عيدُ المؤمنين .. بقلم/ غازي منير
للمسلمين جميعاً عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى ولكن المؤمنين فقط لهم عيد ثالث هو عيد الغدير الذي فيه بلغ الرسول -صلوات الله عليه وآله- ما أنزل إليه من ربه أثناء عودته من حجّـة الوداع حين وصل إلى منطقة “غدير خم” نزل إليه توجيه مهم من الله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، بلغ أي أعلن ما أمرك الله به ولا تخاف من لوم الناس وتحليلاتهم فسيقولون أنه ابن عمك أَو ما شابه، لا عليك سيعصمك الله منهم.
حينها توقف الرسول -صلوات الله عليه وآله- وأرسل إلى من سبقوا أن يعودوا وانتظر المتأخرين حتى وصلوا ومن ثم صعد على الإبل ومعه علي بن أبي طالب -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- وأمسك بيده ورفعها وقال: (أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وَانصر من نصره واخذل من خذله).
وحينها علم جميع المسلمين أن علياً -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- هو وصي رسول الله وخليفته من بعده بأمر من الله، وبعدها نزل قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وورد الكثير في حق الإمَام عَلِيّ وأهل البيت -عليهم السلام- وما ذنبنا في أن نلام في موالاة علي ونحن نعمل بما هو معترف به حتى لدى التيار المنحرف عن أهل البيت، وحتى أن رسول الله قال: “علي مني بمنزله هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”.
والإمَام عَلِيّ هو عناية رسول الله وهو تربيته وهو باب مدينة علمه، وهو من برز لعمر بن ود في غزوة الأحزاب حينما جبن الآخرون، وهو فاتح حصن خيبر بعد أن عجز عن فتحه غيره، وهو مرعب أعتى وأقوى فرسان اليهود، وهو من نام على فراش الرسول ليفديه وهو يعلم أن الكفار يريدون قتله.
ونحن بولايتنا لأمير المؤمنين -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- نستند على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي لا ريب فيها والمعترف بها عند جميع طوائف المسلمين.
وما انتصاراتنا نحن الشعب اليمني اليوم في وجه عدوان تحالف أكثر من 18 دولة بكل جيوشها وأسلحتها الحديثة والمتطورة ورضوخها لنا بعد عجزها وفشلها في تحقيق أي نصر يذكر إلا ثمرة من ثمار تولينا لله ولرسوله وللإمَام عَلِيّ وأعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام، وكما هو الحال في لبنان وفي الحروب والانتصارات التي حقّقها حزب الله ضد الصهاينة، وَأَيْـضاً شموخ وتحدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهتها للغرب وانتصارات العراق وسوريا وتلاشي تنظيمي داعش والقاعدة فيهما، كُـلّ هذا التأييد والانتصارات لمحور المقاومة في هذه الدول إنما هو لصدق إيمَـانهم وتوليهم للإمَام عَلِيّ وببركة دعوة النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله: “وانصر من نصره”.