الحريزي يصل منزله ويتوعد بالرد والنظام السعوديّ يسعى لإشعال صراع داخلي بزعم تنصله عن “الاقتحام”.. القبائل المهرية تعلن النكف وتتوافد للغيضة وتؤكّـد أن الجريمة لن تمر.. المهرة تضيق ذرعاً بالاحتلال
المسيرة: متابعة خَاصَّة
تعيشُ محافظةُ المهرة وقبائلُها على صفيح ساخن جَرَّاءَ تطور تداعيات اقتحام قوات أمريكية بريطانية سعوديّة إماراتية لمنزله في المحافظة، على خلفية تصعيد مناهضته للاحتلال ومشاريعه الاستعمارية المشبوهة والهدامة، وقيامه مؤخّراً بنشر وثائقَ عن العداء التاريخي بين آل سعود واليمن.
وعلى أعقاب ذلك، وصل الشيخ علي الحريزي، أمس السبت، إلى منزله في مدينة الغيضة، المركز الإداري لمحافظة المهرة، بعد اقتحامِه خلال عدم تواجه فيه من قبل قوات الاحتلال.
وفور وصولِه، ظهر الحريزي في مقطع فيديو قال فيه: إن قوات الاحتلال قامت بتصوير المنزل قبل الانسحاب، مؤكّـداً أن القوات التي اقتحمت منزله أمريكية بريطانية سعوديّة إماراتية.
وفيما تعتبر عودةُ أبرز مشايخ المهرة أكثرهم تحدياً للقوات الأجنبية المتمركزة في المحافظة والتي تسعى من خلال استهدافه لتمرير مخطّط تحويل المحافظة المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي لممر لتصدير النفط السعوديّ بدلاً عن مضيق هرمز الذي تشرف عليه إيران، إلا أن الحريزي وفور وصوله لمنزله جدّد الدعوة لكافة أحرار اليمن وقبائل شبوة على وجه الخصوص، للوقوف مع المناهضين للاحتلال الأجنبي في اليمن.
ومع وصول الحريزي، تواصلت قبائلُ محافظة المهرة، أمس السبت، توافدها إلى منزله، في مدينة الغيضة، في حملة تحشيد كبيرة تضامنًا معه، فيما يتزامن هذا التوافد مع حملة تضامنات واسعة مع الشيخ الحريزي وسط حالة غليان في محافظة المهرة والمحافظات اليمنية.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطعَ فيديو، لعشرات الأطقم العسكرية المحملة بالمسلحين القبليين أثناء توافدهم إلى مدينة الغيضة، وسط تصاعد مخاوف قوات الاحتلال من انفجار الوضع في المحافظة، خَاصَّة مع توعد الحريزي بالرد على اقتحام منزله.
وفي سياق الاستنفار المهري، أصدر “المجلسُ العام لأبناء المهرة وسقطرى” -وهو من أبرز التكتلات السياسية والاجتماعية في المحافظة- بياناً أدان فيه اقتحامَ قوات الاحتلال لمنزل الشيخ الحريزي، محذراً من ردود أفعال على تلك العملية، داعياً المنظمات الدولية لرصد تلك الانتهاكات والتي تضاف إلى عملية تعطيل ممنهجة للحياة العامة في المحافظة بدء بإغلاق المنافذ.
وأمام هذا الاحتقان الذي ينذرُ بانفجار الأوضاع عسكريًّا ضد تحالف العدوان والاحتلال، سارعت السعوديّةُ إلى محاولة فاشلة للتنصل عن مسؤولية اقتحام منزل الحريزي، وزعمت عبر قناة “الحدث” التابعة لها أن القواتِ المقتحمةَ تنتمي لعصابات مسلحة تابعة للمرتزِقة، في محاولةٍ خطيرة لتفجيرِ الوضع وتحويله إلى صراع بين قبائل المهرة المناهضة والقوات المرتزِقة التابعة للعدوان.
وزعمت “الحدث” أنها نقلت عن مصادرَ مجهولة وقوفَ فصيلِ ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة لحكومة المرتزِقة، وراء الاقتحام، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولةٌ لتصوير الاقتحام على أنه تم من قِبل فصائلَ يمنية لم يمر على استحداثها من قبل القوات السعوديّة سوى بضعة أشهر، فيما يرى آخرون أنها تأتي مقدمةً لمساعٍ سعوديّة ترمي إلى تفجير الوضع وإشعال اقتتال داخلي لا يستهدفُ قواتِ الاحتلال متعدد الجنسيات.
الحديثُ السعوديُّ عمّا تسمى “الشرطة العسكرية” التي لديها سوابقُ بمواجهات بالوكالة ضد لجنة الاعتصام التي يقودُها الشيخ علي الحريزي، يأتي كمحاولةٍ لنفي الدور الأجنبي في العملية، ودعوةٌ صريحةٌ للاقتتال في المحافظة التي لا تزال أكبرَ عقبة في طريق المخطّطات السعوديّة الساعية للاستحواذ على موقعها الجغرافي الواقع عند تقاطع بحر العرب والمحيط الهندي، وفق مراقبين، وهو ما حرص الحريزي وقوى المهرة على تجنب الإشارة إليه في محاولةٍ لقطع الطريق على رغبة السعوديّة بالاقتتال، حَيثُ اكتفى الحريزي بالإشارة إلى هُــوِيَّةِ القوات الأجنبية التي اقتحمت منزلَه.