أفواجٌ تمضي في درب حسين .. بقلم/ احترام المُشرّف
منذ العام الـ 61 للهجرة وإلى الآن وحتى آخر الزمان سيظل الحسين وثورة الحسين هما النبراس والمشعل الذي يستنير به الثوار والأحرار ليس فقط في أُمَّـة الإسلام بل في العالم أجمع ثورة الحسين -عليه السلام- كانت هي البذرة الأولى لكل الثورات التي قامت في العالم وقد كان الحسين هو من علم الأحرار الوقوف في وجه الظالم ومقارعته، وقد انتصر الحسين وهزم الدعي ابن الدعي وقد فاز الحسين بكلتا الحسنيين فاز بالشهادة وفاز بالنصر.
وهَـا هي كربلاء قد امتدت جغرافيًّا وتجاوزت حدود العراق، لتكون كربلاء في كُـلّ أرض تقارع الظلم والطغيان، وها هو الحسين السبط عليه السلام، يشع نوره وتحل بركاته على المجاهدين في كُـلّ محور المقاومة، ليصبح أمام الأعداء فيلقاً كبيراً من الحسينيين الذين تربوا في مدرسة الحسين وتمعنوا في دروس اللطف وتخرجوا من الجامعة الكربلائية.
الإمام الحسين -عليه السلام- دون تاريخاً لا يمحى ولا ينسى ولا يترك، نجيع الأوداج أراق دمه الطاهر وجاد بروحه الشريفة في سبيل إعلاء كلمة الله والتمسك بالحق، شهيد كربلاء قدم الأهل والولد قرابين لله وفي سبيل الله وكان -عليه السلام- هو البائع وكان الله المشتري وربح البيع ونمت تجارته مع الله وها هو مشروعه قائماً بيننا الآن.
سيدي يا أبا عبدالله الحسين أنت من غرست شجرة الحرية وسقيتها بدمك المبارك، وقد تعملقت تلك الشجرة وتفرعت في كُـلّ المعمورة، وهَـا هو فرع شجرتك المباركة في اليمن قد قوى وتخشب وصار عملاقاً يقتلع رؤوس الظالمين، وها هم حسينيون اليمن يجسدون بطولات كربلاء ويعيدون كُـلّ مشاهد كربلاء من صبر وصدق وتضحيات.
وهَـا هي مظلومية اليمن تجسد كُـلّ مظلومية كربلاء ففي اليمن استشهد الرضع كما عبدالله الرضيع وفي اليمن بترت الأذرع كما بترت ذراعي قمر بني هاشم وفي اليمن ثكلت النساء كما ثكلت العقيلة وفي اليمن استشهد الحسين البدر كما استشهد جده الحسين السبط وفي اليمن عرفنا مفهومَ الصبر الذي وضع الإمام الحسين أَسَاسه في كربلاء وعرفنا أن الصبر هو الصبر على أداء الواجب وتحمل المكاره في سبيل مقاومة الظلم والطغيان، وسنمضي أفواجاً أفواجاً في درب حسين ونعلم أولادنا ونربيهم على نهج الحسين.
السلام على الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى من سار على نهج الحسين السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.