كُلُّنا الشيخ علي سالم الحريزي .. بقلم/ سند الصيادي
الشيخ علي سالم الحريزي.. لم يكن رافضياً أَو مجوسياً أَو انقلابياً أَو موالياً لإيران أَو حتى يقود انقلاباً مسلحاً حتى يتعرَّضَ لما يتعرَّضُ له اليوم من استهدافٍ وَمحاولاتٍ لتصفيته.
في بدايةِ العدوان على اليمن، كان الشيخ الحريزي ممن أعلن دعمَه ومساندتَه لما سُمِّيَ بشرعية هادي، وفق قناعات شخصية وإن اختلفنا معها لكننا نتفق أنها لم تكُنْ تحت تأثير المال أَو الخيانة، لكنه وبعد أن عايشَ الواقعَ وَتجلَّت في الميدان المخطّطاتُ والمؤامراتُ التي تُحاكُ ضد محافظة المهرة واليمنِ عُمُـومًا، وجد الشيخُ الحريزي نفسَه ومعه أحرارُ محافظة المهرة في مواجهة مفتوحة مع دول العدوان وَأدواتها، في دليلٍ جديد على الدوافع والأسباب الحقيقية للحرب على اليمن.
رفض الشيخ الحريزي الوجودَ الأجنبي على الأراضي اليمنية، كما رفض أن تتحوَّلَ المهرةُ إلى حديقةٍ خلفيةٍ للمشاريع السعوديّة والإماراتية، وقاد إلى جانبِ رجال القبائل الأحرار اعتصاماتٍ واحتجاجاتٍ سلميةً تعرّضت للاستهداف من دول العدوان بمعاونة هادي وشرعيته المزعومة.
بات الحريزي في مشاعرِ أبناء اليمن قامةً يمانيةً باسقة، وَشوكةً في حلق مشاريع قوى الغزو والاحتلال في المحافظة، ومثّل صمودُه على مواقفه المبدئية هدفًا مُستمرًّا للتحالف، كان آخرها ما حدث بالأمس القريب، حَيثُ قام جنودٌ أمريكيون وبريطانيون وبحماية أطقمٍ مِمَّا يسمى الشرطة العسكرية ومجموعة من العملاء المحليين بمداهمة منزله، في عمل استفزازي هدف إلى ترهيبِه وثنيه عن مواقفه الوطنية، وهو ما أثار حفيظةَ كُـلِّ الأحرار على امتداد البلاد، وَاستوجب أن يتحولَ هذا الاعتداء الأمريكي البريطاني على الشيخ الحريزي إلى شرارةِ ثورة يمنية واحدة تمتدُّ من صنعاءَ إلى عدنَ ومن صعدة إلى المهرة.
الحريزي بعد هذا التصعيد خرج ليؤكّـدَ استمرارَه في المطالَبةِ برحيل القوات الأجنبية من محافظة المهرة، وَتوجَّـهَ بالمناشدة لكُلِّ الأحرارِ في اليمن بالوقوف مع المناهضين للوجود الأجنبي، موقفٌ بيّن معدنَه الأصيل وَلخَّصَ الحالَ الذي يجبُ أن يكونَ عليه كُـلُّ اليمنيين.
ومن هذا المقام فَـإنَّ الرسالةَ التي يجبُ أن يقرأَها الحريزي وَقبائلُ المهرة من صنعاءَ وَمن كُـلّ أحرار اليمن أن يعلموا أن لهم إخوةً جاهزين بسراياهم وكتائبهم وأسلحتِهم لمساندتهم ودعمهم، وَأن الموقفَ يستدعي تراصَّ الصفوف بين كُـلّ أبناء الوطن في شماله وجنوبه والوقوفَ وقفةَ رجل واحد لتطهيرِ اليمن من كُـلّ القوات الأجنبية الغازية، وإلَّا فَـإنَّ بلطجةَ الغزاة وأذنابهم لن تقفَ عند حَــدٍّ من احتلالٍ لأرض أَو انتهاكٍ لحُرُمات.