الهجرةُ النبوية .. بقلم/ أم قاصف
تُعَدُّ “الهجرةُ النبوية” أبرزَ رموز المسلمين المهمة، فهي تمثل نموذجاً عظيماً في رفض الظلم والذل والعيش تحت هيمنة الطغاة والجبابرة، كما هي عنواناً دينياً مهماً مفاده: “إن أرض الله واسعة”، فلا يجوز الخنوع تحت سقف الاستعباد بأي شكلٍ كان.
وهي دافعاً قوياً لبناء المسلمين وتأسيس دولتهم من حَيثُ الإعداد والبناء ونشر الدعوة، كما تُعبّر عن العوض من الله لعباده المستضعفين بدلاً من مجتمع قريش الجائر، وفيها دروسٌ عطرة تحكي أجمل معاني الأخوة والفداء.
وهذه وحدها تختص بمجتمع الأنصار الذين آووا ونصروا حتى قال القرآن فيهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإيمَـان مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئك هُمُ الْـمُفْلِحُونَ).
كما هي بداية التاريخ للمسلمين ولها أشهر ومعالم للدين تختص بأشهر عبادة المسلمين وأعيادهم ومناسباتهم، حَيثُ تسمى أشهر “السنة الهجرية”.
ومما نلاحظه في مجتمعنا اليوم أن التاريخ الهجري يُغيّب كَثيراً ويتم الاستناد على تاريخ السنة الميلادية وهي تتعلق كَثيراً بالغربيين واليهود ومعتقداتهم وأعيادهم، وهذا نجد له تأثيراً على حضارة المسلمين ومعتقداتهم.
وبما أننا في يمن الإيمَـان والحكمة نُجل هذا اليوم ونعظمه “بداية السنة الهجرية” ونعتبره عيداً لوعي القيادة الحكيمة
ولاتصالنا بهذه الشعيرة، حيث إن أنصار الأمس اليمانيون لن يقلوا شأناً عن أنصار اليوم، فتجد المفارقات العجيبة أن من نصر رسول الله صلوات الله عليه وآله، بالأمس هم الذين ينصرونه ويحملون لوائه ويرفعون بيرقه اليوم، بينما تجد من يخذلونه اليوم هم الذين خذلوه بالأمس، وأكبر شاهدٍ لذلك تطبيع الأعراب المتأسلمين ومد أيديهم للسلام مع أعداء الإسلام
ويسمون كُـلّ المشاعر الدينية بدعة..!!
وعيد الكيريسمس والأعياد اليهودية يتأثرون بها ويقيمونها فترى الآية القرآنية تحدثهم رأساً: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَـمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فيجب على المسلمين جميعاً الاهتمام بهذا اليوم والتعظيم له وإعادة معالم الدين الإسلامي من جديد.