من (وعي) كلمة السيد القائد بمناسبة (يوم الولاية) بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
تحدث السيد القائد عن أهميّة مبدأ الولاية للإمَام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- في عيد الغدير أنه يحمي الأُمَّــة من الاختراق، وأن إعلان الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ-، هو امتداد وصلة أن من يصل الرسالة بهديه هو أمير المؤمنين -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-، له صلة بالموقع والدور الذي يواصل من خلاله مسيرة الأمَّة بالاتباع لمنهج الله، وهو موقع ومقام لا بُـدَّ أن يكون الذي فيه متمسكاً بالقرآن الكريم ويقف بالأمة بالقرآن، ولا يحيد بالأمة عن القرآن، ويقاتِل على تأويل القرآن كما حارب مع النبي على تنزيله، يقف علي لحماية التعاليم القرآنية، وكما يقدمها بالهداية حتى بالجهاد، من يصل بالأمة بشكل صحيح ويواصل المشوار بشكل صحيح ثابتاً على الحق ومع الحق ويقدم الحق نقياً وسليماً من شوائب الباطل، والرسول -صلى الله عليه وسلم وعلى آله- كان يطمئن الأُمَّــة بهدي نبيها بأن عليًّا هو باب علم رسول الله فيما كان عليه ويوجه به ويأمر به..
القرآن قدم الولاية لعلي -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- بعنوان الإيمَـان، وسمي بالقرآن بصالح المؤمنين، يقدم بكمال إيمَـانه ويحمل كُـلّ المبادئ والقيم الإيمَـانية بإخلاصه العظيم في كُـلّ توجّـهاته، وشهد له القرآن بإخلاصه الصادق والتام ابتغاءً لله، ومن أهم أعمدة الإيمَـان هو الإخلاص الصادق، الذي يجعل الإنسان في كُـلّ مواقفه لوجه الله، وفي علاقته بالله سبحانه تحدث الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ-، قدم في عُمقه الإيمَـاني وما في سريرة نفسه عن حبه لله ورسوله وصدقه في إيمَـانه، وقدم في واقعه العملي وارتباطه الوثيق بالقرآن وبتمسك صادق وعملي، في معرفته بالحق وتمسكه بالحق في كُـلّ المواقف والظروف، وفي منزلته الرفيعة في حديث الراية: (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)، هو أعظم الناس تأثراً واقتدَاءً برسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ- الذي قال: (عليٌّ مني وأنا من علي)، له -عَلَيْهِ السَّـلَامُ – منزلته ومقامه ودوره وجهده من الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ-.
إن الولاية للإمَام عَلِيّ هو ما تحتاجه الأُمَّــة لمواجهة مخاطر الزيف والانحراف، والأعداء يحرصون على السيطرة الحاسمة للتحكم بتوجّـهات الأمَّة، ولهذا كان من أهم ما قاله الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ- بحق الإمَام عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- أن بغضه نفاق، والمنافقين يتجهون بالعداء الشديد لمن يقف مع الإمَام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-؛ لأَنَه الامتداد الصحيح الذي يقف أمامهم، ليتسنى لهم التحريف وَالتزييف في كُـلّ شيء؛ وَلأَنَهم يدركون أهميّة الامتداد الأصيل للإمَام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- حرصوا على فصل الأُمَّــة عن صلتها بالله، وهذا ما يعمل عليه منافقو العصر وأعداء الأُمَّــة بالتطبيع مع إسرائيل الذي يقدمونه باسم العناوين الدينية باتّفاق العار (اتّفاق إبراهام)، وحرصوا في موسم الحج الأخير ليخطب في خطبة الحج وهو المعروف بالتطبيع وهو رمز للانحراف والتولي لليهود والنصارى، وكان المكان اللائق به هو مكان رمي الجمرات..
وهكذا يتجه المنافقون لفصل الأُمَّــة عن صلتها بدينها وربها، وبحضور الرئيس الأمريكي بايدن في هذا التوقيت الذي حضر ليعلن أنه صهيوني، واتجه الخونة عمليًّا إلى نشر الفساد وَالرذيلة وتهيئة البيئة للفساد وعدلوا حتى القوانين لإضلال الأمَّة، وقدموا أعداء الأُمَّــة على أنهم الأصدقاء ويعادون من يعاديهم، وهذا انحراف خطير في واقع الأُمَّــة، ولهذا نجد أهميّة هذا المبدأ الذي يفصل الأُمَّــة عن ولاية الأمر والسياسات والولاء في الموقف، ولهذا تجد أشد الناس كرهاً للإمَام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- هم التكفيريون؛ لأَنَهم أدوات، ولهذا فَـإنَّ مبدأ الولاية للإمَام عَلِيّ -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- هو الصلة الأَسَاس لقيادة الأُمَّــة، لنلاحظ عدالة علي -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- التي تربى عليها ويربينا عليها ولو على مستوى جلب شعيرة لنملة، وَالإمارة والسلطة لا تساوي فردة نعل علي -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- وقيمتها فقط عنده كانت لدفع الظلم والباطل وإقامة الحق، وقال -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-: (ما خير بخير بعده النار وما شر بشر بعده الجنة) وقال -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-: (في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال) وهذا هو الصلة المطلوبة والامتداد الأصيل الذي يحمي الأُمَّــة من الاختراق.