعل منها مبرّراً للتنصل عن المسؤولية أَو التفريط في أدائها، وعليه أن يوطن نفسه ويصبر ويعزم ويستعين بالله.
فهذه الفئات من أبناء المجتمع، هناك مسؤوليات تجاهها جميعاً، بدءاً بالجنود في ترتيب ونظم أمرهم، ولذلك يقول:
((فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِإِمَامِكَ)): ترتيب وضع الجنود مسألة تؤخذ بعين الاعتبار لنظم أمرهم وصلاح واقعهم، وليّ من تعرف أنه الأصدق والأخلص؛ لأَنَّه جديرٌ بالمسؤولية بتقواه لله وخوفه من التقصير والتفريط، ومن يرى في الرسول -صلوات الله عليه وآله- الأسوة والقُدوة، هذا النوع لن يستغل موقعه في الأشياء السيئة.
((وَأَنْقَاهُمْ جَيْباً)): وهنا تعبير عن صفاء صدره وسلامته، فلا يمكن استغلاله في تصفية حسابات وإلحاق ضرر بالناس بغير وجه حق، وَأَيْـضاً كناية عن الأمانة وسلامة السمعة والصيت.
((وَأفضلهُمْ حِلْماً، مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ)): من يمتلك التفكير الصائب والمتوازن والراشد، لا يستفز بكل بساطة لأبسط الأمور، ولديه قدرة على ضبط النفس، ويتعامل بمعيار الحكمة والحق والعدل والمسؤولية وليس بمستوى الانفعال الشخصي والنفسي.
((وَيَسْتَرِيحُ إلى الْعُذْرِ)): ليس ممن يبقى محتقناً وساخطاً ومعقداً دائماً، الإنسان العملي هو الذي يتحلّى بالمسؤولية ويهمّه صلاح العمل ومعالجة الإشكالات.
((وَيَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ)): لا نتصور أن المسؤولية العسكرية تحتاج إلى إنسان متوحش من الجميع، قاسي القلب، هذا النوع لا حاجة له، فمهما كان شجاعاً وقوي النفس لا بد أن يكون رحيماً بالضعفاء رؤوفاً بهم.
((وَيَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ)): أن يكون قويَّ الشخصية حتى لا يُفرَضَ عليه الباطلُ ولا يسخروه لخدمتهم.
((وَمِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ)): ليس متهوراً هو أمام الشدائد والأهوال والعنف، راشدٌ في تصرفه ومتماسك ومتوازن، يتعامل بالشكل الصحيح والمفيد.
((وَلَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ)): إذَا كانت الظروف والواقع صعب والمعاناة كبيرة، لا يدفعه ذلك إلى القعود والتنصل عن المسؤولية.
((ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَالْأَحْسَابِ)): اعتمد في العمل العسكري والأمني بشكلٍ كبير وأكثر من الآخرين على ذوي المروءات ومفاخر بالأعمال العظيمة؛ لأَنَّ المروءة مجمعٌ من القيم العظيمة والمهمة والأصيلة؛ لأَنَّه يمثل عوناً في المواقف والتحديات الكبيرة.
((وَأَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ)): التي تتربى على الصلاح، والخير، والقيم العظيمة، ومكارم الأخلاق، والوفاء، وصدق اللسان واللهجة، وصدق الوعد… وغير ذلك من القيم، هذه معايير قيمية، معايير أخلاقية.
((وَالسَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ)): من له تاريخ مشرف، من الوفاء، والقيم، والأخلاق، هذا يطمئن في أن تعتمد عليه.
((ثُمَّ أهل النَّجْدَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَالسَّخَاءِ وَالسَّمَاحَةِ)): الذين يتحَرّكون في المواقف والتحديات والأخطار بمبادرة من جانبهم دون تنصّل أَو تهرّب؛ لأَنَّهم أهلُ شجاعة وعطاء وكرم، أعوانٌ حقيقيون.
((فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَشُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ)): لأَنَّها تجتمعُ فيهم مكارمُ الأخلاق والمواصفات المهمة، التي تؤهلهم لأداء دور مهم في الجوانب العسكرية والأمنية، وحماية المجتمع، والدفع عنه والقيام بالأدوار المهمة في ذلك.
والعاقبــةُ للمتَّقيــن.