شعبُ الإيمَـان والحكمة بين الولاية والديمقراطية .. بقلم/ منصور البكالي
ما بين الولاية والديمقراطية الحديثة يقف أبناء شعوب الأُمَّــة الإسلامية مخيرين بين ما اختاره الله ورسوله لهم ولياً وقائداً وبين ما يحاول أعداء الله وأعداء دينه وضعه ليكون بديلاً عن ذلك الخيار، عبر الانتخابات أَو الانقلابات المدعومة، وغيرها من أشكال وطرق الوصول إلى الحكم والتسلط الضامنة لتنفيذ مؤامرات ومخطّطات اليهود بحق أمتنا منذ القرون الأولى لقيام الدولة الإسلامية.
وأمام هذين الخيارين يدفع شعبنا اليمني -الثابت في توليه للإِمَـام عَلِـيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَام- والذي خرج إلى الساحات والميادين بالملايين احتفاء بعيد الغدير الأغر- ثمن هذا التولي وثمن انحيازه لما أمر الله ورسوله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- الأُمَّــة بتوليه من بعده بل وأثناء ما بقي من حياته حين قال: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه..”، في هذه المحطة كان الأمر جلل ولا خيارات فيه، ولا بدائل عنه، ألا أن أعداء الله الذين كانوا مستشعرين لخطر تولي الأُمَّــة للإِمَـام عَلِـيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَام- عليهم وعلى مصالحهم ومخطّطاتهم ومشاريعهم في التحكم والهيمنة على هذه الأُمَّــة، سارعوا بالانقلاب على ذلك الخيار ومنذ اللحظات الأولى لوفاة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، الذي بلغهم بما أمره الله أن يبلغهم به، وبما فيه كمال دينهم واتمام نعم الله عليهم.
شعب الإيمَـان والحكمة الذي عرف بارتباطه الوثيق بالإِمَـام عَلِـيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَام- مُستمرّ بدفع ثمن ذلك التولي إلى اليوم والشواهد التاريخية كثيرةً جِـدًّا على ذلك، بل ولا حصر لها، ويبقى الشاهد الحي هو ما يعانيه جميع أبناء شعبنا اليمني منذ 8 أعوام نتيجة لثورتهم على ديمقراطية أمريكا ومخرجاتها التي اتقنت صنع العملاء والخونة عبر ما يسمى بصناديق الاقتراع والانتخابات وما أدراك.
في الحالة اليمنية نجد الفرق بين الولاية الإلهية المختارة بعناية ورعاية ربانية، وبين الديمقراطية الأمريكية المحدّدة بأطر استخباراتية تخدم أجندة الأعداء، فالولاية يمثلها حَـاليًّا قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من يقود معركة التحرّر والاستقلال لليمن بل ويمثل نموذجاً يبنى عليه في بقية الشعوب التواقة لنيل الحرية والاستقلال.
أما الديمقراطية في الحالة اليمنية فكان يمثلها حكم العميل عفاش الذي أسقط عرشه المشروع القرآني، ويمثلها اليوم الدنبوع وأدواته من قيادات الأحزاب المرتهنة لدول العدوان التي تقتل أطفالنا ونساءنا وتدمّـر كُـلّ معالم الحياة على أرضنا الحبيبة، وتحاصر الشعب بأكمله لتوصله إلى الموت أَو الخضوع والاستسلام وهيهات لهم ذلك.
وإذا ما عدنا للولاية وقوتها في الوعي الشعبي اليمني فهي راسخة وزادها العدوان الأمريكي السعوديّ رسوخاً وقوة أكثر، فيما الديمقراطية -التي كانت عبارة عن خديعة تقدمها أجهزة الاستخبارات اليهودية من السفارات الأمريكية والبريطانية- فذبلت ووهنت وتلاشت في الوعي الشعبي اليمني وباتت معروفة مقاصدها ومكشوفة أهدافها في ظل هيمنة السفارات وعدم تحقيق الحرية والاستقلال وحفظ السيادة الوطنية.
وبين هذا وذاك يؤكّـد شعب الإيمَـان والحكمة أن توليه للإِمَـام عَلِـيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَام- وأعلام الهدى مصدر نجاة ومصدر قوة ومصدر حق وثبات، وخيار أبدي لا يمكن التراجع عنه، حتى يسود مبدأ الولاية كُـلّ شعوب الأُمَّــة تحت راية أعلامها المتقين من آل البيت (ع).